(موقع الدار العربية للعلوم)
كتاب: "نقد الفكر الجاهز: أسئلة الثورة والإصلاح في الوطن العربي"
تأليف: محمد بهضوض
في هذا الكتاب يقدم "محمد بهضوض" قراءة نوعية تتعلق بفهم التحولات الجارية التي يشهدها العالم اليوم. وهي تحولات وأزمات تطرح تحديات وأسئلة عدة على كل الأطراف المعنية في الدول والمجتمعات من سلطات وجماعات محلية ومجتمع مدني ومثقفين..، حول مضامينها وأبعادها وطرق استيعابها أو التعامل معها.
وفي محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة والتحديات، اختار المؤلف التوقف عند مجموعة من نماذج "الفكر الجاهز"، الفكرية والتاريخية والسياسية والحقوقية والدينية والأخلاقية.. التي هي ذات أهمية في الوطن العربي، وفي المغرب منه بشكل خاص. وذلك عن طريق تفكيك خطابها التنويري المفترض، من جهة للكشف عن ما يحجبه من أوجه التناقض واللبس التي تخترقه، والتي غالباً ما تجعله يقف على ذات الأرضية التي ينتقدها. ومن جهة ثانية لبسط إمكانيات أخرى للتفكير والتغيير، يفترض المؤلف أنها أكثر واقعية وأقل إطلاقية وشمولية، من حيث إنها لا تروم التنكر للواقع أو الخضوع له، بقدر ما تطمح إلى التعامل معه بشكل نقدي مركب.
يصف "محمد بهضوض" الفكر الجاهز بأنه: يقوم على خطاب تبسيطي، يعتمد على الرأي والمزاج (العاطفة أو الغريزة) وليس على العقل والمنطق، ويرى الأشياء بشكل معياري أو مانوي (أبيض/أسود، خير/شر..) كما يقترح حلولاً بسيطة لكل مشاكل العالم من باب أن الحل هو الديموقراطية أو الاشتراكية أو الإسلام والحقوق والهوية والحريات والأخلاق والنظام..، وأننا "لو" أخذنا بهذا الحل أو ذاك في الماضي لما كنا على ما نحن عليه في الحاضر، وانه "يكفي أن.." نفكر اليوم بشكل صحيح أو نحلم بالتغيير وفقاً لنظرية مثلى أو طوبى معينة (ليبرالية كانت أم اشتراكية، دينية أم دنيوية..) حتى يتغير الواقع ويتحقق الخلاص وندخل معه جميعاً إلى الجنة، آمين. والحال، أن الحل لا يكمن في الفكر الجاهز (منظومة التبسيط)، بقدر ما يكمن في الفكر المركب (منظومة التعقيد) الذي وحده يمكن أن يساعدنا على فهم الواقع أو "المجتمع المركب" في أفق تغييره (...). وهذا، على أن يفهم التعقيد، ليس كاستحالة للفهم أو التغيير، ولكن كرفض لتجزيء القضايا وادعاء امتلاك الحقيقة والحلول لكل شيء، وكاعتراف من ثم بحالة التعددية في المقاربات وانعدام اليقين والمخاطرة في الوصول إلى النتائج والانفتاح دائماً على المستقبل...".
تتنوع محاور الكتاب الستة لتشمل عناوين مثل: الفكر والواقع، التاريخ والذاكرة، السياسة والمعارضة، الحرية والحقوق، الهوية والدين، والنظام والأخلاق.
هذا الكتاب، هو أكثر من عملية نقد للفكر والواقع، بل هو مغامرة تدفع بالقارئ إلى مزيد من السؤال والمعرفة والنقد، من أجل تكوين رؤية أكثر عقلانية وتعددية وانفتاحاً، ومن شأنها أن تساعدنا على تحليل وفهم قضايانا المحلية والكونية المطروحة بشكل أفضل.
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.