(المصدر: نيويورك تايمز، 4 ديسمبر 2011)
التصفّح في المكتبات ثم شراء الكتب من النت
جولي بوزمان
هناك شكّ دفين يُخامر أصحاب المكتبات الشرائية في كل مكان بأنّ الزبائن الذين يكتبون في هواتفهم الذكية وهم يُطالعون أرفف المكتبة ثم ينصرفون، هم في الحقيقة ينوون شراء تلك الكتب التي أعجبتهم من الإنترنت، وعلى الأرجح بسعر زهيد من موقع أمازون.
ولقد تبيّن أن هذا الشك ليس نسجًا من خيال بائعي الكتب، حيث كشف استطلاع للرأي أنّ هذه العادة-التي أصبحت معروفة بين أصحاب المكتبات باسم "تسوّق صالات العرض Showrooming"- هي حقيقة بالفعل. ووفقًا للاستطلاع الذي أجرته مجموعة كوديكس في أكتوبر الماضي- وهي شركة استشارات وأبحاث في سوق الكتب- فإن 24% من الذين قالوا بأنهم اشتروا كتبًا من الإنترنت في الشهر السابق أكّدوا أيضًا أنهم كانوا قد رأوا تلك الكتب أولا في محلات لبيع الكتب.
وكشف الاستطلاع أيضًا أنّ 39% من الذين اشتروا كتبًا من موقع أمازون في الفترة نفسها كانوا قد رأوا تلك الكتب أولا في محلات لبيع الكتب قبل أن يشتروها من أمازون.
ويشعر بائعو الكتب بإحباط من هذه العادة، حيث إنها تسمح للزبائن بالاستفادة من الانتقاء المميز للكتب في تلك المكتبات وترشيحات القيّمين عليها، في حين أنهم يُنفقون أموالهم في مكان آخر.
تقول (فاليري كوهلر) صاحبة مكتبة "بلو ويلو" في هيوستن بالولايات المتحدة أنها كانت ترى بين فترة وأخرى زبائن يبدون وكأنهم يكتبون عناوين كتب في هواتفهم بدلا من شرائها، إلا أنها تقول في الوقت نفسه بأنّ صغر حجم محلّها يساعد في تقليل حجم هذه العادة المزعجة لأنّها تكون مكشوفة.
أما (بيتر هيلديك سميث) رئيس مجموعة كوديكس فيحذّر الناشرين وأصحاب المكتبات من آثار هذه العادة خاصة مع الانتشار السريع للقارئات الإلكترونية: "الأمر باعث حقيقي للقلق، فوجود هذه العادة وانتشار القارئات الإلكترونية معًا سيشكل ضغطًا إضافيًا على مبيعات المكتبات في العام القادم إلا إذا استطاع الناشرون القيام بشيء لمساعدة بائعي الكتب، تمامًا مثلما قامت شركات الإنتاج السينمائي بمساعدة صالات السينما [أي بمنع تصوير الأفلام]".
لقراءة المقال بلغته الأصلية
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.