(موقع varietyarabia.com، 31 مارس 2012)
"كلمة" يصدر سلسلة "ثمرات من دوحة المعرفة" في تبسيط المعارف العلمية
فارييتي أربيا: على هامش مشاركته في الدورة الثانية والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب المنعقدة حالياً "28 مارس- 2 أبريل 2012"، أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة سلسلة "ثمرات من دوحة المعرفة" لمجموعة فريدة من المؤلفين المتخصصين. والسلسلة متوافرة في الوقت الحالي في جناح مشروع "كلمة" للترجمة رقم 5.A907.
بصدور هذه السلسلة الموسومة بثمرات من دوحة المعرفة، يكون مشروع "كلمة" قد شق مدخلاً صلباً في تقريب المعارف العلمية والتاريخية بعيدة المنال إلا للمتخصصين، من ذهن القارئ العربي. الأمر يتعلق بقضايا كبرى يتم طرحها بطريقة جذابة وبتقنيات تربوية مرحة وبأسئلة تقربها من الذهن وتجعلها سهلة المنال. ويقوم بذلك متخصصون في جميع المجالات بنظرة تنم عن شمولية معرفتهم وعن قدرتهم على الغوص في أدق الدقائق، وبالأخص بتيسيرهم للمعرفة وتبسيطهم للمعطيات والإشكاليات بصورة تجعل القارئ منبهراً من قدرته على الإمساك بأعقد القضايا وأكثرها استعصاء كالجزيئات والنظرية والنسبية ومسألة الزمن... وغيرها.
تعتمد أغلب المؤلفات هنا على السؤال: سؤال الماهية وسؤال العلة، وهما النمطان اللذان يمكّنان من إنتاج معرفة عن موضوع معروف أو مجهول. وتتجه أغلب المؤلفات إلى الأمور العلمية أو الفلسفية أو المعرفية العامة التي كثيراً ما نسمع عنها أو نراها أو نعرفها من غير أن تكون لنا معرفة دقيقة بخفاياها.
ففي المجال الفلسفي يدخل كتاب "هل الزمن موجود؟" كي يخلخل ما نعرفه ويبين أن الزمان والمكان موجودان في عروة وثقى لا محيد عنها، وأنه ظل دوماً الموضوع المفضل للفلاسفة والعلماء ليخلص إلى أن الزمن لم يعد دائرياً بل صار خطياً. وفيه أيضاً يتم التناول الفكري لأسطورة السفر في الزمن التي كثيراً ما اخترعت لها آلات وغذت خيال العلماء. كما أن تسلسل الأحداث وترابطها لا يخرج عن مفهوم العلية الزمنية. لهذا فإن كتاب "قانون تسلسل الأحداث" يأتي ليعالج بطريقة علمية وفلسفية ترابطها تبعا لمبدأي الصدفة والحتمية وبالنظر للاحتمالات الرياضية وغيرها.
وفي المجال السيكولوجي العصبي تتطرق مؤلفات من قبيل "كيف ننام؟" و"لماذا نحلم؟" من وجهة نظر فسيولوجية عصبية ونفسية لظاهرة النوم وأنواعه وأنماطه ولطرائق اشتغال الحلم وكيفية جمعه، مقدمة للقارئ تفسيرات جديدة مبنية على التجريب والاختبار والرصد والتحليل.
أما في مجال الأركيولوجيا وعلم الأجناس فنقدم كتابين: الأول عن "الأحافير وما تحكيه لنا" باعتبارها ذاكرة للأنواع وحافظة لمعطيات يستشفها الباحث في هذا المضمار من تكوينها وطرائق عيشها. والثاني عن فرضية "هل يمكن بعث الماموث؟"، ذلك الحيوان الذي عثر على جثته متجمدة في سيبيريا، والذي وجد مرتعه في الخيال العلمي والسينمائي والأدبي.
وفي مجال الفيزياء والطبيعيات تم اختيار موضوعات بعضها مؤرق الفيروسات وعلاقتها بالإنسان وبعضها طريف كجزيئات حبة جلبان بما تطرحه من أسئلة على مكونات المادة. فكتاب "الإنسان والفيروسات.. هل هي علاقة دائمة؟" يدخلنا في عالم الأمراض الفيروسية الفتاكة ليحلل طبيعتها واشتغالها وأثرها على الحياة البشرية. أما كتاب "كم جزيء في حبة جلبان؟" فإنه بطريقة مبتكرة ينطلق من حبة جلبان ليقربنا من الجزيئات في صغرها اللامتناهي ومن الذرة في دورها الأساس في تحديد بنية العناصر الحية وغير الحية.
وحين يطرح أحد الكتب سؤال: "لماذا لا نرى في السماء نجوماً خضراء؟" فذلك لكي يكون له مدخلاً لتفسير طبيعة الألوان ودور الضوء والأشعة في تشكيلها للبصر. أما زرقة البحر فإنها محيرة ومؤلف كتاب "ما السر في زرقة البحر؟" يتابع كل التحاليل ليؤكد أن ما نراه لا لون أزرق فيه وليس انعكاساً للون السماء. وحين يتساءل المرء عن السر في لمعان الشمس، فإن كتاب ألان بوكي بالعنوان نفسه يأتي ليقدم الأجوبة الفيزيائية التي تفسر التفاعلات والإشعاعات الذرية التي تجعل الشمس لامعة طوال الوقت. وفي السياق نفسه يزج بنا كتاب "ما الجينات؟" في سؤال العصر المتصل بالوراثة والذي دخل مرحلة التعديل والاستنساخ ليجيب عن كافة الأسئلة المؤرقة التي نطرحها عن مستقبل الأنواع والجنس البشري وكيفية تعديل قدر الأشياء الطبيعي.
ويقدم كتاب "ما النسبية؟" بأسلوب مبسط المبادئ التي تقوم عليها أكبر ثورة فكرية في مجال العلوم ألا وهي النظرية النسبية التي أعادت النظر في مفاهيم الحركة والسرعة والزمان والمكان. أما كتاب "ما الثقوب السوداء؟" فيعالج هذه الظاهرة الفيزيائية الفلكية من جميع جوانبها مبيِّنا طرق تكونها وأنواعها وأثرها في توليد الطاقة وسماتها المدهشة.
أما في مضمار الرياضيات فيجيب كتاب "ما العدد؟" عن سؤال بدهي يتعلق بالأعداد التي نستعملها في حياتنا اليومية من غير أن ننتبه لأهميتها. هل هي كاملة، وكيف نحصل على المساحات والكميات؟ تلك هي الأسئلة التي يثيرها ويحللها مبينا أهمية الأرقام في تنسيق الحياة وتيسيرها لنا.
إن القارئ العربي العادي والناشئة لتجد في هذه السلسلة معيناً لا ينضب من الأجوبة عن أسئلة دأبنا على طرحها بأفواه متخصصين في المجال، ومن ترجمة ثلة من المختصين المحنكين في الترجمة الذين ينقلون المعارف إلى لغة الضاد من غير أن تفقد قيمتها وبمستوى لغوي راق يدل على أن العربية قادرة على تمثل الجديد في جميع الميادين، حتى الأكثر منها غرابة ودقة وتخصصاً.
الصورة لغلاف كتاب "ما النسبية"
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.