(المصدر: موقع عرب 48، 12 سبتمبر 2011)
كتاب إسرائيلي جديد: أسرار جديدة عن أشرف مروان
أسرارجديدة، على حد زعمهم، يكشفها الكتاب الجديد الذي صدر في إسرائيل هذه الأيام تحت اسم، "الملاك" وهو الاسم الذي أطلقه الموساد على أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي تدعي إسرائيل أنه تعامل مع الموساد لمدة 30 عاما، وزودها بمعلومات عن موعد بدء حرب 73.
الكتاب من تأليف البروفيسور أوري بار يوسيف، وينطوي على مجموعة من الأسرار الجديدة، التي تكشف لأول مرة، على حد ادعاء الصحفية المتخصصة بالشأن العربي سمدار بيري، التي أفردت له صفحة كاملة، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة اليوم الاثنين.
ومن بين هذه الأسرار أن مروان واصل تعامله مع الموساد حتى بعد توقيع اتفاقيات السلام مع مصر، وأن العلاقة معه قطعت في نهاية التسعينيات، ما يعني أنه كان فعالا عند صدور كتاب رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) إيلي زعيرا، عام 93، الذي كشف معلومات يمكن الاستدلال منها أن أشرف مروان هو العميل المسمى بالملاك.
الكتاب يؤكد الرواية الرائجة بأن مروان زود الإسرائيليين يوم 5 اكتوبر عام 73 بمعلومات عن موعد بدء الحرب التي نشبت في اليوم التالي، الأمر الذي مكن إسرائيل من استدعاء الاحتياط، والحؤول في النهاية دون سقوط هضبة الجولان بكاملها، بأيدي السوريين، وفق وجهة النظر الإسرائيلية.
الكتاب يدعي أنه خلال 30 عاما من تعامله، دفع الموساد لمروان مبلغ مليون دولار، إضافة إلى 100 ألف دولار (علاوة)، على المعلومة التي زود إسرائيل بها حول حرب 73 وذلك بأمر من رئيس الموساد في حينه تسفي زمير، إضافة إلى تزويده بفتيات مرافقات، حيث يكشف أن الموساد تساعد برجل يهودي يملك ناديا ليليا في لندن، قام بتزويد الفتيات المرافقات لمروان وشريكه في أعمال التجارة، رئيس الحكومة الليبية السابق عبد السلام جلود.
محاولة تجديد الاتصال مع مروان، تمت على حد ادعاء الكتاب، عام 97 بأمر من رئيس الموساد، في حينه داني ياتوم وذلك بعد كشف قضية يهودا جيل، الذي نقل على مدى سنوات معلومات كاذبة عن علاقته مع عميل كبير في سوريا، إلا أن مروان رفض ولم يحضر إلى اللقاء الذي قرر مع الإسرائيليين، الأمر الذي جمد الاتصال معه على مدى فترة تولي ياتوم رئاسة الموساد.
أفرايم هليفي، الذي استبدل ياتوم في رئاسة الموساد، اعتقد ايضا، على حد ما يدعيه الكتاب، أن الفائدة من تجديد الاتصال مع مروان، أقل من المخاطرة، وتخوف من أن يضر انكشافه بعلاقات الثقة مع مصر، ولذلك اكتفى بتكليفه تقديم تقييمات عن التطورات السياسية في مصر والعالم العربي.
الحادثة التي أنهت العلاقة مع مروان، وقعت عام 98 عندما التقى به مشغله "دوبي" في روما، قام الأخير بتسجيل اللقاء وبسبب عطل فني معين انكشف أمر التسجيل ما وضع حدا للعلاقة بشكل نهائي، حسب ما يدعي الكتاب.
يشار إلى أن أشرف مروان كان قد لقي حتفه، بعد أن سقط من شرفة منزله في لندن في 27 حزيران سنة 2007، بعد أقل من شهر من قرار القاضي الإسرائيلي تيودور أور، الذي أكد أن رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، إيلي زعيرا، قد كشف في كتابه "زمن الحرب" تفاصيل تفيد أن أشرف مروان هو عميل الموساد الذي كان يطلق عليه الملاك.
أرملة مروان ادعت أن الموساد يقف وراء عملية القتل، بينما كشف تقرير السكوتلاند يارد، أن رجلين بملامح عربية وامرأة كانوا قد تسللوا صبيح عملية القتل إلى شقة مروان واختفت اثارهم.
مجلة روز اليوسف المصرية ادعت في تقرير نشرته قبل أسابيع قليلة، أن الرئيس المخلوع حسني مبارك هو من أعطى امرا بتصفية مروان، بعد أن اعتقدت المخابرات المصرية أنه ينوي نشر مذكراته، وبعد تصفيته اهتم مبارك بتنظيم جنازة عسكرية له في القاهرة، ولفه بالعلم المصري والإعلان أنه مناضل مصري، الأمر الذي دفع ببعض الجهات في إسرائيل إلى الاعتقاد بأن مروان كان عميلا مزدوجا، تقول سمدار بيري، التي تضيف أن الأسرار الجديدة التي يكشفها الكتاب وكون مروان تم تشغيله سنوات طويلة تؤكد عكس ذلك.
مؤلف الكتاب بروفيسور بار يوسيف يقول إنه اعتقد دائما أن المخابرات المصرية هي التي قتلت مروان بأمر من مبارك ولكن طالما مبارك في السلطة فإن القضية ستبقى مطوية، في إشارة إلى تقرير روز اليوسف.
بقي أن نشير إلى أن الكتاب يعرض وجهة نظر إسرائيلية، من المفيد معرفتها ومقارنتها مع وجهة النظر المصرية أو العربية وقد تكون أكثر من واحدة قبل الحكم على الرجل.
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.