مع كتاب جديد في حملة "كتب تجمعنا"، وهذه المرة قراءة في أحد الكتب الكويتية قدّمتها القارئة (مريم العدوي) من عُمان، والكتاب هو "صلوات الأصابع" للكاتبة الكويتية (ميس خالد العثمان).نصوص سردية
صدرت عن دار العين للنشر
الطبعة الأولى 2010م
162 صفحة
الغلاف : بسمة صلاح
ميس خالد العثمان
كاتبة قصة وروائية من الكويت
عضو رابطة الأدباء في الكويت
سكرتير تحرير ( جريدة الفنون ) الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب /الكويت
صدر للكاتبة :*
عبث ، قصص ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت ،2001
*
أشياؤها الصغيرة ، قصص ، دار قرطاس – الكويت ،2003
*
غرفة السماء ، رواية ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت ،2004
*
عرائس الصوف ، رواية ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت ، 2008 ، (الفائزة بجائزة ليلى العثمان للإبداع السردي 2006)
*
عقيدة رقص ، رواية ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت ، 2008
* كما حصلت الكاتبة على جائزة الشيخة باسمة المبارك للقصص القصيرة عام 2004م
عرض الكتاب
الروائية ميس العثمان واحدة من أبرز الكُتّاب الشباب على الساحة الثقافية الكويتية الذين أسهموا إسهاماً فاعلاً من أجل الرقي بالأدب .
ميس العثمان ... (تكتب ببراءة طفل يكتشف العالم للمرة الأولى، وببصيرة صوفي يشتد به الوجد ليأخذنا معه إلى عوالم أخرى، وتتساءل دائماً من منا لا يشعر بحنين إلى فردوسه المفقود وكماله واكتماله في سماوات بعيدة؟ تجذبنا بأسلوبها الأخاذ لنستريح بعض الوقت بين دفتي كلمات حبلى بالأحاسيس والمشاعر... تعتبر الكتابة سبيلاً إلى تطهير الروح ولتصبح إنسانة أكثر رقياً وجمالاً.) من حوار بعنوان ( ميس العثمان ، رواياتي ليست ضد الرجال ) بقلم : أسمهان أبو الإسعاد
في آخر إصداراتها
صلوات الأصابع ، تنبعث موسيقى الكلمة الهادئة التي تجعلك توغل في العمق سابراً أغوار جمال الحرف والكلمة ، وهذا لا يتأتى لأي كاتب ؛ إنما هو للكاتب الذي يعشق اللغة بصدق فيتذوق حروفها شهدا ويصوغ كلماتها أيقونة من الإبداع والجمال.
و عن بدايتها تقول ميس العثمان "البداية كانت متمثلة في حبي للكلمة و كانت القراءة هي المحرك الأساسي لي خاصة و أنني قد نشأت في بيت عاشق للأدب و محب للقراءة و كانت أسرتي تمتلك في المنزل مكتبة شاملة ساعدتني كثيرا في القراءة و الإطلاع و بعد ذلك بدأت الكتابة التي كانت عبارة عن خربشة على سطح المرآة فبدأت بكتابة الخواطر ثم الحكايات التي تشبه القصص القصيرة و كانت لا بأس بها قياسا بعمري الصغير وقتذاك."
صلوات الأصابع ، نصوص سردية تعد الإصدار الأدبي السادس للكاتبة بعد عدد من المجموعات القصصية والروايات ، وقد صنفت أبوابها إلى عدد من العناوين التي حملت لغتها سرداً يقارب الشعر والتأملات الخاصة، وتنوعت عناوين الأبواب كالآتي:تحريض الذاكرة ، بعض تفكّر ، أرضُ الله ، عيال الله ، طُعوم ، هندسيات ، حزمة قزح و غيبيات.
حيثُ يحمل كل باب مجموعة من العناوين تحت مظلة عنوان الباب ، فمثلاً في باب تحريض الذاكرة ، تتذكرُ العثمان ، مشموم ... فقد رائحته ، البذور في جيبي ، سلة قش في كانون ، المخرج ما كان جيداً ، عقلة الأصابع ... تكبر ، العيد ليس بأبيض ، يا ابن صلاح الدين أنت أجمل و (الشارقة ) كل شئ مباح حتى الضحك.
صلوات الأصابع ... هو عنوان للإبداع الذي حفل به الكتاب الذي احتوى نصوصاً قصيرة لكنها غنية بالصياغة الماهرة والمعاني العميقة والثقافة العالية، كل نص يأخذك إلى أعماق الأرض أو إلى عنان السماء يبحر بك بين لآلئ البحر وينقلك إلى أسرار الكون والطبيعة وأعماق النفس البشرية. معظم النصوص لا تزيد على صفحة، لكن كل كلمة، وأكرر، كل كلمة اختيرت بدقة وعناية ونحتت بفن وعبّرت عن مكنون كتاب.
أعجوبة ميس العثمان أن الكلام طوع بنانها لا أدري كيف يمكن لكلمة أن تحضر كل هذه المعاني وكيف بجملة استطاعت أن تختزل موسوعة علوم وفنون وجغرافيا وعلم نفس وإدراك لمكونات وحركة مجتمع.
'صلوات الأصابع' تأسرك بكل نص عبر ثمانية أبواب تنقلك في كل باب من بيت العائلة إلى مدن بالجوار إلى ملكوت السماء وإلى أعماق النفس البشرية إلى فلسفة الألوان والأشكال.
ميس العثمان لا ترسم وتعبر بالكلمة فقط إنما هي صاحبة رؤية وفلسفة ونظرة ثاقبة صادقة في أمور حياتنا، فكل كلمة لها معنى ولها تأثير، وقد يسحرك النص لإبداعه اللغوي، لكنه سيبهرك بمعانيه ومراميه وقدرته على نقلك إلى الصورة الأكبر لما ترى وتسمع في حياتك اليومية.)
جريدة الجريدة بقلم :علي البداحمن حوار لأسمهان أبو الإسعاد لميس العثمانأصدرت نصوصاً سردية بعنوان «صلوات الأصابع»، ما أوجه الاختلاف والتشابه بين النصوص السردية والقصة القصيرة؟
النص السردي فن كتابي شائع في الغرب، وبعض الكتاب العرب طرح تجارب في هذا المجال لم تكن تماماً تمثل النص السردي بقالبه الصحيح، فضاعت الحسبة بين النص السردي والقصة «المشوهة». في ما يخص النص السردي هو لغة عالية، أنيقة، فائقة، شاعرية وليست شعرية، تحوي كثيراً من الفكر والتأملات التي تستحق الولوج إليها وإعادة رسم معانيها، وفيها خلاصات لتجارب خاصة جداً.
تقتربين في «صلوات الأصابع» من منطقة الوجد الصوفي والبحث عن الروح والارتقاء إلى سماوات أخرى، هل هذا تطور في جماليات كتابتك الإبداعية أم أنك شغوفة بالتجربة الروحية؟
ماذا في الكتابة سوى صلاة غير عادية؟ الكتابة صلاة، طهر، تعبّد، وكثير من حكمة. في «صلوات الأصابع» دعوة خالصة إلى النظر بأكثر من عين لاستخدام العقل، ومراجعة أهواء الروح.
وجاء الغلاف الأخير محتوياً على مقتطفِ من أحدِ النصوص السردية:
»هناك«!
كان ما يقارب ثلاثة ألوان للهواء.
لون نرتديه كلنا أمام الغرباء, وآخر نتنفس به إنساننا, وثالث يعبق بروائح الفقد.
لكل الوجوه التي أحن إلى رؤيتها لمرة أخيرة.
وما كنا بارعين بارتداء ما يليق من الأقنعة, فالتدريب ما كان متقناً وكافياً.
والمخرج ما كان جيداً!
لذا, كنت أهرب »بين الشوطين« لأعرض رئتي للهواء, استنشق كماً أراه مناسباً.
لكسر عتمة آتية نحتشد بها لساعات, عبارات تتكرر منذ وجعين, وقلبي أتحسسه كما أريده, بارداً.
أعزز السلام مع نفسي لتظل زهوري تتفتح كل مساء وأتيقن بأن »الروح« ستبتهج
صلوات الأصابع ... إبحار مع عذب الكلمة وموسيقى الحرف بفكر عالمي راقي وملكة أدبية يشار إليها بالبنان.