(المصدر: موقع الدار العربية للعلوم)
كتاب: "سيرورات التأويل: من الهرموسية إلى السيميائيات"
تأليف: سعيد بنكراد
تنطلق السميائيات التأويلية باعتبارها نشاطاً معرفياً بالغ الأهمية والخصوصية من حيث الأصول والامتدادات من تصورات نظرية دلالية وجمالية. وفي هذا الكتاب يتخذ سعيد بنكراد لنفسه نسقاً منفرداً ومتفرداً أعطى لتأويلاته استقلالها وطابعها الذاتي خاصة أثناء الممارسة باعتبارها التطبيق المخصوص الذي يمدُ النظرية بعناصر محلية وتلوينات ثقافية تغنيها. أي باعتبار النظرية السميائية آلية نقدية لمقاربة كل مظاهر وتجليات السلوك الإنساني بدءاً بأبسط الانفعالات وانتهاء بأكبر الأنساق الإيديولوجية.
وفي هذا الإطار اعتبر الكاتب أن الظواهر دالة من خلال موقعها الرمزي في الوعي الإنساني لا خارجه وهو بهذا يشير إلى قوة الحضور الرمزي في تفاصيل الحياة الإنسانية وهو "ما يعني أن المعاني ليست موجودة في ما تكشف عنه الأشياء التي نرى ونتأمل، بل مودعة في النماذج التي تتوسط ما هو متحقق لحظة انبثاقه من التسنين من حيث التسمية (تعريف الشيء)، أو من حيث الانتماء إلى قسم بعينه (الخطاطة الفيزيقية التي تحيل على صورة الشيء من خلال القسم الذي ينتمي إليه)، أو من حيث إحالاته الدلالية المضافة (الاستعمالات الاستعارية)...".
وعلى هذا الأساس يرى الكاتب أن التأويل لا يشكل فائضاً في المعنى، ولا يشير إلى دلالة عرضية يمكن الاستغناء عنها، إنه، على العكس من ذلك، إضافة دلالية هامة مخبأة في المرئي والظاهر، أو هو مضامين بلورتها الممارسة الواعية في غفلة منا، أو محاولة للبحث عن أصل ضاع، قد يكون نسيه عقلنا، إلا أن الممارسة الفنية قادرة على استعادته من خلال صور مبهمة وغامضة يجب تفكيكها لمعرفة بعض أسرارها.
هذا الكتاب، دراسة معمقة لفعل النقد. إنها حولت النقد إلى كشفاً يسير نحوه المؤول، يراها سعيد بنكراد جزء من رؤية حضارية يجب أن تؤسس للتعدد في الفكر قبل السياسة. وبتعبير آخر "... إذا لم نقتنع بتهافت الموقف الذي يتحدث عن حقيقة واحدة هي مقياس السلوك والحكم والتقدير، فإننا لن ندفع بالدينامية الفكرية والسياسية التي يعيشها الفضاء الثقافي العربي إلى حدودها القصوى حيث يصبح الإنسان داخلها قيمة مثلى في ذاته، من حيث هو إنسان كوني، لا من حيث انتماءاته الدينية أو العرقية أو السياسية".
محتويات الكتاب:
الفصل الأول: الهرموسية وشروط التأويل.
الفصل الثاني: الهرموسية الرومانسية.
الفصل الثالث: التأويل والهرموسية الفلسفية.
الفصل الرابع: الهرموسية بين الفينومينولوجيا والسميائيات.
الفصل الخامس: البناء البنيوي ومحدودية التفسير.
الفصل السادس: السميائيات: السيرورة التأويلية.
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.