18 سبتمبر 2010
قراءاتكم: رواية حز القيد (قراءة خديجة السالمي)
اسم الكتاب: رواية حز القيد
قراءة: خديجة السالمي
حز القيد رواية للكاتب محمد بن عيد العريمي ، تقع في 246 صفحة , وَ الرواية صادرة عن المؤسسة العربيةِ للدراساتِ وَ النشرٍ , صدر للكاتب كِتاب مذاقُ الصبرِ (سيرة) وَ تُرجِمتْ هذهِ السيرة للإنجليزيةِ و في مُستهلِ الروايةِ يهدي الكَاتب عَملهْ للجراحِ العَربيةِ النَّازفةِ في فلسطين و في العراق الحبيب.
الرواية في مجملها تتحدث عن وطن يُدعى" قحطين " وَقحطينْ هذهِ الأرضُ الوَهمية التي لا تَقترنُ بجغرافيةٍ مُحددة وَ لا بِحدودٍ مُعينةٍ تُؤطِر هذا الوَطنْ، وَ إنَما قحطينْ هي امتِدادٌ \تجسيدٌ المغبة\الظلم\الضيم \الفاقة\العوز \الإملاق\السلطة المُتعجرفة \الاستبداد .
و قحطين تقع حيثُ يُسلب الإنسان من حقه في الكلمة و حيثُ تُبتر حُريته و لا يتحدثُ في حدودها المواطن بالحقِ إلا همساً و حتى الهمس فهو لا يسلم من التفاتاتٍ كثيرةٍ تتخللُها خِشيةَ أن يتطايرَ الخَبرُ .
"قال أبي :لا تقصص رؤياك على أحدٍ فالشارع ملغومٌ بالآذان كل أذنٍ يربطها حبلُ سريٌ بالأخرى حتى تصل السلطان "
يُجزئ الرِّوائي محمد العريمي رِوايتهُ على فُصولٍ مُعنونَة بِ :حكاية البداية ، القبض على سعد ، التهمة ، رائحة السخط ، مراغة البعير الأجرب ، وحشة القبر، الخازرق ، شذى و العفراء ، دم و دموع و رياح التغيير .
،يحضر علي إحدى الندوات التي تُقام في قحطين فيُقابل سعد بن مُرة المتحدث في الندوة فيعجب علي لجُرأة سعد و تحدثه أمام حشدٍ لا يُستهان بهِ عن قضايا سياسية وَ عن الديمُراطيةِ المزعومَةِ هُنا تبدأ مأساةُ علي الرَّجُل المُسالم صاحبُ الطِّباعِ الوديعةِ حيث تَجمعهُ صداقةٌ سعد و هو مُنظمٍ لإحدى الحَركاتْ السياسيةِ في البلدة ، وَ رُغمَ التَّحذيراتِ التي كان يتلقاها مِنْ قِبلِ أمه و زوجتِهِ لكنه لمْ يأبَه حينَها لِتلكَ التَّحذيراتْ ، و يحدث أن يخرج علي بصحبة سعد في إحدى الأمسياتِ المشؤومة وَ يُلقى القبض على سعد لكنه و بحنكته استطاع الفرار منهم ، الأمر الذي يجبرهم على استدعاء علي كونه آخر من كان سعد بصحبته .
، يستدعى علي للمُخابرات و يُزج به إلى غياهب سجن "مراغة البعير الأجرب " لِتُلحق بهِ كل صنوفِ العذابِ وَ الويلات النَّفسية و الجَّسدية لِيصبح حاله أنكى من البعيرِ الأجرب ، و حَدث َ أن اجتَمعَ علي بِمُديرِهِ في العَمل و هو (ظافر) في إحدى السجون، لِيكونَ لهُ الأبَ المُوجِّه فيُوجههُ بِنصائحْ كانتْ بِمثابةِ الزَّادِ الذي زوَّدهُ بِقوى أعانتهُ على تَحمُلِ كُلِ المُنغصاتِ وَ منَ النَّصائحِ "لا تعترفوا تحت وطأة التعذيب أو إغواءات الترغيب بما لا تعرفوه و ما لم تفعلوه , فذلك لن يمنعهم من مواصلة التعذيب لانتزاع اعترافات أخرى أو أكاذيب أكثر ، يخطئ من يظن أن الاعترافات سواء كانت صادقة أم كاذبة تنهي معانات أو تكف أذى " ،في وطنٍ كقحطين حيثٌ تُباح حُريةُ الأفراد وِ تُملأ الفَراغات في المًلفاتِ بِما يُثبتُ إدانةَ الأفراد ، لحقَ بسعدْ ما لَحق بغيرِه فَتارةً يُعامِلُ بِرفقٍ لا سَبقَ لَهُ في غُرفِ الاستخباراتِ وَ تارةً أخرى يُسلخُ منهُ جلدُهُ ،لكنَهُ يلزمُ الصَّمتَ و لا يَعْترفْ .،تُحاكـ في الخفاءِ له الكثيرَ من المُؤامراتِ لَكنهُ يتصدَّى لها ، يتذوق علقُمَ الفِراقِ وَ الحنينْ و لا يقنطْ ، يتَساقطْ رفاقً السِّجنِ دُونً أنْ يرفَعَ رايتهُ لِيستَسلمْ .
حَتَّى أعلنتْ الحكومةُ الجَّديدةُ عنْ عفوٍ لِكلِ السُّجناءِ السِّياسيينْ بمن فيهِم علي فَيتحررُ من أجواءِ السِّجن الخَانِقة وَ منَ أصداءِ الأنينِ التي ما كانتْ لتُفارقَ سمعهُ وَ من سقفِ السِّجنِ الذي يُخيل لناظرهِ وَ كأنه كهفٌ يغص بغرابيبُ سود .يتحررْ علي لَكنْ منْ يُحرِّرهُ من خيالاتِ السِّجنْ التَّعيسة وَ من حزِ القيدِ الذي سُلِكَ حولَ معصمِهِ وَ ما خَلفتهَا من تَقرحاتٍ في روحه\كيانِه .
حز القيد قد تكون شبيهة منْ رائعَةِ عبدالرحمن مُنيف "الآن هُنا " ، الرِّواية تَستَحقُ القَليل منْ وقتِكُم ، أوصيكُم يِها .
ترحب مدونة أكثر من حياة بأولى قراءات أصغر زائرة (حسب علمنا) تنشر قراءة لها في مدونة أكثر من حياة.
أهلًا بك خديجة ونتطلع للمزيد منك.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
3 comments:
بسم الله الرحمن الرحيم ..
شكرًا خديجة على هذه القراءة ..
قد قرأت الرواية منذ زمن بعيد .. و هي جيدة و لكن ما يعيبها هو التكرار والاسراف في وصف عمليات التعذيب و الاهانة .. بحيث تصبح الاحداث مفتقده لأي معنى حقيقي يخدم السياق العام او الفكرة العامة و إنما مجرد محاولة لإغراق القارئ بشكل اكبر في حالة مزاجية سيئة أكثر من الازم ..
على كل حال .. شكرًا للعريمي .. و هو روائي بارز في عمان و الحق يقال ..
شكرًا خديجة السالمي ..
مرةً أخرى ..
" أكثر من الازم " = أكثر من اللازم ..
و ايضًا أقدم شكري للأخت زوان السبتي على ما تبذله من جهد ..
قرآءة رائعة
لروائي رائع
أصغر متابعة للمدونة
كم يبلغ عمر صديقتنا خديجة ؟
شكرا ورديا
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.