(المصدر: الصحيفة الإلكترونية لموقع سبلة عمان، 14 مارس 2011)
إعلان جوائز مسابقة أفضل إصدار أدبي عماني لعام 2010
أُعلن أمس عن نتائج مسابقة أفضل إصدار أدبي عُماني لعام 2010 في نسختها الثالثة التي تبناها موقع سبلة عُمان هذا العام إسهاما منه في استمرار هذه الجائزة التي انطلقت قبل عامين بواسطة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء .. وكان مقررا الإعلان عن النتائج خلال معرض مسقط للكتاب لولا الأحداث التي شهدتها السلطنة مؤخرا .. وقبل أن تعلن نتائج المسابقة وجهت لجنة التحكيم المكونة من الناقد ضياء خضير والشاعر صالح العامري والشاعر خميس قلم تحية شكر لموقع سبلة عمان الاليكتروني “لمبادرته الكريمة في تبني مسابقة أفضل إصدار عماني لعام 2010، وذلك استمراراً لتقليد حميد شهده الوسط الثقافي في عماننا في الدورتين السابقتين من معرض مسقط الدولي للكتاب” ، وتمنت اللجنة على الموقع الاستمرار في رعاية هذه الجائزة في قادم السنوات. مهيبة بالمؤسسات الثقافية الحكومية، وشبه الحكومية، والأهلية في بلادنا “المبادرة إلى تبني مسابقات مماثلة تنويعاً على هذه المسابقة أو تطويراً لها بما يخدم المشهد الثقافي الثري في وطننا العزيز، وبما يمكِّننا من الاحتفاء احتفاء خاصاً ولائقاً بإصداراتنا الإبداعية وبأصحابها وأصحابنا مبدعينا الذين يستحقون بجدارة أعمالهم، وشهادة نصوصهم، ذلك الاحتفاء الخاص أسوة بما يحدث في كل الأوساط الثقافية حول العالم”. كما وجهت اللجنة مناشدتها لشخصيات ومؤسسات القطاع الخاص “القيام بالدور المطلوب الذي لعله لا يتأخر أكثر من هذا في دعم، وتمويل، ورعاية مثل هذه المسابقات وذلك قياماً بواجب وطني مستحَق في تعزيز المشهد الثقافي العماني، وإبرازه، وتكريم المبدعين ذوي البصمات الخاصة والمؤثرين فيه، من حيث إن الاستثمار في العقل، والوعي، والتفكير، والإبداع إنما يأتي باعتباره أهم الاستثمارات للحاضر، وللمستقبل، لأجل هذا الجيل، ولأجل الأجيال التي ستأتي من بعدنا”.
وقد تقدم إلى المسابقة هذا العام سبعة عشر عملاً عمانياً في الشعر، والقصة القصيرة، والرواية، والنقد الأدبي، وأدب الطفل، والنص المفتوح. وقالت اللجنة في بيانها إن ” التمييز بين الخيط الأسود والخيط الأبيض كان بحاجة إلى تأنٍ وتداول موسع لحسم الأمور في بعض فئات المسابقة. أما في فئات أخرى فقد كان الحسم الترجيحي واضحاً للوهلة الأولى”. وأكدت اللجنة أنها اتخذت جميع قراراتها “بالإجماع الصريح والبيِّن، ولم تكن هناك حاجة للجوء لنظامي التصويت أو التراضي في أي من تحكيماتها كما هو عرفي وسائد في تقاليد لجان التحكيم في المجالات المختلفة” . ثم بدأت اللجنة في تلاوة الأعمال الفائزة .. ففي فرع الشعر فازت مجموعة “قريبٌ كأنّه الحُبّ” ليونس البوسعيدي، وذلك “لما تبشّر بِهِ تجربته من صوتٍ شعريّ واعد، من خلال معانقتها لحساسية الإشراق الصوفيّ، وملامساتها “الرومانسيّة” في تجلياتها الشعرية العربية ، ورغم بعض الهنات الإيقاعية والعروضية، ضمن قصيدتي التفعيلة والعمود اللتين تخيّرهما الشاعر كشكل شعريّ، وسذاجة بعض النصوص، فإنّ ما يمنح تجربته إجمالاً طابعها المتميّز تلك اللقيا الشجيّة التي تنساب في ثنايا كلماته، والتوتر الذي يشي بالأصالة عاطفياً وإشراقياً، وعدم الانجرار إلى مدائحية بليدة أو موضوعة زائفة.. وأضافت اللجنة : “قريبٌ كأنّه الحُبّ” صلاةٌ في جذل القلب وسكرته الروحيّة، وشكاية في جنى الحبّ وجنايته، ومحاولة بادئة للركض وراء غزالة الشعر، التي لا تني تبحث عن صائدها الرامي في عتمة المجاهيل.. أما في القصة القصيرة فقد فازت مجموعة “قوس قزح” للقاص والروائيّ محمد عيد العريمي، “وذلك لبراعتها في الإمساك بالتواشجات السردية، من خلال إيقاعها المتحرك، وملامساتها الفنتازية، وكذلك لمزاوجتها بين الحلميّ والواقعيّ، ورصدها لآليات القهر والاستلاب، وذهابها بالسرد إلى مكامن الوعي والرفض والأمل والتغيير”، وأضافت اللجنة إن “المجموعة لا تغلق الأبواب على مصائر الشخوص، ولا تُحَجَّر حزنها ومرارتها، بل تندفع تراجيديتها إلى اجتراح نهوض مفاجئ، عودة، لحظة انتصار، طريق خلاص، تحيّن فرصة مواتية، الوصول إلى مرفأ ساطع لمذاق أو اسم قرويّ… “قوس قزح” تراوح بين حساسية التزامها بقضايا الواقع والمجتمع، وبين المواربات الفنية ذات المستويات الفنية العميقة. بين التفاتها صوب هامش لا يخلو من سحر وتناقض، وتسليط للضوء القصصيّ على سطوة تتضخّم وتأكل نفسها، واكتناه لجماليات المرح والمرارة والتحولات” ..
أما في فرع الرواية فقد فازت رواية “سيدات القمر” للكاتبة جوخة الحارثي وذلك “لتميزها بالحيوية البالغة، وجمال لغتها، وتعدد أصواتها، وإحكام بناء شخصياتها النسائية والرجالية، وانفتاح رقعة السرد فيها على مساحات داخلية وخارجية مجهولة غطّت مرحلة زمنية مهمة من تاريخ عائلة عمانية متوسطة، بما انطوت عليه من أوضاع اقتصادية، وعلاقات عاطفية، وتقاليد اجتماعية، وفوارق طبقية، وعرقية، وتطورات نفسية وفكرية بالغة الغنى والدلالة. وقد فعلت الروائية ذلك في إطار رؤية ولغة سردية حديثة لا تجعلنا نكتفي بمجرد النظر إلى حدود الحكاية ومعاينة الأحداث، وخامة الواقع المسرود، بل ملاحظة جماليات السرد وتقنياته، والإحساس بمنطق الزمن، وما يتصل به من مكان ولغة تحاول أن تصنع طباقها الخاص بين مادة الرواية وشكلها”.
وفي فئة النقد الأدبي فاز بالجائزة الدكتور محمد بن مسلم المهري عن دراسته “تطور الشعر العماني في النصف الثاني من القرن العشرين” وذلك “لتميزها بالضبط والقوة في تناول موضوعها الخاص بدراسة تطور الشعر العماني خلال مرحلة واسعة ومهمة من تاريخه، وهي النصف الثاني من القرن العشرين. فبالإضافة إلى ما انطوت عليه هذه الدراسة من عرض وتعريف وتوثيق بالشعر العماني، ودخول في عوالمه واستقصاء أسماء كثير من أصحابه وأغراضه المختلفة والمتشعبة، هناك محاولات طيبة لدراسة هذا الشعر من ناحية ظواهره الفنية وقيمه النقدية، وإجراء نوع من المقابلات والموازنات بين نصوص عدد كبير من شعرائه، وما ينطوي عليه شعرهم من عناصر تجديدية، وتجارب تقع ضمن ما يسمى بالشعر الإحيائي العربي، بما فيه من تقنيات جديدة، وتوظيف للتراث”. وقالت اللجنة انه “على الرغم من جوانب التقليد التي انطوى عليها المنهج التاريخي الذي سارت عليه هذه الدراسة في أغلب فصولها، فإن الدارس لا يجد طريقة أخرى لمعالجة الظواهر الكبرى في التجربة الشعرية العمانية خلال المرحلة التاريخية المدروسة، وما اشتملت عليه من فواصل تاريخية كان لها أثر في تحديد الاتجاهات الرئيسة التي سلكها الشعر والشعراء العمانيون في هذه المرحلة من تاريخ الشعر العماني الحديث” .
وفي فرع أدب الأطفال فاز كتاب “عشّ العصافير” للقاصّة والروائية جوخة الحارثي، وذلك للقدرة العالية في الانسراب في روح الأطفال وفي معنى اكتراثهم وقناعاتهم الداخلية الخاصة.. وقالت اللجنة انه “من خلال تضافر العمل القصصي لجوخة الحارثي والرسوم الفنية المصاحبة لعماد أبو صالح، وبتقشف شديد للكلام، استطاع العمل أن يتخلص من الوعظ والنصيحة والإرشاد، وأن يعالج عناداً طفولياً، بلغة الأطفال ذاتهم وبمنطقهم الشفيف والمتثائب … كما لا يخفى أهمية نوع الورق المختار في الكتاب، وملمسه الشائق، وإخراجه الأنيق، وتجليده الذي يتناسب مع الفئة العمرية الباكرة”…
أما في فرع النص المفتوح فقد فاز كتاب “دم دم ــات: قبور الوحشة وذاكرة الفراغ” للكاتبة فاطمة الشيدي وذلك “لما في هذا الكتاب من انفتاح إبداعي واعٍ ولا واعٍ على طيف بانورامي من الأنواع الكتابية المتعددة العابرة للأنواع كالخاطرة الانطباعية، والقصة القصيرة، والرواية، والشعر، والسيرة الذاتية المبطنَّة، والمسرح، والمقالة الأدبية، بطريقة فذَّة ومقنعة تجلت فيها قدرة الكاتبة على لم شمل تلك الأنواع الإبداعية وإعادة صهرها في بوتقة كتاب واحد صادر باعتباره نصاً متماسك اللُّحمة وواثقاً من نفسه في اللغة، والمراوحة، والتصور، والتصوير” .
من جهته أعلن الشاعر سماء عيسى رئيس اللجنة المنظمة للجائزة اسم الفائز بجائزة الانجاز الثقافي البارز لعام 2010 والتي تذهب في العادة لمن قام بانجاز ثقافي في الميدان .. وقد فاز بها في هذه الدورة المدونة الالكترونية المتخصصة في القراءة والكتب “أكثر من حياة” [ لصاحبيها أحمد حسن المعيني و زوّان السبتي] لما بذلته هذه المدونة من دور بارز في تشجيع ثقافة القراءة ولاستغلالها للوسيط الالكتروني المهم للتحفيز على القراءة من خلال عروضها للإصدارات المختلفة في شتي صنوف المعرفة ، إضافة لتبنيها بعض المبادرات القرائية كمبادرة “كتب تجمعنا” التي هدفت لنشر الإصدارات العمانية في دول الخليج عن طريق المدونة التي صارت خلال فترة وجيزة الملتقى الأثير لعشاق الكتب العمانيين والعرب .. يشار إلى أن جائزة الانجاز الثقافي البارز هي جائزة معنوية ، وقد فاز بها السنة الماضية الكاتب سعيد بن سلطان الهاشمي لدوره في تنظيم عدد من الندوات الثقافية النوعية في السلطنة .
وقد أعلن موسى الفرعي مدير عام سبلة عُمان أنه سيتم تسليم جوائز المسابقة قريبا في احتفال كبير يليق بالمناسبة .
9 comments:
مبارك ملايين
سعيدة بهذا التكريم
وأنتم أهل له
منها للأعلى دوما
congratulation
go ahead teacher Ahmed
Ayman Abu Osama
تستاهلون مدونة محترمة ورائعة
ألف مبروك المدونة تستحق الجائزة 100% و ان شاء الله تنالون التقدير الذي تستحقوه. فسكرا ألف شكر على جهوذكم الجبارة.
تحياتي
احمد وزوان،المدونة تستحق بالفعل هذا الفوز، كل التقدير لجهودكما
مدونة أكثر من حياة هي مدونة أكثر من رائعة ومليون مبروك
العالم يفسح الطريق لمن يعرف أين يسير
بليار وردة تهنئة لك يا أحمد ويا زوان
نحن فخورون بكما
ومتوقعون حصولكم على هذه الجائزة لأنكما الأجدر في الساحة بها
ألف مبروك
المدونة تستحق وأكثر بالطبع
دام ابداعكم وعطائكم
علي الشوكري يقول...
مبارك عليكم،
أنتم جديرون بهذا الإنجاز
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.