(موقع البوابة، 20 مارس 2012)
الفوضى فى كتاب "عالم الفوضى ..وضع مسار جديد للقرن الواحد والعشرين"
صدر مؤخرا كتاب للمؤلف اللبناني العالمي أمين معلوف بعنوان "عالم الفوضى ..وضع مسار جديد للقرن الواحد والعشرين" يتناول من خلاله ما يجري في العالم عموما والعالم العربي والشرق الأوسط خصوصا، وفيما يختص بأوضاع المهاجرين العرب والمسلمين المقيمين حاليا في أوروبا والمهجر، والذين يعانون من أزمة في هويتهم وانتماءاتهم الحضارية والسياسية وبما يتعلق بالأقليات المقيمة في العالم العربي.
والكتاب صدر بعدة لغات ، ونسخته الإنجليزية صدرت عن دار (بلومبزبري) في نيويورك ولندن ، وهى مترجمة من النسخة الأصلية بالفرنسية.
ويستهل معلوف كتابه بقوله: "عندما قررت أن استكشف عالم الفوضى توصلت إلى استنتاج بأن في جذور مشكلة العالم العربي كون قادة هذه المنطقة من العالم يفتقرون إلى الشرعية في نظر أبناء شعوبهم التي حرمت الحرية والكرامة والحصص المشروعة من مواردها المادية الضخمة من النفط والخيرات الطبيعية ، مما أدى إلى تشاؤم هؤلاء المواطنين وميلهم إلى تحطيم أنفسهم في سبيل تبديل الأوضاع.
وأضاف أن الربيع العربي بدأ بانتحار مواطنين فقدوا الأمل وهو يشبه إلى حد كبير انتحار الكهنة البوذيين الذين احرقوا أنفسهم اعتراضا على الحرب الأمريكية في فيتنام في ستينات القرن الماضي.
ويرى معلوف أن الربيع العربي الذي انطلق في عام 2011 يشكل أقوى وأفعل رد على
اعتداءات (سبتمبر) 2001 في نيويورك وواشنطن وعلى النظرة الجهادية العنيفة التي دفعت إليها.
إذ أن الانتفاضات السلمية في 2011 في شوارع المدن العربية أسقطت ايديولوجية منظمة القاعدة قبل سقوط قادتها، ويطرح الكاتب الكبير أمين معلوف من خلال كتابه "عالم الفوضى ..وضع مسار جديد للقرن الواحد والعشرين" السؤال التالي هل ستستعيد مصر الدولة الأكثر سكانا عربيا والتي قادت العالم العربي في الماضي خاصة أبان فترة قيادة الرئيس جمال عبد الناصر قيادتها لهذا العالم.
ويؤكد أنه من الصعب جدا الإجابة على هذا السؤال في ضوء المتغيرات السريعة التي تحدث في العالم العربي والعناصر العديدة المتداخلة في هذه الأحداث، ولكن ما يعتبره معلوف الامر الأهم في التطورات الأخيرة هو أن العرب وضعوا حدا للأسطورة القائلة بأنهم لا يتوقون الى الحرية، شأنهم شأن شعوب العالم الأخرى.
وشيد بشجاعة الملايين من أبناء الوطن العربي الذين واجهوا القنابل والرصاص بصدورهم العارية وأيديهم في شتى المدن العربية الثائرة.
ويرى الكاتب الكبير أمين معلوف أن أحد الأمور التي قد تنجي العالم العربي من أزماته الخطيرة ومن هيمنة الغرب عليه هو قدرته على تجاوز الخلافات الطائفية والاثنية المنتشرة فيه.
ومن دون ذلك بنظره لا مجال للتقدم السياسي والاقتصادي، لافتا إلى معاناة الأقليات المسيحية فى بعض الدول العربية فى السنوات الأخيرة.
كما يتساءل: "هل تتحمل إسرائيل وأمريكا بعض المسؤولية فيما يحدث لمسيحيي
العالم العربي؟". ويجيب بنعم، ولكن بضرورة عدم استخدام هذا الأمر كذريعة لتحقيق المآرب السياسية ، كما ينبه إلى خطورة الارهاب فيما بين الطوائف المسلمة المختلفة والذي يخدم الهيمنة الاجنبية على العالم العربي.
وأشار معلوف إلى أن دوافع التدخلات العسكرية الأمريكية والأوروبية، لا يمكن فصلها عن رغبة هذه الدول باستمرار وضع يدها على الموارد النفطية والغازية الطبيعية في المنطقة ، منوها إلى أن تصاعد دور الصين وروسيا والهند والبرازيل ودول أخرى في القارة الآسيوية أضعف الهيمنة الاقتصادية الأمريكية ، ودفعها إلى البحث عن خيارات أخرى لاستمرار نفوذها.
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.