صدر حديثًا عن الدار العربية للعلوم كتاب مميز للدكتور نادر كاظم بعنوان "كراهيات منفلتة: قراة في مصير الكراهيات العريقة"، وفيما يلي ما جاء عن الكتاب في موقع الدار:
في كتابه المعنون "كَراهِيّات مُنفلِتَة" يتقصى الدكتور "نادر كاظم" من البحرين سيرة الكراهيات المنفلتة في التاريخ، في قراءة نقدية لتلك الرغبة الغريزية المتجذرة في الذات البشرية وتوظيفها في سياقات مختلفة عبر التاريخ ويستخلص للقارئ أمراً هاماً هو: "أن انتعاش الكراهيات بين البشر إنما كان يستمد قوته من العزلة الجغرافية ومن التقوقع والانكفاء القديمين بين الجماعات. وقد تمكنت الجماعات، في ظل هذه العزلة، من إنتاج كراهياتها وتداولها دون تكاليف باهظة. والسبب في ذلك أن العزلة كانت تؤمن الأجواء المناسبة لانتعاش الكراهيات داخل كل جماعة. وبناء على هذا، يمكن أن يستنتج أحدنا بأن زوال العزلة سيكون نتيجة طبيعية لانفتاح حدود الجماعات بفضل "التسهيل اللامتناهي لوسائل المواصلات" والاتصالات. وبهذا النوع من التواصل المكثف ستزول العزلة، وتختفي، على إثر ذلك، الكراهيات العريقة. لكن الذي حصل لم يكن كذلك. فالتواصل المكثّف أصبح حقيقة بفضل التقدم المذهل في وسائل المواصلات والاتصالات والإعلام، إلا أن العزلة ما زالت قائمة، والكراهيات العريقة ما زالت منتعشة...". عندما نقرأ "نادر كاظم" نتلمس ذلك القلق وهذه سمة من سمات المثقفين المبدعين الذين يقرأون الأحداث في حركتها التاريخية والمجتمعية بعين فاحصة، تضعهم أمام مسؤولية كبرى، وهي، الاستقلال عن الخطاب الإيديولوجي، والانغماس أكثر في قضايا الواقع، وخصوصاً في هذه المرحلة المصيرية التي تعيشها البشرية جمعاء، مرحلة لم تتضح معالمها بعد، يتأمل فيها – الكاتب – "ما يجري اليوم لهذا النوع من النوازع الغريزية العنيدة وما ينتظرها من مصير قلق في ظل تحولات مهمة ابتدأت بنشوء الدولة وقوانينها التي تجرم خطاب الكراهية والإهانة والتحقير وتشويه السمعة والقذف والسبّ، وبصعود المجال العام في العصر الحديث، وما ترافق معه من تسهيل لامتناه لوسائل المواصلات (...) وبدلاً من التواصل والانفتاح أثبتت هذه الكراهيات أنها تنطوي على مكر استثنائي تجلى في قدرتها على التحايل على كل هذه التحولات الجذرية، لا بل تطويعها لتكون في خدمتها وتعمل لصالحها..!!
1 comments:
مُبارك للدكتور نادر صدور الكتاب
تغريد
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.