21 أغسطس 2009

الاحتفاظ بسجل قراءات

فنّ القراءة: الاحتفاظ بسجلّ قراءات (Reading Log/Book Journal)


في حوارٍ مع زوجتي بالأمس كانت تحدثني عن استمتاعها بقراءة رواية "A Thousand Splendid Suns" للروائي الأفغاني خالد حسيني، وتذكر لي أنها وصلت إلى الحدث الفلاني عندما حدث كذا وكذا. وكم شعرتُ بضيق عندما عجزتُ عن تذكر تلك التفاصيل في الرواية التي قرأتها العام الماضي. باختصار، أنا أعاني من نسيان تفاصيل الكتب التي أقرؤها. أتذكر الصورة العامة والأحداث العامة، وانطباعي عن الكتاب، ولكنني أعجز في كثير من الأحيان عن تذكر التفاصيل. وأتصور أنني لستُ وحدي من يعاني من هذه الذاكرة الضعيفة. ولأنني أصاب بإحراج شديد عندما يسألني أحدهم عن كتاب قرأته، وأحاول تذكر اسم أو مكان أو أي حدث أو فكرة في الكتاب، فلا أستطيع، قررتُ منذ فترة طويلة أن أبدأ في كتابة سجلّ بقراءاتي، وذلك في أحد المنتديات الإلكترونية، حيث كنت أنشر باستمرار مشاركات عن الكتب التي قرأتها مؤخرًا. وكان ذلك حلا رائعا.

كنتُ بين وقتٍ وآخر أعود إلى تلك المشاركات، وأجدّد ذاكرتي عن انطباعاتي الشخصية عن الكتب التي قرأتها في السابق. ولكنني اكتشفتُ أن هذا الحل ليس كافيًا، وذلك للأسباب التالية:
1- أنني لا أكتب هذه المشاركات فور انتهائي من قراءة الكتاب، بل متى ما سنحت الفرصة، وربما بعدما أكون قد بدأتُ في قراءة كتاب آخر. وهكذا قد تغيب بعض التفاصيل أو التأثير الذي تركه فيّ الكتاب.
2- تكون هذه المشاركات على شكل فقرات متجانسة تعبر عن الانطباع العام عن الكتاب والأفكار الرئيسة فيه، ولا تحتوي على التعليقات الهامشية التي أكتبها على الكتاب أو أحتفظ بها في رأسي أثناء القراءة.
3- لا أستطيع أن أكتب كل شيء أريده في هذه المشاركات، حتى لا أفسد على القارئ متعته.
4- قد تكون لي أحيانا بعض التعليقات الشخصية الحادة، والتي أفضل ألا أشاركها العامة، فلا أكتبها في المشاركة.
5- قد يحتوي الكتاب على إحالات إلى كتب أو مواضيع أخرى تهمني، ولا أدرجها في المشاركة.
6- قد يحتوي الكتاب على اقتباسات أحتاج إليها في كتابة مقالات أو دراسات، ولا أدرجها في المشاركة.
7- قد يحدث خلل في شبكة الإنترنت وتضيع كل هذه المشاركات للأبد (وقد حدث هذا لبعض المشاركات).

إذن فنشر الانطباعات/القراءات عن الكتب ليس كافيًا بالنسبة لمن هم مثلي. لذا قررتُ قبل فترةٍ أن أبدأ بتكوين سجل قراءات شخصي أحتفظ فيه بجميع ملاحظاتي وتعليقاتي وانطباعاتي عما أقرأ. وكنتُ قد حضرتُ محاضرة قبل يومين عن العالم الإنجليزي الشهير "تشارلز داروين"، وبيّن فيها المحاضر طريقة داروين في قراءة الكتب، فذُهلت. كان داروين يقرأ الكتب قراءة متفحصة، ويكوّن لكل كتاب مسردًا للأشخاص والمواضيع، حتى يستطيع إيجاد المعلومة التي يريدها بسهولة، وكان يكتب ملخصا لكل كتاب يقرؤه.

لذا، فقد قررتُ أن أبدأ من الآن تكوين سجل لقراءاتي، يحتوي في كل مدخل لكتاب على التالي:
- عنوان الكتاب
- اسم المؤلف و/أو المترجم
-دار النشر
- تاريخ الانتهاء من القراءة
- تلخيص للجزء الأول من الكتاب
- تلخيص لبقية الكتاب مع مراجعة لانطباعي عن الجزء الأول
- أهم الافكار التي أثارها فيّ الكتاب
- أهم الاقتباسات
- ما أعجبني في الكتاب
- ملاحظات سلبية
- إحالات

أجدني متحمسًا جدًا، وسوف أحدثكم عن التجربة لاحقا. وإن كانت لدى أحدكم تجربة مماثلة أتمنى أن تشاركوني انطباعاتكم عنها، لعل الجميع يستفيد. وبالمناسبة، هناك دفاتر مصممة خصيصًا لهذا الغرض تجدونها في المكتبات الكبيرة مثل بوردرز أو جرير أو المجرودي (على سبيل المثال لا الدعاية).
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

7 comments:

زوّان السبتي يقول...

مساء الخير أحمد ..
أتمنى أن تكون مستمتعا بكل محاضرات المؤتمر ;)

و أنا أشرح و أشرح و أشرح .. طلعت ما متذكر :) ..

انا متأكدة أنك ان استطعت تنفيذ هذه الطريقة ان الحصيلة ستكون مرجعية .. على الأقل في محيط عائلتنا.


ممم ... عندي سؤال:

- لماذا الجزء الأول بالذات من الكتاب هو ما تلخصه؟


أنا أحاول أشجع نفسي أكتب review عادي و قد أتطور لهذا المستوى فيما بعد ..

لا أحب كتابة تطباعي و لا ملاحظاتي .. فعلتها مرة بعد قراءة رباعية الخسووف و لم أعد رغم انهائي العديد من الكتب بعدها.

مع خالص مودتي ..
زوّان السبتي

أحمد حسن المعيني يقول...

مرحبا زوّان..
نعم، أعتقد أنه ستكون لهذه الطريقة فائدة كبيرة.
"لماذا الجزء الأول بالذات من الكتاب هو ما تلخصه؟"

- لا ألخص الجزء الأول فقط، بل الكتاب كله، وإنما أخصص مكانا للجزء الأول من الكتاب، وذلك لأن هذا الجزء هو ما يدخلني في عالم الكتاب، وهو ما يترك فيّ الانطباع الأول. بعدها أراجع ما كتبته عن الجزء الأول وأنظر فيما إذا كان الانطباع الأول مصيبًا أم لا.

سنتحدث عن التجربة لاحقا بإذن الله :)

عبدالله العثمان يقول...

السلام عليكم
اخي الكريم

شكرا على المدونة القيمة والموضوع الرائع..
وهذا الموضوع جربته من قبل.. وقد اتى بفعاليته وفائدته..
وقبل ان اطرح تجربتي ياريت لو تضع لنا النماذج اللي ذكرته كصور.. او تبحث لنا عن نماذج لذات الفكرة التي تطرحها.. وهي سجل الكتب..

في البداية كنت اضع قائمة بالكتب التي اريد قراءتها خلال العام ولكني وجدت ان هذه الطريقة غير ناجحة وغير فعالة لانه بعد شهر تكون رغبتي مختلفة.. فقررت وضع عدد.. وكلما قرأت كتابا وضعته في السجل.. بعد ذلك جعلت في موقعي مقالة سنوية اكتب فيها عن اجمل ما قرأت هذا العام.. فمنها اني دونت الكتب التي قرأتها.. ومنها اني نقلت الفائدة للاخرين باجمل الكتب التي قرأتها..
وفائدة هذه الطريقة انها سهلة وميسرة وبسيطة.. وكل كتاب ياخذ مني سطر واحد.. ونهاية السنة تتجمع لي قائمة.. وكذلك اقيس نسبة انجازي..

اتمنى ان تكون تجربتي مفيدة..

AliMorning يقول...

انا استخدم دفتر يكون بجانبي وانا اقرأ..

اكتب فيه بعض المعلومات الجديدة بالنسبة لي واللي ابي اتذكرها بالمستقبل, او بعض العبارات الي اعجتني واريد ان احتفظ بها, طبعا مع ذكر اسم الكتاب والمؤلف في البداية.

طبعا لا افعل هذا مع كل الكتب, مثلا الروايات اقرأها للمتعة فقط ولا اهتم بالتفاصيل كثيرا.


وفي دفتر اخر مقسمة لأكثر من قسم, الاول قسم الشعر ادون فيه ابيات الشعر اللي تعجبني واللي ممكن اقرأها بالجرائد و الانترنت او اسمعها من احد.
والقسم الثاني للحكم والامثال, والثالث للخواطر والرابع للأسئلة.


طبعا كل واحد تناسبه طريقة معينة مو بالضرورة تكون مناسبة لغيره.

راشد علي يقول...

شكرا
أعاني من نفس مشكلتك أحمد.

حل

بدرية العامري _الماء يقول...

كنتُ قد شاهدت مدوّنتك ضمن أحد الممدوّنات الّتي اُتابِعها .. لفتني امرُ القراءة ... ولأنّني من المهتمِّين بِها ... تابعتُكَ ...

اممممممم أنا منذُ فترة خصّصتُ دفترا خاصّا لهذا الغرض .. مع ما انثرهُ في المُنتديات من انطباعات ... وفعلا الطّريقة مُفيدة لـ من يُعانون من صعوبةِ التّذكُّر ...

شُكرا لأنّني قرأتُ شيئا مُفيدا مِنك ...

تحيّتي ..

غير معرف يقول...

لا أعتقد أن هذه مشكلة عند بعض الناس فقط
هي أمر طبيعي كونك قرأت المادة ولم تدونها ويحفظ العلم بالتدوين
ولا أعتقد أن هناك قارئا يستطيع تذكر كل التفاصيل خاصة اذا كان قارئا نهما ً
وحتى لا يضيع وقتك سدى فهناك اشياء لا تستحق التذكر كتفاصيل دقيقه في رواية ما وهناك اشياء على العكس يجب تذكرها وإلا ستصبح قراءتك بلا فائدة
وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً : اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع لذا أنا دائما اتذكر هذا الدعاء واسأل نفسي : في ماذا تنفعني هذه المعلومة وهذه الرواية وهذا السطر وهكذا

تحياتي واعجابي بالمدونه الراقيه . .
كلاود

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.