(المصدر: موقع دار الفارابي)
الانقلاب الشعبي في الوطن العربي
تأليف: سمير التنير
هبّت على أقطار الوطن العربي نسائم حرية بدت في البدء ضعيفة، ثم تحولت إلى عاصفة عاتية أخذت في طريقها كل شيء. كان الوضع في الوطن العربي يبدو جامداً، والأزمات تتراكم من دون حلول. فالعاصفة التونسية أجبرت بن علي على الهروب، وفرعون مصر، غادر إلى فيلا في شرم الشيخ. لقد فرض الشبّان نظاماً جديداً بعد أن كسروا جدار الخوف، وحطموا الفساد والمفسدين، طالبين الحرية والخبز مع الكرامة. وكان الحكام المستبدون يقولون للغرب: "إما نحن.. أو الارهاب الاسلامي".
ينظر الحاكم العربي (مهما كان نوعه) إلى السلطة بوصفها ملكاً له، وإلى الدولة بوصفها سلعة يحق له التصرف بها للاثراء الذاتي، أو للتوريث. من هنا كان الالحاح على البقاء في السلطة، لعدم خسارة تلك الثروات الخيالية. أما الطريقة التي اقتلع بها الشباب الثائرون حكامهم فكانت: "الانقلاب الشعبي".
يسيطر النظام الديكتاتوري على مفاصل الدولة كافة. والثورة السلمية عند قيامها، يجب أن تبعد تدريجياً سيطرة رجال السلطة عن تلك المفاصل، وأن تنتبه لعدم وصول ديكتاتور جديد مكان السابق. ولذلك يُعرف الانتقال إلى الديمقراطية بأنه عملية تفتيت النظام الاستبدادي القائم وإعادة بنائه وفقاً للأسس الديمقراطية. وتنطوي عملية الانتقال هذه على توسيع المشاركة السياسية، بطريقة تمكّن المواطنين بشكل مباشر وجماعي من السيطرة الفعلية على صنع السياسة العامة.
د. سمير التنير، لبناني من مواليد بيروت.
حصل على إجازة في الاقتصاد من المدرسة العالية للتجارة في فيينا ـ النمسا، ودكتوراه من جامعة براغ ـ تشيكوسلوفاكيا.
يعمل حالياً كخبير في اللجنة الاقتصادية لغربي آسيا (الاسكوا) ومنظمة التنمية الصناعية (اليونيدو) وككاتب وباحث متفرغ في جريدة السفير.
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.