12 يونيو 2010

مبادرات: هدية زواج..مليئة بالحياة


لي صديقٌ عزيز من إحدى دول الخليج أرسل إليّ قبل شهور رسالة إلكترونية يطلبُ فيها أن أرشّح له مجموعةً من الكتب كي يشتريها من أحد معارض الكتاب العربية. بكلّ سرورٍ أرسلتُ له قائمة تحتوي على عناوين روايات وكتب أخرى هي في رأيي ممتازة وتستحق الاقتناء. بعثتُ له بالقائمة ثم نسيتُ الأمر.

بعد فترةٍ وجيزة أرسل إليّ هذا الصديق قائمة طويلة تحتوي على ترشيحاتي وترشيحات آخرين غيري، طالبًا مني أن أقدّم رأيي فيها، مع أسئلةٍ أخرى حول كتبٍ ومؤلفين. تملكني الفضول إزاء هذا الاهتمام الكبير بتنقيح القائمة مرة بعد أخرى، فسألتهُ وعرفتُ بأنه يخطط لأمرٍ بديعٍ رائع، أحكي لكم تفاصيله فيما يلي.

الحكاية وما فيها أن صاحبنا كان مقبلا على الزواج، ومن عادات أهل الخليج أن يقدّم الزوجُ في يوم عقدِ القران مجموعةً من الهدايا، تحتوي عادة على أقمشة وعطور وملابس وحليّ وما إلى ذلك. ولأنّ صديقي هذا ابتُلي بدماغ إبداعي لا يحب التكرار فقد أخذ يفكر في طريقة جديدة ونوعٍ جديد من الهدايا، فاهتدى إلى فكرته الرائعة.

يقول صاحبنا: "كنتُ أبحثُ عن هديةٍ جديدة، خاصة، تهمّ المهدى إليها، وتبقى معها طويلا. ولمّا تذكرتُ أنها قارئة نهمة لمعت الفكرة في رأسي، وفكرتُ أن تكون الهدية كتبًا. فكرتُ كثيرًا وقلّبت الأمر حتى اقتنعتُ تمامًا. خطيبتي تحبّ الكتب، ولا شكّ أن الهدية ستعجبها. هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر هذه الهدية لا تُستهلك سريعًا كالعطور والألبسة مثلا، بل تبقى طويلا سواء على الأرفف أو في الذاكرة. أما الهدف الأكبر والأسمى فهو أن تكون هذه الكتب نواة لمكتبةٍ منزلية لعائلتنا الصغيرة مستقبلا".

هكذا كانت البداية. سألتُه كيف قرّر شكل الهدية من حيث العدد والنوع وما إلى ذلك، فقال: "قررتُ أن تكون الهدية عبارة عن مائة كتاب. في البداية كنت في حيرة أيّ الكتب أختار، ولكنني بعد التفكير والاستشارة وضعتُ معايير سهّلت الأمر عليّ، وهي كالتالي:
- 40% للروايات، وذلك لاشتراكنا أنا وزوجتي في حبّ الأدب، والروايات خصوصًا.
- كتب في الحياة الزوجية والأسرية، وذلك نوعٌ من الإعداد لزوجتي لبيت الزوجية. كتبٌ في الصحة العامة، والطبخ، ونظافة المنزل، والديكور، إضافة إلى كتبٍ في فقه الحياة الزوجية.
- كتبٌ في التاريخ، لأنها تحبّ القراءة في التاريخ كثيرًا.
- سلسلة الثقافة القومية التي أصدرها مركز دراسات الوحدة العربية، وذلك كي يكون لدينا إلمام بقضايا الأمة.
- كتب في السيرة الذاتية.
- كتب في تخصص زوجتي.
- كتب تراثية ودواوين شعرية.

كنتُ أتمنى أن أفاجئ زوجتي بهذه الهدية، ولكنّ ذلك لم يكن ممكنًا؛ حيث تحتم عليّ أن أصارحها كي أعرف الكتب التي تملكها فلا أكررها، وكي أعرف الكتب التي كانت تتمنى اقتناءها. وهكذا وبعد استشارة الأصدقاء لترشيح الكتب، والتشاور بيني وبين زوجتي وضعتُ قائمة نهائية
".

كنتُ أستمعُ إلى قصته وأنا معجبٌ جدًا بفكرته، منبهرٌ بها، وفي الوقت نفسه أخشى أن تعلم بها زوجتي التي ابتلاها الله بحب القراءة أيضًا فتتحسر على حظها! وحكى لي صديقي هذا كيف اضطرّ إلى زيارة معرض الكتاب يوميًا والبحث المضني في أروقته للحصول على الكتب الموجودة في القائمة. لم يكن الأمر يسيرًا، أبدًا. ولكنه فعلها، وقدّم الهدية. بالطبع لم يضع المائة كتاب في صندوق هدايا، بل قام بطباعة قائمة (كتالوج) بجميع الكتب، وغلّفه تغليفًا مخمليًا فاخرًا كالذي يُقدّم إلى الشخصيات الهامة (وهل هناك أهمّ من خطيبتك يوم عقد القران؟).

كم أحترمُ هذه العقول! يحتاج الأمر إلى عقلٍ "جميل"، وجرأة كبيرة كي تُخالف السائد وتعرّض نفسك لألسنة النسوة في مجتمعاتنا اللائي بلا شكّ سيمصمصن شفاههن يومها كثيرًا! لم أسأل صديقي عن الهدايا المصاحبة لهذه الهدية، ولكنني أتوقع أنه لم يكتفِ بالكتب، وإلا ما كان سيحدثني عن تجربته بتلك الابتسامة السعيدة.

شكرًا لك أيها الصديق الذي وافق أخيرًا على نشر قصته هنا. وشكرًا لتلبية طلبي في إرسال نماذج من عناوين الكتب التي احتوتها الهدية..شكرًا من الأعماق!


نماذج من كتب الهدية
الروايات:
البؤساء – فيكتور هيجو.
سمرقند – أمين معلوف.
ترمي بشرر – عبده خال.
(7) – غازي القصيبي.
الحرافيش – نجيب محفوظ.
أمريكا – ربيع جابر.
زوربا – نيكوس كازانتزاكي.
يوم غائم في البر الغربي – محمد المنسي قنديل.
ثلج – أورهان باموق.

التراث:
ألف ليلة وليلة.
كليلة ودمنة.

السير الذاتية:
حياة في الإدارة – غازي القصيبي.
قصة تجاربي مع الحقيقة – المهاتما غاندي.

التاريخ:
فلسطين.. التاريخ المصور – د. طارق السويدان.

الحياة الزوجية / العائلية:
أفكار بلا حدود للمرأة والبيت – أحمد بن سالم بادويلان.
الحب بذكاء – د. فيل ماكجرو.
رومانسيات زوجية (جزءان) – نورا ماجد ومنال نايف.
أطايب ست الحبايب – خديجة سعد بسج.
طيبات أم ربى وأم آية – أم ربى وأم آية.

الطب والصحة:
قاموس الأمراض. (موسوعة)
الجسد والصحة
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

11 comments:

زوّان السبتي يقول...

مع اني أحمد الله كثيرا إذ عافاني من مرض الغيرة و ابتلاءاتها إلا أنني لن أكذب

غـــــــــــــــــرت واااااااااااااااااااااااااجد واجد واجد :)

من هالهدية ..

بس بعدين فكرت وسامحتك .. أتوقع اننا منذ لقائنا الأول إلى يومنا هذا في 12 عام أهديتني الكثير من الكتب ..

ربي يحفظك :)
*زس

AmasE°♥ يقول...

فكرة رائعة... وخروج ابداعي عن المألوف.... أحببتها، فالكتب من أجمل الهدايا والتي تبقى دائما ولا تذهب مع مرور الزمن.... وإن هي ذهبت تبقى معلوماته مخزنة فالعقل وان تحللت خلايا المخ (زهايمر :( ) يبقى العلم خالدا بتعاقب الأجيال ( ويعتبر من العمل الصالح الذي يؤجر عليه الانسان فالآخرة)
الله يهني سعيد وسعيدة :)
شكرا أخي على البوست الجميل... أسعدني كثيرا
تحياتي المخربشة :)

Hamood يقول...

Mashallah, it is indeed a unique and smart idea. Thanks for sharing it with us, might come in handy in the future as a gift.

sara alhooti يقول...

فكرة مذهلة ،ورائعة
أسأل الله يبارك فيهما ويرزقهما خيرا

راشد علي يقول...

رائع رائع صديقك

أحببت الفكرة

ولعلي ٍسأستخدمها
(:

غير معرف يقول...

يالله
تأثرت جدا
لا أدري سأبحث عن من يعلم بحبي للقراءة وأوصل له هذه الفكرة بطريقة أو بأخرى..
هدى

Rehab يقول...

أحييه وبشدة!

غير معرف يقول...

رائع
عاطر الودّ

وئام يقول...

(شبكة زواج) مبتكرة جدا... ومفيدة..يمكن أن يقرأها الأبناء بعد ذلك.

ضحكت عندما تخيلت منظر النساء وهن ينتظرن مشاهدة أطقم الذهب والعطور... ومن ثم ينصدمن بقائمة الكتب... أكيد هذا الموضوع سيكون مادة دسمة جدا لمجالسهن.

زواج سعيد إن شاء الله

أميرة يقول...

فكرة جميلة ومبدعة، والأجمل أنه فكر في زوجته وهواياتها بدلا من كلام الناس،بلا شك أن هذا سيزيد المحبة بينهما

غير معرف يقول...

اممم هدية جميلة ولكن ليس للزواج ارى انها غير مناسبه اطلاقا .. لكل مقام مقال ..

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.