26 سبتمبر 2009

قراءات: The Lost Symbol

قراءات: The Lost Symbol

من الصعب ألا تصيبك حمّى دان براون وأنت تتابع أخبار الإصدارات والمؤلفين والمبيعات. وإن كنت تسكن في بريطانيا فالأمر أصعب؛ حيث تجد غلاف الرواية في كل مكان. وإن كانت روايات دان براون السابقة قد أعجبتك، فلا بد أن تكون مصابا بنقص المناعة ضد هذه الحمى!

قرأتُ الرواية في حوالي 5 أيام، لانشغالي بأمورٍ أخرى، ولولا ذلك لانتهيت منها في مدة أقصر نظرًا لتسارع أحداثها وتشويقها. هي كما يقولون بالإنجليزية: "unputdownable".

ما زال دان براون متمسكًا بمعادلته أو وصفته في كتابة الرواية، وما يزال يأسرك من الغلاف إلى الغلاف. وما يزال كذلك يذهلك بكم المعلومات التي يوردها في الرواية، مما يعكس سنين طويلة من البحث. وما يزال دان براون يدهشك بقدرته العجيبة على إنتاج الشيفرات والرموز وإيجادها والتنسيق بينها لخدمة الحبكة. وما يزال دان براون يدفعك دفعًا إلى أن تقرأ كتبًا أخرى في المواضيع التي يطرحها في الرواية؛ فمن يقرأها يزداد فضولا لمعرفة المزيد عن الماسونية، وعن "العلوم التفكيرية Noetic Sciences" إن صحت الترجمة.

ومن جهة أخرى تكمن مشكلة الرواية في أنها تتبع نفس الخط الذي انتهجته رواية شيفرة دافنشي وقبلها ملائكة وشياطين. لا أقول بأن هذا الخط ضعيف، ولكن كانت ميزته الكبرى هي المفاجأة والإدهاش، أما مع هذه الرواية فالقارئ مستعد لذلك من البداية. أمرٌ آخر قد يكون عيبًا في الرواية، ألا وهو المفارقة الكبرى المتعلقة بالشرير قرب النهاية، والتي تبدو مبالغًا فيها بعض الشيء. ومن وجهة نظر شخصية وجدتُ نقصا في الإقناع في قضية أمن الدولة التي تثيرها الرواية (لا أقول بأنها غير مقنعة تماما، ولكن هناك خلل ما).

بشكلٍ عام، الرواية ممتعة للغاية، وأجمل ما فيها هو إثارة الأسئلة حول قضايا كبرى في الحياة. ورغم نقاط الضعف التي قيلت عن الرواية إلا أنني أحترم دان براون كثيرًا، لأنه يحترم معنى أن تكتب رواية. أوصي بها لكل من يريد أن يستمتع بالألغاز والرموز والماسونية والعلوم، وعلاقة العلم بالدين.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

3 comments:

أفلاطونية يقول...

جميل جداً ماسطرت ، وفعلاً شوقتنا لاقتنائها أكثر مما نحن متشوقين ، بانتظار صدور ترجمتها : )

مسقطية الهوى يقول...

المتميز أحمد

قرأت الرواية في 5 ايام تقريبا مثلك تماما ، وايضا اقول لولا زحمة العيد لفرغت من قراءتها في وقت أسرع . كانت رواية لذيذة ومشوقة للغاية .
بالنسبة لنقطة أمن الدولة التي طرحتها في البدء كرهت "ساتو" وهي تردد مرارا وتكرارا انها قضية امن دولة !! وقلت : هي تهول الأمور واي امن دولة يتعلق بلغز ماسوني او اسطورة كهذه . ولكن حين قرأت بما سيجلبة كشف الحقيقة للناس وربما كيفية تفسيرهم لهكذا عالم - العالم الماسوني - اكتشفت فعلا ان شيئا كهذا ان كشف للعامة في ظل الصراع الذي يعيشه البشر الان ، سيكون بمثابة الكبريت في حقل جاف . سيشتعل بسرعة ! دون اية روية وتعقّل .
اتمنى الا اكون هنا قد حرقت جزءا من الرواية امام من سيقرءها قريبا.
في الختام : للرواية وجوها عديدة . وكل منا سيرى وجها يفهمه . اتسائل رغم كل مانملك من اساطير وعوالم عجائبية في تراثنا العربي ، لماذا لا تولد منا افكارا كهذه .

شكرا احمد . بحثت عن الرواية هنا ولم اجدها . ربما ستصل قريبا . اتكتفيت بقراءها في ملف بي دي اف . هذه اول رواية اقرأها في القارئ الالكتروني . تجربة جميلة ، ولكني افتقد التخطيط بقلمي على الجمل الملهمة .

شكرا على اضاءتك الجميلة

غير معرف يقول...

سأنتظر الفيلـم P:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.