11 مارس 2012
الوجه الآخر للهند الحديثة في كتاب عن مدينة صفيح
المصدر: مونت كارلو الدولية بتاريخ 10 مارس 2012
جرذان مقلية للعشاء وأم تقتل طفلها بإغراقه وعمليات انتحار وفساد وإدمان كحول... إنها يوميات سكان مدينة صفيح في بومباي كما يصفها كتاب رحب به النقاد يظهر الوجه الاخر للهند الناشئة.
وبعد شهر على صدور كتاب "بيهايند ذي بيوتيفل فوريفرز" للصحافية الأميركية كاثرين بو التي أمضت وقتا طويلا في مدينة الصفيح أناوادي بين العامين 2007 و2011، يتساءل السكان عن التأثير الذي سيحدثه الكتاب.
وتقول الهندية مانجو واغيكار البالغة من العمر 23 عاما والتي يروي الكتاب قصتها "قرأت الكتاب وأحببته مع أنه أبكاني".
في الكتاب نقرأ أن والدها غائب ومدمن كحول وأن صديقتها المفضلة توفيت بعد ابتلاعها السم وأن والدتها آشا هي من المسؤولين المحليين وتقيم علاقات مع رجال عدة لتزيد نفوذها وتعاشر عناصر من الشرطة عنيفين وسياسيين فاسدين.
وتضيف الشابة التي تسكن مدينة الصفيح المؤلفة من حوالى 330 كوخا والواقعة قرب مطار بومباي الدولي خلف فندق حياة ريجنسي "إنه واقع وليس خيالا".
وتعلم مانجو في مدرسة خمس ساعات يوميا وتعطي دروسا مجانية في اللغة وتدرس الأدب الانكليزي بالمراسلة في جامعة بومباي.
وتشير مانجو إلى إنها تماما كسكان أناوادي البالغ عددهم ثلاثة آلاف، تثق بكتابات الصحافية كاثرين بو التي حصدت جوائز عدة والتي تكتب اليوم في مجلة "نيويوركر" بعدما عملت في صحيفة "واشنطن بوست". وتقول "لقد وصفت حالي كما هي".
وتضيف بخجل أن ما يذكره الكتاب عن والدتها وعن "علاقاتها والفساد صحيح أيضا. هكذا هي الحياة هنا. إنها أم عزباء وفعلت ذلك لأنها مسيرة. هي تحمينا".
وأشادت الصحافة الأجنبية والهندية بالكتاب، فاعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه "عمل مذهل" فيما كتبت صحيفة "بيزنيس ستاندرد" الهندية أنه "أجمل نص وثائقي عن حياة الأكثر فقرا في الهند الحديثة".
ولا تكترث والدة مانجو كثيرا لطريقة وصفها في الكتاب الذي يروي أنها تستغل الجمعية التي أنشأتها للحصول على آلاف الدولارات من الحكومة بغية تمويل مدارس... غير موجودة.
وتقول بينما تجلس في كوخها مرتدية ثوبا تقليديا رائعا ومجوهرات من ذهب "هذا لا يغير شيئا بالنسبة إلينا، حياتنا ستبقى كما هي. بغياب زوج يدعمني، أفعل كل ما يمكنني فعله من أجل عائلتي. إنها قصة أم تربي ثلاثة أولاد بمفردها في مدينة صفيح".
ومن القصص الأخرى المذكورة في الكتاب قصة عائلة حسين المتهمة ظلما بقتل جارتها فاطمة خلال شجار حول ترميم الحاجز الذي يفصل بين الكوخين.
ويروي أختار حسين أن والديه وشقيقه عبدول مثلوا أمام المحكمة طوال سنوات وخسروا كل أموالهم بسبب النفقات القانونية والرشاوى المقدمة إلى الشرطة.
ويقول هذا المراهق أن الكتاب لن يغير حياة المشردين والعمال في مدينة الصفيح "فوحدهم الأجانب هم الذين سيقرأونه وليس السياسيين المحليين".
وقد حرصت كاثرين بو الحائزة جائزة بوليتزر التي تعتبر أهم جائزة في مجال الصحافة الأميركية على ذكر أسماء كل الأشخاص الذين شملهم كتابها. وتقول "ذكرت الأسماء وكتبت عن الفساد بالتفصيل كي أسلط الضوء على الظلم وأساهم في تحسين الوضع على المدى الطويل".
وأضافت "عندما كانت مدينة الصفيح هذه مجهولة، كانت أعمال العنف فظيعة تمر بلا عقاب والأبرياء يتهمون بارتكاب جرائم شنيعة والمرضى يرسلون إلى مستشفيات يسعى الأطباء فيها إلى سرقة أموالهم".
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
1 comments:
كل شيء هناك متشابه
زرت تلك مدينة الصفيح منذ سنتين ودهشت من كل شيء فيها، ليس الفقر ولا الحاجة، إنما الحياة التي خلقها الناس..فعلا عالم غريب
أزهار أحمد
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.