(وصلتنا هذه الكلمة المهنئة من الكاتبة أزهار أحمد فور إعلان فوز أكثر من حياة بجائزة الإنجاز الثقافي البارز. وننشرها هنا لما فيها من انطباعات عن المدوّنة موجّهة للعامة أكثر منها للقائمين على المدوّنة، برغم أن ما بها من إطراء قد أخجلنا. شكرًا كبيرة لأزهار)
ألف تحية لا تكفي
يا أكثر من حياة
منذ أن تعرفت على مدونة أكثر من حياة عن طريق الكاتب والمترجم أحمد حسن المعيني وأنا لا يمر علي يوم دون تصفحها والإطلاع على محتواها وأصبحت المفضلة لدي بلا منازع، كنت سعيدة بفكرتها، وفي كل مرة كان أحمد والصديقة زوان السبتي التي اشتركت معه في إدارة المدونة يفاجئوننا بكتاب جديد أو خبر أو مدونة أو فكرة لا نستطيع العبور عليها فقط وإنما التغلغل فيها.
حين تخرج من المدونة تشعر بقلبك وكأنه حقل من عباد الشمس، مضيء ومتألق ويغني وتغلفك الحماسة للمواصلة والعودة والمشاركة والبحث، وكأنك تعاهد نفسك ألا تخرج المدونة من حقلك. على الأقل هذا ما أشعر به أنا، لأنني أولاً من حبي الكتب وعاشقة لكل جديد في عالم القراءة وأبحث عما يفوتني، وثانياً لأنني وجدت هذه المدونة كاليد الكريمة التي ما تفتئ أن تعطي دون كلل فتمنحني السعادة والطمأنينة.
لا أحد من متصفحي المدونة ينكر الزخم الذي يعود به من رحلة صغيرة فيها. كم كتاب عرفناه عن طريقها وكم من برنامج انبثق عن نفس الفكرة وكم من حوار وقراءة وصورة ألهمتنا الكثير، وطالت الفائدة جميع المتصفحين المحبين للقراءة.
أدين لأحمد المعيني بنشاطي الذي استعيده بعد كل هبوط مفاجيء في دماغي وكسل عن القراءة، لأني أجد مدونته حاضرة قريبة تساعدني وتعيد لي الحيوية، وأسابق لأكون نشطة بها. وأدين له بالتعرف على كتب كثيرة وخاصة تلك التي تصدر بالأجنبية والتي من شدة ثقتي في المدونة كنت أطلبها فوراً من مصدرها، وغالباً ما كانت تلهمني بروح جديدة وأمل جديد في عالم الكتابة والكتب.
حين قرأت خبر فوز المدونة بأفضل انجاز ثقافي لعام 2010، فرحت جداً لأنها أتت ثمارها، ولأنني شعرت أن هناك من يرى ويسمع وينتظر مثلي، أن هناك من يراقب حتى لو لم يكن هناك جدال على قوة تأثير وإبداع المدونة، إلا أن هذه الجائزة ما كان ليستحقها إلا مدونة أكثر من كتاب. لقد أعاد أحمد فينا حب القراءة وتداول الكتب للكثير من الناس، وبالتأكيد تحقق هدفه الذي لم يكن بيوم من الأيام إلا هدفاً عاماً ثقافياً ورسالة عمل وما زال يعمل هو وزوان السبتي على تجديدها وتحديثها وتطويرها ووصولها لعدد أكبر من المتصفحين والقراء ومحبي الكتب. فهنيئا لنا بهذا الثنائي المبدع الصادق، وهنيئا لهما الفوز دائماً. وليعلما أننا متابعون مخلصون ومستعدون للمساعدة بما نستطيعه.
مبارك لأكثر من حياة التي بالفعل اعطتنا أكثر من حياة وبالتوفيق دائماً وأبداً.
أزهار أحمد
لقراءة نصّ الموضوع كاملا»