19 فبراير 2012
إصدارات: روبيسير.. حياة ثورية
المصدر: محيط بتاريخ 18 فبراير 2012
روبيسير..حياة ثورية" كتاب جديد صدر بالإنجليزية لبيتر ماكفى بمثابة دراسة عميقة عن الثورى الفرنسى روبيسير ويتضمن عديد من التفاصيل المثيرة والغنية عن السنوات المبكرة فى حياته.
وعلى حد تعبير روث سكور فى صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية فإن هذا الكتاب هام لأنه يتناول شخصية بالغة الأهمية فى تاريخ الثورة الفرنسية وتاريخ الثورات ككل.
فروبيسير يبدو مثل الجن أو المارد فى حكايات "ألف ليلة وليلة القادمة" من الشرق، فهو رجل ظهر فجأة وحظى بقوة هائلة كأحد جبابرة الثورة وكما ظهر فجأة اختفى فجأة ولايترك سوى قصص الرعب والارهاب والترويع.
غير أن هذا الكتاب الجديد لم يقع فى فخاخ التصورات المألوفة أو المتداولة حول روبيسير وبحار الدم التى ولغ فيها وإنما آثر مؤلفه أن يسلط أضواء كاشفة على ملامح الفيلسوف والمفكر الثورى الفرنسى بصورة لا تجافى المنهج العلمي الواجب.
وهكذا ستجد بيتر ماكفى يتناول برصانة وعمق فى كتابه المراحل المبكرة من طفولة ومراهقة روبيسير الذى ولد يوم السادس من مايو عام 1758 كثمرة لعلاقة غير شرعية غير أن والديه تزوجا بعد مولده.
وبمقاييس التعليم كان روبيسير طالبا مجتهدا ومثابرا كما يوضح الكتاب، مشيرا إلى أنه لم يخل من ومضات نبوغ مبكر أثناء دراسته فى مدرسة لويس لو جراند لكن لا يمكن القول باطمئنان إنه كان عبقريا أو وحيد دهره فهناك مثله المئات إن لم يكن الآلاف من الفرنسيين.
وكمحام طموح وعضو فى أكاديمية آراس، بدا روبيسير مهتما ومشاركا فى المناقشات التى عرفها القرن الثامن عشر حول مفهوم الفضيلة وعرف كتابات مونتسكيو وروسو.
ويمضى الكتاب موضحا رؤية روبيسيير للثورة حيث اعتبر "أن الثورة مستمرة ولا يجوز لها أن تنتهي قبل أن يشعر الفقراء بالحماية كما يشعر الأغنياء بالأمن والأمان".
ولا جدال أن روبيسير كما يؤكد المؤلف كان مفكرا صاحب حس اجتماعى يدعو للعدالة ويشدد عليها بقدر ما يجهر عاليا برفض كل صور الجور والظلم الاجتماعى ومن هنا اطلق سؤاله الشهير والدال: "هل تريدون ثورة بدون ثورة؟!".
والطريف أن بيتر ماكفى تعرض كمؤلف لشىء من سوء الحظ بعد أن كشفت دار المحفوظات القومية الفرنسية عن وثائق جديدة وهامة تتعلق بروبيسير ولعل المؤلف يوردها فى طبعة جديدة من كتابه.
وواقع الحال أن المفكر الفرنسي روبيسير كان موضع اهتمام عديد من الباحثين والمؤرخين فى الغرب غير أن كتابة سيرة ذاتية مجردة أو محايدة عن رجل مثله تنطوى على أكثر من مشكلة وعديد من الصعوبات كما ذهب جون ويلسون كروكر المؤرخ المتخصص فى دراسات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
ومع ذلك، فإن كروكر أحد المؤرخين الذين أعدوا دراسات متعمقة عن روبيسير والنمط الغريب لحياته الثورية الخارجة عن المألوف بكل المقاييس.
إنه الرجل الذى أوغل فى العنف حتى واتته الجرأة ليعتبر الارهاب منبعا للفضيلة وهو أيضا الرجل الذى كان تجسيدا للشخصية الاستفزازية بمعنى الكلمة حتى استحق أكبر عدد متصور من الأعداء ونجح فى خلق الكثير من كارهيه ولم ترحمه الصحافة الفرنسية أبدا .
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.