(المصدر: شبكة محيط، 16 يناير 2012)
كتب رهام محمود
يصدر في معرض الكتاب القادم عن دار "العين" للنشر كتاب "الواقع العربي الراهن" للدكتور حسن حنفي الذي جاء في كلمة غلافه ما يلي:
صحيح أن التاريخ لا يعود إلى الوراء ولكنه يتقدم نحو نموذج تحقق من قبل في مراحل تاريخية سابقة. فقد سبق عصر التنوير الأوروبي الحديث عصور بركليس عند اليونان، والمعتزلة عند المسلمين، والعقلانيون في العصر الوسيط؛ فالتنوير لا يعود إلى الوراء بل يتقدم ويلحق بما فات.
وعبد الناصر استئناف لمحمد علي وليس عودًا إليه. ونهضة مصر الثانية في الخمسينيات والستينيات استمرار لنهضتها الأولى في العشرينيات والثلاثينيات بالرغم من اختلاف الرؤى من الليبرالية الفردية إلى الاشتراكية القومية. وثورة 1952 إنما هي استئناف لثورة 1919 والتي هي بدورها استمرار لثورة عرابي في1882 .
من يدري ماذا كان في ذهن هذا الجيل الذي بدأ يتساقط قبل أن يتحقق حلمه؟ ومن القادر على إنقاذ البلاد وإقامة جبهة للخلاص الوطني؟ هل هناك جيل جديد من الضبّاط الأحرار يتكوّن داخل الجيش، وهو الأمين على دستور البلاد ومكاسب الشعب أو اختياراته القومية والاشتراكية، جيش عرابي وعبد الناصر، خاصة وأن ظروف مصر اليوم تماثل ظروفها قبل اندلاع ثورة يوليو 1952؟ هل هناك جيل جديد من الوطنيين المصريين الذي مثلته ثورة 1919 وحزب الوفد ممثلاً في الطليعة الوفدية؟
هل هناك جيل جديد من الإسلاميين الوطنيين الواسعي الأفق والقادرين على عقد مصالحة وطنية بين خصماء الأمس من أجل إنقاذ البلاد في جبهة ائتلاف وطني؟ هل هناك جيل جديد يتخلق من المصريين أبناء وادي النيل، الفلاحين والعمّال والذين تولدهم مصر دائمًا كلما غدرت بها الأيام وتعثرت الطريق، وهو الجيل الذي حافظ على استمرار مصر في التاريخ على مدى ثلاثة آلاف عام؟
هذه تعزية جماعية لبعض من ينتمون إلى جيل الستينيات الراحلين. وعزاء لهم بأن حلمهم مازال باقيًا فيمن تبقى من هذا الجيل حتى ولو لحقوا بهم. وإذا كان الواقع أكثر قوة من حلم الأفراد فإن حلم الأفراد أكثر امتدادًا في الزمان من الواقع الأليم طبقًا لقول الشاعر "لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها.. ولكن أحلام الرجال تضيق .. وإذا كان لكل أجل كتاب.. فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون فإن نهضات الشعوب أطول أعمارًا من آجال الأفراد" عزاء لجيل الستينيات، أغسطس 2008.
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.