(المصدر: جريدة الدستور المصرية، 16 يناير 2012)
«دعوة للفلسفة» كتاب جديد عن المركز القومي للترجمة
إيهاب الملاح
عن المركز القومي للترجمة، صدر حديثا كتاب «دعوة للفلسفة»، من تأليف وترجمة داود روفائيل خشبة، وهو الكتاب الرابع له ضمن إصدارات المركز، بعد «أيام سقراط الأخيرة»، و«هيباتيا والحب الذي كان»، و«أفلاطون: قراءة جديدة».
الكتاب، وكما يعبر عنه عنوانه «دعوة للفلسفة»، ليس تأريخا لها بالمعنى الحرفي أو عرضا لمذاهبها وأعلامها، وليس المقصود الفلسفة التي يَدرسونها ويُدرّسونها في المعاهد، ولا هي الفلسفة التي يزعم المؤلف أنه يقدمها في ثنايا الكتاب، بل هي في الحقيقة دعوة للتفلسف، دعوة لأن نمارس حقنا الإنساني في أن نسأل ونتساءل، وهو حق نتمتع به ونمارسه منذ الصغر، ثم تسلبنا إياه شواغل الأيام، وأيضًا ما يُفرض على عقولنا من قيود ومُسلمات.
ولأن الكتاب دعوة لأن يستعيد عقلنا حقه في التفكير الحر المستقل؛ فإنه لا يطالب القارئ بأن يقبل ما يعرضه في ثناياه من فكر، بل يريد من القارئ أن يأخذ كل ما فيه على أنه تحد وإثارة ودعوة لأن يُكوّن لنفسه فلسفته الخاصة، فالحياة بدون فلسفة هي حياة منقوصة أو هي - كما يقول سقراط- ليست حياة لإنسان.
يرى المؤلف أن هذا الكتاب ليس مقدمة لدراسة الفلسفة، وليس مدخلاً إلى الفلسفة، إنما هو مجاهدة فلسفية خالصة، تتضافر وتتلاحم فيها التأملات حول الحقيقة النهائية، وحول المعرفة، وحول القيم في منظومة متسقة، ساعيًا لأن يعود بالفلسفة لدورها الفاعل في حياة الإنسان، بعد أن حولتها الاتجاهات الحديثة إلى مجموعة من الدراسات التخصصية الهامشية والتقنيات التي لا يمكن لها أن تقرب المسائل النهائية التي نشأت الفلسفة أصلا لتجابهها.
بحسب المؤلف، فإن الفلسفة بمفهومها الدقيق ليس بمقدورها، ولا هو من مهامها، أن تعالج المسائل العملية المحدودة دائمًا بالزمان والمكان، إنما وظيفة الفلسفة أن توقظ وتنير عقل الإنسان، فتكسبه القدرة على التفكير المتحرر من القيود والأباطيل، وتمنحه البصيرة في حقيقة ذاته، وهذا هو دورها الحقيقي الفاعل، ويرى المؤلف أنه ابتعد عن مظهر البحث الأكاديمي في الكتاب، وأنه عمل على أن يأخذ الكتاب شكل المقال البسيط حتى يحقق هدفه في الوصول إلى عموم القراء.
المؤلف والمترجم داود روفائيل خشبة، من مواليد العام 1927، وهو عاشق للفلسفة ودارس لها منذ صباه، وله العديد من المؤلفات الصادرة بالإنجليزية، ترجم المركز القومي للترجمة عددا من كتبه إلى العربية، وصدر منها «يوميات سقراط في السجن» من ترجمة المؤلف، «هيباتيا والحب الذي كان» من ترجمة سحر توفيق، و«أفلاطون:قراءة جديدة» من ترجمة المؤلف.
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.