06 ديسمبر 2009

قراءاتكم: رواية "ترمي بشرر" (قراءة زوّان السبتي)

قراءاتكم: رواية "ترمي بشرر" لعبده خال (قراءة زوّان السبتي)

هي المرة الأولى التي أنهي فيها كتابا لـ(عبده خال)، حيث إنني شرعتُ فيما مضى في قراءة روايته (فسوق) إلا أنني توقفتُ بعد حين لسوداويتها وثقلها على النفس، ولأن تطوّر الأحداث كان رتيبًا.

هذه المرة قرأت له في مطلع العيد روايته الأخيرة (ترمي بشرر) الواقعة في 416 صفحة من القطع المتوسط. أخذتني هذه الرواية بأحداثها وشخوصها.

هي قصة القصر الذي حجب البحر عن قرية "جهنم" أو "الحفرة" كما يسميها أهلها الفقراء الذين يشتغل أغلبهم بالصيد. كانت أيامهم عادية رتيبة تبدأ مع شروق الشمس وشغب الأطفال صباحًا وتنتهي بسهر الملذات ليلا. ومع ظهور القصر غدا اجتياز أسواره والعمل داخله حلما يراود أهل الحفرة.

تُروى الأحداث على لسان (طارق فاضل) الذي يربط علاقته بالدنس والنجاسة والسواد في صباح عيدٍ كان يتحرز من أن تتسخ ملابسه عند عبوره بركة ماء آسن، فجاءته قمامة من الأعلى هبطت عليه فأتلفت عيده. مضى طارق في السقوط من خطأ إلى خطأ ومن دنس إلى آخر إلى أن أمسى "المسمار" الذي استخدمه صاحب القصر لكسر "رجولة" أعدائه.
تدور أحداث الرواية بين ثلاث شخصيات رئيسية هي طارق و غريمه (أسامة) في هوى (تهاني) بالإضافة إلى (عيسى) الذي أدخل الجميع إلى جنة القصر إما إكرامًا لهم أو لتعذيبهم.

سيد القصر الذي شبهه طارق بقط متحفز ضاغط على بطن فرائسه بقدمه ناهشا ومقلبا أحشاءهم بمخالبه لا أحد يجرؤ حتى على الكلام في مجلسه بدون إذنه. هو الباحث عن الملذات سواء بالمقامرات البسيطة ولو على "عقال"، أو الزواج من فنانة، أو زنزانة التعذيب، أو لعبته الأخيرة سوق الأسهم واستخدامه للقضاء على أعدائه بشكل خاص والتفكه على خسائر عموم الناس ومقامرتهم بأموالهم/والقروض في سبيل الثراء السريع.

في الرواية شخصيات كثيرة كان همها الخروج من الحفرة والعبور إلى الجنة و إثبات الذات أو التخلص من نقص، كل منها قادته أفعاله إلى نهايات مأساوية. عبده خال ينجح جدًا في تصوير أكثر الأفكار والحالات سوداوية، وأشدّ الأفعال دناءة، وفي نفس الوقت يجعلك تتعاطف مع أصحابها وتتفهم طبيعتهم الإنسانية. وهو كذلك ينجح في تصوير الشر المطلق الذي لا يمكنك بأي حال التعاطف معه وتفهم دوافعه.

وعلى كثرة الشخصيات النسائية في الرواية تبرز (خيرية) عمة طارق بلسانها السليط، و (تهاني) الحبيبة الأولى التي ظلت هاجسًا يؤرق ضمير طارق ويعذب أسامة . وهناك (مرام) الساحرة الجمال والفتنة التي استطاعت أن تصبح محظية سيد القصر وذات قوة طاغية، وهي التي تقضي على بعض الشخصيات الرئيسة، مرام جاءت في الرواية كانتقام أو كعقاب إلهي للجميع! للجميع بدرجة مخيفة لاتستوعيها عيناك و لاعقلك عند قرائتها.

هناك فكرة قد لا يكون عبده خال قصدها (وربما فعل) ولكن هذه هي الفكرة التي خرجتُ بها من الرواية: نحن البشر نسعى في حياتنا ونجتهد للوصول إلى شيء نعتبره جنتنا أو خلاصنا، ولكننا في نهاية الأمر قد نكتشف أنه الجحيم. الشخصيات "السيئة" في الرواية عوقبت بدخول القصر. الجحيم ليس بالضرورة هو الجحيم الأخروي، وإنما قد يكون في حياتنا التي نعيشها.

لا أريد أن أطيل في الحديث عن أحداث الرواية حتى لا أفسد عليكم قراءتها، إلا أنني أنصح بقراءتها. من الملاحظات التي أود التنبيه عليها هي كثرة الأسماء والشخصيات وتداخلها، وقليل من الأخطاء المطبعية.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

4 comments:

lastone يقول...

يبدو أن الحبكة الركيكة للرواية المرتكزة على الصراع التقليدي بين الشر المطلق والفقر لا تشجع على قراءتها ، ناهيك عن الصبغة الخيالية البعيدة عن الواقع ، وإن كانت أحدثت ردود واسعة ونالت جائزة ( عربية )

غير معرف يقول...

يبدو أن من يريد جوائز عالمية علبه أن يخوض في لجة الأدب المكشوف وأن يحاول هدم القيم الأخلاقية

ناهد العتبي يقول...

ناهد العتبي
اتمنى الرد ع رسالتي (من لديه معلومات عن العولمهGlobalization)؟؟؟

ناهد العتبي يقول...

Definition of 'Residual Dividend

if you have answer sound me.....

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.