13 مارس 2012

إصدارات: "أنس الطاعة: السياسة والسلطة والسلطان في الإسلام"




(موقع الدار العربية للعلوم)

كتاب: "أنس الطاعة: السياسة والسلطة والسلطان في الإسلام"
تأليف: مهند مبيضين

أدى صراع السلطة "مغالبة" في الإسلام إلى حدوث الكثير من الانعطافات في تاريخ المسلمين؛ فحول السلطة وبسببها نمت العصبيات وتماهت الهويات في محاولة تملُّك الشرعية، ولأجل السلطة تشكلت الجماعات ونشأ الكلام، وظهرت المِلل والنحل، فانتهت الأمة إلى الافتراق، وغالباً ما كتب تاريخ ذلك كله بعد انقضاء زمن الكتابة، فبرز الانقسام في هذا التاريخ المدوّن منذ الحدث الأول للانقسام وهو "خبر السقيفة".
ولأن هذا الكتاب ليس تأريخاً للسلطة والطاعة، إلا أن القاسم المشترك بين نصوصه وسرده، هو الذهنيات والمواقف والميول التي غلفت الخبر التاريخي، اعتبر مؤلف الكتاب أن السلطة كانت الغاية، ولم يكن تأسيس النظام السياسي هدفاً، ولذا افتقدنا إليه، ولم ينجح المسلمون برأيه في صياغة نظام عقلاني للسلطة السياسية، بقدر ما أسهم الفقهاء في وضع قواعد فقهية ونصوص لضمان سير الخلفاء والسلاطين عليها كي يحموا بيضة الإسلام، ويقوموا عبر الخلافة بحراسة أمور الدين، فكان ذلك سبب افتراق السياسة عندهم بحيث تكون ضبطاً لأخلاق الناس لدفعهم بالسلوك حسب أمر الشريعة، وليست نظاماً للحكم. كما أن الخلاف والشقاق لم يمهد لإنجاز سياسي يقدم مجموعة أو تكتل معترف به كمعارضة سياسية، بل ظل يُنظر لأي جهة مخالفة بأنها خارجة على إجماع الأمة أو رافضة أو تسعى للفتنة التي كان يُخشى من إيقاظها.

في تتبع البحث عن صراع السلطة في هذا الكتاب، تبدو السقيفة نص الجدل الأول؛ فهي الشكل المؤسس للمواقف والخلافات التي ظهرت فيما بعدها، لكن تراث السقيفة الشفوي الذي دُوِّن بعد أكثر من قرن يُبقي كشوفات البحث عن افتراق الأمة هامشية، لذلك تظل دراستها محاولة لإضاءة جوانب الجدل والافتراق والعصبيات الأولى، محكومة بالنص المدون برغم ما فيه من علل وأهواء وميول تظهرها عملية الفحص لمواقف المؤرخين.

لقد بدا مؤلف الكتاب يملك عين الفاحص المتمحص في اختياره للنصوص العربية واختبارها حول مفهوم السلطة السياسية في الإسلام، عندما حاول إعادة القراءة والنظر في روايات ونصوص في مسائل مختلفة، جلّها ذات صلة بالسلطة والسلطان والطاعة، لم يذهب إلى التاريخ من حيث هو نقل وحسب، بل كان هناك توقف عند الخبر المقيَّد بالدقة ومعضلة الحق، وهي قراءة كانت تحاول التدبر في الموضوع المدروس.

من هنا وجد المؤلف في جميع الدراسات التي يتضمنها الكتاب يبدو أن ثمة رغبة دائمة في العقل السياسي العربي في إقصاء المختلف، لأن هذا المختلف بدا غير ممكن الاستيعاب، وكان هدف السلطة/الحكم الوصول إلى الرضا العام برغم أنه غاية لا تدرك. لكن هذه الدراسات فيها قليل من البحث في السلوك السياسي والمواقف؛ وهي وقفة تستهدف إثراء مفاهيم السلطة وتفسيرها، ولها في محاسبة الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه لبعض الصحابة جرّاء تزايد ثروتهم أنموذجاً.

وينتهي الكتاب، بمحاولة الوقوف عند سيرة معاوية في مصدرين من مصادر التاريخ، وجاء الاختيار مقصوداً؛ من المؤلف، لما لمعاوية من أثر وزيادة في التأسيس، وإحداث انعطافة جديدة في الحكم وفي الدهاء والقدرة على إدارة التناقضات.

محاور الكتاب: 1- جدل السقيفة، 2- تاريخ الواقعة عند البلاذري: مقتل عثمان بن عفان، 3- السياسة والسلطان في الوعي الثقافي العربي/مقاربات معرفية، 4- سلطة الغلبة وفقه السلطة، 5- حساب الثروة والمال زمن الصحابة، 6- الكاتب والسلطان... نظرة في مصير مثقف عربي، 7- معاوية "عود العرب".
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.