23 أغسطس 2009

قراءات: التفكير المستقيم والأعوج

قراءات: كتاب "التفكير المستقيم والتفكير الأعوج"


أحببتُ أن أجرّب قراءة الكتب الإلكترونية على الهاتف المحمول (iPhone)، فقمتُ بتحميل البرامج الخاصة بقراءة النصوص وبدأتُ أبحث عن كتابٍ "أستفتح" فيه القراءة بالـ"آي فون". وقع اختياري على كتاب "التفكير المستقيم والتفكير الأعوج"، والذي قرأتُ منه قبل أعوام ولكنني لم أكمله لظروف لا أذكرها الآن.

الكتاب ولا شك من أشهر الكتب التي تتحدث عن خلل التفكير أو مغالطاته (أي التفكير الأعوج)، والترجمة العربية التي قرأتها صادرة عن سلسلة عالم المعرفة، من ترجمة حسن سعيد الكرمي، في 14 فصلا (220 صفحة من القطع المتوسط). والكتاب الأصلي قديم صادر عام 1930.

يبيّن الكاتب بأسلوبٍ مبسط ومدعم بالأمثلة عددًا من طرق التفكير الأعوج، والتي هي عبارة عن مغالطات وأخطاء فكرية تُستخدم في كثير من الأحيان في المجادلات والمناظرات، وتنطلي في أحيانٍ كثيرة على الناس الذين لم يتدربوا على كشف هذه الحيل أو طرق التفكير المعوجة.
ومن بين الحيل التي تُستخدم في الجدال أن أرد على كلامك بكلام يبدو في ظاهره أنه مرتبط بالقضية التي نتناقش حولها، ولكنه حقيقة لا يتطابق مع موضوعك الذي طرحته. ومن الأمثلة كذلك استخدام المقولة الشائعة "الاستثناء يثبت القاعدة"، وهو كلام غير صحيح، إذ إن الاستثناء يبطل القاعدة ولا يثبتها.

ومن بين المغالطات الفكرية أيضًا ما يأتي على صيغة "ما دام هناك كذا وكذا وهو أكثر سوءا، فلماذا نكترث بإزالة كذا؟"، وهذا قول غير منطقي لأن وجود شيء أسوأ من آخر لا يبرر عدم محاولة إزالة الشيء الآخر هذا. مثالٌ آخر على المغالطات المنطقية هو عندما يُقدم لك أحدهم رأيًا على أنه وسط بين رأيين، ولذلك فهو الأنسب للأخذ به، وهذه حيلة يجب التنبه لها لأن كل رأي يمكن تقديمه على أنه وسط بين رأيين.

أساليب أخرى:
- إيهام المستمع بأن القضية إما تكون "س" أو "ص"، ولا شيء بينهما.
- استخدام التفكير النظري لإثبات قضايا لا يمكن التثبت منها إلا بالمشاهدة وتفسير الوقائع.
- الإيحاء بصدق الادعاء عن طريق تكرار القول بصيغة جازمة مدعومة بوجاهة المتحدث أو مركزه.
- بدء الحديث بأشياء تضرب على وتر المستمعين يسهل عليهم تصديقها، ثم تمرير أفكار أخرى ما كانت لتمرّ دون المقدمة.
- إيهام الناس بأن الشيء المخالف للرأي العام أو الصادم لبعض الناس لا بد أن يكون خاطئا.
- أن تتمسك برأي دون أن تنتبه إلى أنك قد اتخذته لأسباب شخصية.
- استخدام قياسات (للتوضيح) غير منطقية.
- اختزال الأفكار وتبسيطها وتجريدها من تعقيداتها، ليتم تقديمها بصورة سهلة التذكر والحفظ رغم خطئها. (مثال من الكتاب: نظرية داروين هي أن الإنسان أصله قرد)
- تقليد الآخرين في اتباع افكار معينة دون تمحيصها فقط لأنهم يبدون ذوي خبرة في الموضوع.
وغيرها..

ويقدّم الكاتب في الفصل الأخير رأيه في التفكير المستقيم، موضحًا الأساليب التي على المرء اتباعها كي يكون تفكيره مستقيما بعيدًا عن أية مغالطات منطقية.

بالطبع لا يمكنني في هذا العرض الموجز الإشارة إلى كل ما جاء في الكتاب، ولكنه كتاب رائع أنصح به جدًا لمن يريد أن يكتشف أساليب التفكير الأعوج كي ينتبه لها عندما يتعرض لرأي من الآراء أو يستمع إلى بعض الادعاءات أو الأفكار. الأسلوب بسيط وواضح، يمكن للجميع قراءته واستيعابه بقراءة متأنية. ما أزعجني في هذا الكتاب (أو هذه الطبعة ربما) كثرة الأخطاء الإملائية/المطبعية، وبأمانة لم أقرأ في حياتي كتابا يحتوي على هذا الكم من الأخطاء المطبعية! وللأمانة أيضًا، لن تفسد هذه الأخطاء استيعابكم للأفكار.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

2 comments:

Muawiya Alrawahi يقول...

كتاب جدا جدا مذهل .. الآن أقوم بإعادة قراءته مرة أخرى ..

شكرا للذي نصحني به ..

غير معرف يقول...

قرأته سابقا، وأستفدت كثيرا منه.. أحببته بالفعل

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.