24 أغسطس 2009

فنّ القراءة: القراءة المركّزة

فنّ القراءة: القراءة المركّزة





أسعد الله صباحكم..

لستُ ممن يبالون بتفسير الأحلام، أو حتى التفكير فيها، فقلما أتفكر في حلمٍ حلمته، هذا إن تذكرته بعد استيقاظي. ولكن هناك أحلام عالقة في ذهني لم أستطع رغم السنين الطويلة أن أنساها. ومن بين تلك الأحلام حلمٌ زارني منذ سنين وما زلتُ أتذكر تفاصيله.

حلمتُ بأنني في بنايةٍ طويلة، وكنتُ أنزل من سلالمها، فإذا بي أجد عند باب إحدى الشقق طاولة عريضة عليها ما لذّ وطاب من الكتب. لم يكن أحدٌ هناك، ولم يبدُ أنه معرض لبيع الكتب، أو أن صاحب هذه الكتب يريد التخلص منها مثلا؛ فقد كانت مرتبة على الطاولة ولكنها في الوقت نفسه لا تتقيد بنظام معين؛ فالروايات والدواوين وكتب الفيزياء والفلسفة والنقد الأدبي وكتب التراث، والقصص، وكتب علم النفس وغيرها كلها فوق بعض دون تصنيف.

سوّلت لي نفسي سرقة بعض الكتب، ولكنها كثيرة وغير مصنفة، ولم أرغب في "أخذ" أي كتب والسلام، بل أردتُ الانتقاء. كنتُ مترددًا هل يحقّ لي أن أتفحصها أم لا، وفي النهاية قررتُ المجازفة والاقتراب من الكتب. مشيتُ نحو الطاولة ورحتُ أقلب الكتب وأتفحص عناوينها ومواضيعها ومؤلفيها، ولم أعرف كم مضى عليّ وأنا كذلك.

وفجأة ظهر لا أعرف من أين شيخ طاعن في السن، لا أذكر أي شيء من تفاصيل شكله أو هيئته، إلا أنه قال لي في نبرةٍ عطوفة وكأنه "ضبط" طفلا بين أكوام الحلوى: "اقرأ عدة كتب في موضوع واحد أو لمؤلف واحد، حتى تتمكن منه وتستوعبه خير استيعاب، ثم انتقل إلى مجموعة كتب أخرى يجمعها موضوع واحد آخر. سترى الفرق بنفسك".

منذ ذلك اليوم وأنا أعد نفسي بأن أتبع هذه النصيحة، ولكنني لم أفعل، رغم توفر الكتب وسهولة تنفيذ النصيحة. كانت لديّ مكتبة الجامعة، والمكتبة العامة القريبة من منزلي، وكنتُ بكل تأكيد سأحصل على العديد من الكتب في كثيرٍ من المواضيع. أعتقد أنه آن الأوان لكي أجرب هذه الطريقة.

من أهم فوائد هذه الطريقة هي ثبات المعلومات ووضوحها بتكرارها في عدة مصادر، هذا بالإضافة إلى الإلمام بالموضوع من جوانب مختلفة، ما بين مؤيدين ومعارضين. لو قرأتُ كتاب داروين "أصل الأنواع"، فبالتأكيد سأكوّن فكرة لا بأس بها عن نظريته، ولكن كيف سيكون استيعابي لهذه النظرية لو قرأتُ كتبا أخرى عن النظرية وعن داروين نفسه؟ وإن قرأتُ رواية "مدن الملح" لعبدالرحمن منيف، فسأستمتع متعة كبيرة بالتأكيد، ولكنني سأتعرف أكثر على ثراء أسلوبه لو أنني قرأتُ رواياته الأخرى.

لا أعتقد أن المسألة صعبة. كل ما أحتاج إليه هو التخطيط. مثلا، في فترة سبتمبر/أكتوبر أريد التعرف إلى أوسكار وايلد. من بين الكتب التي يمكنني قراءتها:
- رواية صورة دوريان جراي (أوسكار وايلد)
- مسرحية سالومي (أوسكار وايلد)
- مسرحية امرأة بلا أهمية (أوسكار وايلد)
- مسرحية أهمية أن تكون جادا (أوسكار وايلد)
- مسرحية مروحة الليدي ويندرمير (أوسكار وايلد)
- مسرحية الزوج المثالي (أوسكار وايلد)
- مجموعة الأمير السعيد (أوسكار وايلد)
-مجموعة شبح كانترفيل (أوسكار وايلد)
- كتاب أوسكار وايلد أمام القضاء (موريس روستان)
- كتاب الحياة السرية لأوسكار وايلد (نيل مكينا)
- كتاب أوسكار وايلد:حياته واعترافاته (فرانك هاريس)
- كتاب دليل كامبردج لأوسكار وايلد
- كتاب الأعمال الكاملة لأوسكار وايلد

يمكنني بعد ذلك زيارة مكتبة الجامعة أو المكتبة العامة واستعارة ما تحتويه من هذه القائمة أو أية كتب أخرى ذات علاقة. ويمكنني أيضا شراء الكتب التي لا أجدها أو استعارتها من الأصدقاء أو الأساتذة، الخ.

أما تجربتي الأولى فستكون مع كتب التفكير المنطقي/العلمي، والشكر للدكتور عبدالله الحراصي لتسهيله هذه المهمة عليّ بتقديمه ثلاثة كتب في هذا الموضوع في مدوّنته:
1- التفكير المستقيم والتفكير الأعوج
2- التفكير العلمي
3- الطريق إلى التفكير المنطقي

وسأحدثكم عن هذه التجربة لاحقا. دُمتم بكل خير!
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

6 comments:

غير معرف يقول...

دائما تتحفنا بكل ما هو جديد،، وتشحذ الهمم

ابو اسامة

عقيلة اللواتي يقول...

الفكرة جميلة بالفعل، وأستغرب من حلمك والفكرة التي جاءك بها الرجل! هل كان رسولاً أو وحياً من نوعٍ ما؟ أو خاصٍ بطائفةٍ "قرائية- تُعنى بالقراءة" ما؟ -فيلم هوليوودي!- :) لكنه جميل ويبدو أنك غارقٌ في الكُتب حتى أحلامك.

عموماً.. الفكرة جميلة، وتفيد عند البحث السريع حول موضوعٍ ما، وخاصة للذين يحبون الإلمام بكل شيءٍ سريعاً.. جميل.
وأظن أنه يحتاج إلى مهارة "قراءة النصوص" أو تحليلها لمسح الأفكار الرئيسة بسرعة.

بالتوفيق، وأنتظر خلاصة تجربتك، وسأجرب بنفسي فيما أود أن أعرف وأقرأ منذ مدة.

تحيتي

تركي البلوشي يقول...

أخي أحمد أنتظر رواية عزازيل

لم تصلني بعد،

شو غيرت رأيك؟!!

:-)

مودة

أحمد حسن المعيني يقول...

العزيز تركي..
لا تقلق...ستصلك قريبًا
ما حدث هو أنني سافرتُ، وكلفتُ أحدًا بتوصيلها إليك.
تحياتي

أحمد حسن المعيني يقول...

مرحبا عقيلة..
يبدو أنه نتاج الهوَس :)
لم أفهم عبارتك "الفكرة جميلة، وتفيد عند البحث السريع حول موضوعٍ ما، وخاصة للذين يحبون الإلمام بكل شيءٍ سريعاً" فنظرتي للأمر مُعاكسة تمامًا، حيث أرى أن هذه الطريقة "دراسية" نوعًا ما وتتطلب قراءة متأنية ومتفحصة، ولا أظنها تؤدي إلى الإلمام بكل شيء في موضوعٍ ما سريعًا، وإنما تؤسس قاعدة جيدة من المعلومات في ذلك الموضوع.

بالطبع سأكتب عن هذه التجربة، التي أجدني مستمتعًا فيها أيما استمتاع حتى الآن.

أحمد حسن المعيني يقول...

أبو أسامة..
أشكرك، وصدقني أحاول أن أشحذ هممي بهذا التدوين أولا، قبل غيري :)

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.