(شبكة محيط، 24 أبريل 2012)
ندوة: القاهرة أصبحت الأولى عربياً في تزوير الكتب..وسور الأزبكية بؤرة إنتاجها
كتبت - سميرة سليمان
كشف الكاتب الصحفي حلمي النمنم رئيس مؤسسة دار الهلال أن القاهرة أصبحت أكبر مركز لتزوير الكتاب في العالم العربي، رغم أنها في الماضي كانت تحارب التزوير الذي كان مركزه بيروت، جاء ذلك في الندوة التي استضافتها نقابة الصحفيين أمس، احتفالاً باليوم العالمي للكتاب تحت عنوان "مواجهة التزوير وحماية حقوق المؤلف".
وأشار النمنم إلى أنه بحكم منصبه كنائب رئيس الهيئة العامة للكتاب عام 2010، أشرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي كان الظاهرة اللافتة فيه هو تزوير الكتب، ويرى الكاتب الصحفي أن أهون أنواع التزوير هو الذي يتعلق بالاعتداء على حقوق الناشر، بمعنى أن يطبع صاحب مطبعة الكتاب كما هو لكن بسعر مخفض، وهو تزوير على حد قوله يسهل مواجهته والتعامل معه، التزوير الأخطر برأيه هو إعادة نشر الكتب التي قد عدّل مؤلفها عليها وتدارك ما كان كتبه فيها، مثل أحد كتب الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بعنوان "الطريق إلى رمضان" الذي تحدث فيه عن خلافه مع موسى صبري، ووجهة نظره في حرب أكتوبر حينها وقد كتب مقدمته عام 1974، ثم أصدر هيكل كتاب في مجلدين عن حرب أكتوبر، مغايرين لما كان قد كتبه في هذا الكتاب، وكأنه يراجع أفكاره، ثم نرى المزورين يقومون بطبع الكتاب القديم ويكتبون عنه أنه الكتاب المصادر منذ أربعين عام، وهو أمر غير حقيقي، كذلك هناك تزوير عبر حذف اسم المؤلف أو وضع اسم مؤلف آخر على الكتاب.
يواصل: أحدث كتاب مزور هو كتاب دكتور طه حسين "في الشعر الجاهلي"، رغم أن حسين أعاد تعديله وأصبح عنوان "في الأدب الجاهلي" إلا أن الكتاب موجود في السوق حالياً ويماثل الطبعة الأولى التي صدرت عام 1926.
من جانبه أوضح الكاتب والأديب الكبير بهاء طاهر أنه كان ضحية لعمليات التزوير، التي تضيع من خلالها حقوق المؤلف، مشيراً إلى أن أحد دور النشر الأجنبية طبعت أحد طبعات كتبه دون الرجوع إليه، وكانت طبعة غير جيدة، وأنقذه محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين المصريين، حين كتب مذكرة أثبت فيها عبر الأسانيد القانونية أن هذا يعد اعتداء على حقوق المؤلف، وبالفعل رفع طاهر قضية على الدار واسترد بعض حقوقه الأدبية، لكن هذا لم يمنع الخسارة المادية على حد قوله.
تحدث رئيس اتحاد الناشرين محمد رشاد عن أهمية اليوم العالمي للكتاب، وضرورة التنظيم للاحتفال به، عن طريق عقد حفلاتال توقيع، والتوعية في المدارس بأهمية هذا اليوم، وزيارة كبار الكتاب والأدباء للمدارس في هذا اليوم، للتوعية بأهمية القراءة، لأن التنمية الثقافية هي طريق النهضة، وسبب رئيس في تراجع النشر هو انخفاض المقروئية في مصر كما يقول.
أكد رشاد أن بيروت كانت أكبر عاصمة عربية في تزوير الكتب حتى أن وفد من اتحاد الناشرين منذ سنوات بعيدة، أحرق في أحد ميادين بيروت 3 عربات محملة بالكتب المزورة لأحد كبار المزورين في بيروت، لافتاً إلى أنه رغم أهمية سور الأزبكية الكبيرة لكونه حافظاً لذاكرة الثقافة المصرية، إلا أن اتحاد الناشرين ضد مشاركته في معرض الكتاب، لأنه أكبر بؤرة لتزوير الكتب، وهو المنفذ الوحيد لرواد المعرض في شراء الكتب المزورة والانصراف عن دور النشر.
ويلفت رشاد إلى أن صناعة النشر في مصر تتعرض منذ سنوات لصعوبات بالغة، ففي السبعينيات من القرن الماضي كنا نطبع 20 ألف نسخة من كتب الأطفال، الآن نطبع 5 آلاف نسخة فقط، نظراً لانخفاض عدد القراء، والأسرة هي من تتحمل المسئولية في ذلك، مؤكداً أن الكتاب الالكتروني ليس السبب في القضاء على الكتاب الورقي.
يشير رشاد إلى أن تدهور صناعة النشر في مصر ترجع لوجود جماعات منظمة للتزوير في مصر، وقد حصرهم الاتحاد فوجدهم يتمركزون في القاهرة والإسكندرية، وأحدهم ضابط في الشرطة برتبة عقيد، مؤكداً أن جريمة التزوير ليس اعتداء على الناشرين فقط بل هو قتل للإبداع والفكر داخل المجتمع، مشيراً إلى أن القارئ يتحمل جزء من رواج الكتب المزورة نظراً لعدم وعيه بأهمية الملكية الفكرية، وضرورة الحفاظ عليها، وهو يتطلع فقط إلى الكتاب ذو السعر المنخفض.
وتحدث رشاد عن الآليات التي فعلها اتحاد الناشرين من أجل الحد من وجود كتب مزورة، منها تفعيل القانون الذي يقضي بألا تطبع المطبعة أي كتاب دون تفويض من الناشر أو المؤلف، وكذلك ضرورة إنشاء نيابة متخصصة لحماية الملكية الفكرية، وتغليظ العقوبة على النسب والتقليد.
مشيراً إلى أن الاتحاد يحرص على حق المؤلف، لأن تدهور صناعة النشر يؤثر على قوة مصر الناعمة، وهي قوة ضاربة نمتلكها، وعلى وسائل الإعلام دور في فضح المزورين.
اتفق الشاعر والصحفي محمد البغدادي مع رشاد في أن القوانين قاصرة عن حماية الكتب من التزوير، مؤكداً أن الأهم من تغليظ العقوبة هو متابعة تنفيذ القوانين، التي يجب أن تتعامل مع مزور الكتب مثل مزيف العملة، وضرورة مصادرة كل أدوات التزوير والتزييف.
وتابع أن الشعب فقد عادة القراءة بسبب نظام التعليم في مصر، فالكتاب المدرسي كما يصفه وجبة دسمة لإفساد الذائقة الفنية لدى الطلاب، مطالباً اتحاد الناشرين بتصميم ونشر الكتاب المدرسي بالتعاون مع الوزارة، وهذا ما سيساعدنا في الحصول على طفل قارئ.
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.