23 سبتمبر 2012

مبادرات قرائية:شباب أجي تقرا في المغرب

المصدر: ميدل ايست أونلاين بقلم: حسن يارتي: لم يكن تأزم المشهد الثقافي بمدينة القصر الكبير خلال السنوات الأخيرة وراء المبادرة التطوعية لـ "شباب أجي تقرا"، الذين ما فتئوا يتشبثون بمقومات الجمال عبر مبادراتهم الهادفة للرقي بمدينة الأوبيدوم نوفوم، التي أهلكتها سياسيات الإجحاف من المسؤولين، بما فيها الرقي بفعل القراءة، ثم بسياسات بعض أبنائها الذين يطبعهم حب الذات والإقصاء والمصالح الضيقة عوض التطوع لهكذا مبادرات، في ظل مناخ العزوف عن القراءة أو الإهتمام بالثقافة عامة، لمدينة محمد الخمار الكنوني ومحمد عفيف العرائشي، وعبدالسلام عامر، ومحمد سعيد الريحاني وآخرين. هذا بعد ثلاثة أشهر من المبادرة الأولى التي قام بها شباب مدينة القصر الكبير شمال المغرب والتي كانت أول قطرة للغيث آنذاك، بعد وعيهم بمدى عمق أزمة القراءة في الوطن العربي حسب البلاغ الذي أصدروه، يعودون من جديد بتنظيم من جمعية النبراس للثقافة والفنون التي بادرت بالدعوة إلى القراءة في ساحة السويقة قبالة المركز الثقافي البلدي تحت شعار "آجي تقرا" في دورتها الثانية. نسائم الكتاب ورائحة الأوراق الزكية جعلت الحياة تدب من جديد في المشهد الثقافي القصري، من خلال مشاركة كافة ساكنة المدينة في الحدث هذه المرة، بحيث غص فضاء الساحة بكل الفئات العمرية وبكلا الجنسين. وتحديداً كما صرح بعض المشاركين، لإحياء ثقافة الكتاب الورقي بعد فترة عزوف عنه بسبب غزو الإلكترونيات للفناء الثقافي واستبدال ملامسة الورق بالثقافة الرقمية، لتعرض الساكنة من خلال مشاركتها الجدية مدى تشبثها و إعجابها بالمبادرة. وبحسب تصريح للكاتب العام للجمعية، أبرز الباحث في الأدب الإسباني الأستاذ يوسف اليملاحي، "أن الجمعية سعيدة جدا بتنظيم هكذا مبادرات في ظل أزمة القراءة الضاربة جذورها منذ سنوات، ولا يمكن لمنظمي (آجي تقرا) وحدهم أن يغيروا واقع العزوف عن القراءة، بل يجب تضافر جهود كل المواقع المسؤولة، من المدرسة والمجتمع والدولة، ففعاليات المجتمع المدني للمساهمة في التخلص من هذه الظاهرة". وطبقاً لأمين مال الجمعية، أبرز الأستاذ حسين يارتي، "أن الجمعية ستبذل قدر المستطاع من جهد ماديا ومعنويا، لتساهم في النهوض بالكتاب وجعله جزءا لا يتجزأ من حياة الأفراد بالتشجيع على القراءة والتعبئة اللازمة ليستعيد الكتاب السيادة و الريادة". وأضاف الإعلامي يونس البتات، "أن الجمعية وجهت نداءها إلى سكان القصر الكبير خاصة وإلى أمة إقرا عامة تحت عنوان ''أجي تقرا''. إذا تعمقنا في النداء نجد أنه يحمل رسالة قوية تدعو إلى استرجاع مجد وعز أمة إقرأ والتي كانت في القديم تعد أقوى الأمم، ولا ننسى الفارابي والرازي وغيرهما من أسماء تلألأت في سماء العلم، لكننا اليوم أصبحنا أمة تخجل من ذكر اسمها، لذلك ارتأت الجمعية بعد وعيها بخطورة الأمر، إطلاق حملة ''آجي تقرا'' أملا منها إرجاع التشجيع على ثقافة الكتاب ومحاولة منها استعادة مكانة أمتنا وبناء حضارة يفتخر بإرثها أبناء الأجيال القادمة، فقارئ اليوم قائد الغد". بالموازاة مع تفاعل الحاضرين مع المبادرة، تم مناقشة موضوع ضعف معدل القراءة وسبل ترقية ثقافة المطالعة في القصر الكبير، وذلك في برنامج حواري ومناقشة نظمتها الجمعية بثت على الهواء من قناتها مباشرة من ساحة السويقة عبر الإنترنت، بمشاركة عدد من أساتذة ومثقفي المدينة، بحيث أدارها باقتدار فائق أسامة الهالي ونادية بنمسعود أما آخر هذه الرحلة الباذخة فكانت بعد تبادل الحاضرين كل أحاسيس الافتنان بالكتاب والسفر رفقة حروفه بين جنبات وشوارع وحانات أسطر تشع بالثقافة لمدة ساعتين. وهناك أُسدل ستار المبادرة مع أمل الساكنة بحلول الدورة الثالثة عما قريب. لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.