10 ديسمبر 2011

مقالات: "الحقوق في المكتبات الإلكترونية" (مازن العليوي)



(المصدر: جريدة الوطن السعودية، 8 ديسمبر 2011)

الحقوق في المكتبات الإلكترونية

مازن العليوي

لو بحثت عن الكتب الإلكترونية على الإنترنت لوجدت عددا هائلا من المواقع التي تقودك إلى غايتك من منتديات أو مواقع شخصية أو مكتبات إلكترونية.. وفيها تجد مختلف أنواع كتب العلوم والدين والفنون والإبداع والتاريخ.... لنصل إلى التساؤل عن حقوق الملكية الفكرية لتلك الإصدارات.. فإن تغاضينا عن وجود الكتب التراثية في هذه المواقع، فمن الصعب ألا نقف عند الكتب المعاصرة التي أصدرها كتاب أحياء عن طريق دور نشر ما زالت قائمة.

في بعض المواقع تجد كتبا إلكترونية نُشرت بموافقة مؤلفها عن قناعة تامة، كما في كتب الدكتور محمد شحرور والدكتور عبدالله الغذامي على الموقع الشخصي لكل منهما.. لكن في مواقع أخرى خاصة فيما يطلق عليه مسمى "مكتبة إلكترونية" تتبع غالبا لشخص مجهول (في عالم افتراضي) خشية الملاحقة القانونية.

في تلك المكتبات قد تجد ما تحتاج من كتب من غير تكلفة مادية أو عناء بحث في المكتبات. فـ"المجهولون" لا يحتاجون إلى أكثر من جهاز "سكانر" لعمل نسخة إلكترونية من أي كتاب، لتطرح المسألة الأخلاقية نفسها. فحقوق المؤلف والناشر تضيع هنا، وبالمنطق العام من حق كل منهما أن يستفيد ماديا من الكتاب المنقول إلكترونيا على الموقع. و"القرصان" الذي يدرك أنه مجهول يصعب الوصول إليه قد يتمادى أكثر بإضافة عدد كبير من الكتب إلى ما يسميه "مكتبة إلكترونية"، ومن الكتب ما هو جديد صدر حديثا، وهذا قد ينتشر على الإنترنت بسرعة كبيرة، لنرى الروابط التي تقود إليه قد نزلت على كثير من المنتديات عن طريق أشخاص افتراضيين مجهولين أيضا.

ولأن القضية من أساسها مبنية على خللٍ في عالم افتراضي تغيب فيه المحاسبة، فمن الصعب ضبطها إن لم نضبط الأخلاق أولا، كذلك لا بد من تغيير المسمّى، ليتم التمييز ما بين المكتبة الإلكترونية الحقيقية الموثوقة التي تعمل وفق نظم وضوابط محددة، وبين مواقع تدّعي أنها مكتبات إلكترونية فيما أصحابها – بغض النظر عن حسن النية أو العكس - ليسوا إلا "قراصنة" استولوا على جهد الآخرين من غير وجه حق.

أخيرا، ومع تزايد أعداد مستخدمي الإنترنت، هل سيأتي اليوم الذي تختفي فيه دور النشر المألوفة، ولا يظل سوى دور النشر الإلكترونية التي تبيع عبر الإنترنت؟ وفي هذه الحالة، يفترض في النسخ المباعة إلكترونيا أن تكون محمية تماما بحيث تُقرأ فقط، ولا تنسخ ولا تطبع ولا ترسل بالبريد...

ولكنْ، أحسب أن ذلك يصعب حدوثه ما دام "القراصنة" موجودين، وما دامت بعض العقول تفكر بإيجاد طرقٍ لكسر الحماية وانتهاك حقوق الملكية الفكرية.

لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.