16 أكتوبر 2011

مبادرات: 5 شابات يؤسسن مكتبة ومقهى "بكيا" من كتب سور الأزبكية



(المصدر: جريدة اليوم السابع، 15 اكتوبر 2011)

5 فتيات يجمعن كتب سور الأزبكية تحت سقف "بكيا"

كتبت إيناس الشيخ

بمجرد أن تطئ قدمك المقهى الصغير، تتسلل لأنفك رائحة الكتب القديمة التى تملأ المكان المكتظ بكتب مختلفة فى موضوعاتها، تشعر معها أنك دخلت عالماً خاصاً، أو ربما عدت إلى زمن "بكيا".

"رنا الفرماوى، ونانسى الهادى، ويارا طه، وريم خميس، وسارة بكتر" 23 عاماً، خمس فتيات أصدقاء منذ الصغر، جمعهن حب وعشق القراءة واقتناء الكتب بكل أنواعها، وما كان يثير سعادتهن أكثر من القراءة، تحسس الصفحات المهترئة لكتاب قديم، يحوى داخل طياته الكثير من الذكريات التى طبعتها أيدى من سبقهن فى اقتناء هذا الكتاب، الأمر الذى دفع الفتيات للولع بالكتب القديمة واقتنائها، فتحولت غرفهن إلى مكتبات هائلة تضم مئات الكتب العتيقة التى تحمل داخلها الكثير من المعانى التى تتجاوز الفكرة العادية لاقتناء كتاب، إلى أن تحول اقتناء كل ما هو قديم عشقاً خاصاً لهن، وظل هذا العشق يسيطر على عقولهن إلى أن تخرجن فى الجامعة، وداخلهن حلم جمع كل هذه الكتب فى مكان واحد.

"بكيا" هو الاسم الذى أطلقته الفتيات على الحلم الذى أصبح حقيقة، وعن المشروع تقول رنا: المقهى عبارة عن مكتبة تضم الكثير من الكتب المستعملة التى جمعناها خلال سنوات، من خلال ترددنا يومياً على سور الأزبكية الذى يحوى آلاف الكتب القديمة فى كل المجالات، بالإضافة إلى الكتب التى قمنا بشرائها وجمعها أثناء الاستعداد لافتتاح "بكيا".

تكمل "رنا"، نحن مجموعة من الأصدقاء جمعنا حب القراءة واقتناء الكتب المستعملة، نظراً لقيمتها، بالإضافة إلى انخفاض سعرها بشكل كبير مما يجعلها فى متناول الجميع، كانت الفكرة بداخلنا منذ الطفولة، لرغبتنا فى إنشاء مكان خاص بنا يجمع الكتب المستعملة ونستطيع من خلاله أن نقدمها لغيرنا، وكان الأساس إضافة متعة البحث عن الكتاب إلى متعة القراءة، ولذلك وضعنا الكتب بشكل عشوائى لكى يبذل الزائر بعض الجهد فى البحث عما يرغب فى قراءته، وكان هدفنا بالطبع أن يكون المكان مريحاً ومألوفاً بالشكل الذى يشعر معه الزائرين بالراحة النفسية والرغبة فى القراءة.

وتضيف رنا: بعد أنهينا دراستنا توجهنا للعمل فى مجالات مختلفة، وبعد أن نجحنا فى جمع بعض النقود، قمنا بتنفيذ حلم عمرنا بأيدينا، بداية من البحث عن المكان، والتشطيبات وتصميم الديكور وشراء الأثاث وطبقات الطلاء، ووصولا إلى وضع الكتب فى أماكنها والتجهيز لكل شىء حتى الافتتاح.

وتكمل: بعد الافتتاح بفترة قصيرة بدأ الإقبال على الفكرة، وقد ساعدنا فى ذلك بعد المعارض التى أعلنا فيها عن الكتب، بالإضافة إلى ما ننظمه الآن من أنشطة أسبوعية فى مجالات مختلفة، جميعها تحمل طابعا شبابيا سواء فرق موسيقية شابة، أو تجارب جديدة من الشعر أو الكتابة الشابة، وبعد أن لاحظنا ما يمكننا تقديمه من مساعدات لأصحاب المواهب، وإن كانت مساعدة بسيطة لا تتعدى التشجيع، بدأنا بالاهتمام بهذا المجال كثيراً، فنحن الآن نحاول فى أنشطتنا الأسبوعية اكتشاف المزيد من المواهب سواء بالمساعدة فى النشر أو إقامة المعارض أو الإعلان عن حفلة غنائية وهو ما شجع الكثير من الشباب من أصحاب المواهب وأعطاهم أملاً فى النجاح.

"بنات بكيا" الذين حققن حلمهن فى افتتاح مقهى "بكيا ثقافى" حديث الطراز، يحمل طابعهن الخاص، يحلمن الآن بمساعدة غيرهم من الشباب الذين يحلمون بتحقيق أحلامهم بالشكل الذى يلائمهم، إيماناً منهم بأن هناك الكثير من الكنوز المدفونة داخل صناديق "الروبابكيا".
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

4 comments:

سوسن امين يقول...

جميل جدا بس ما هو عنوان المقهى؟

Pureness يقول...

ساحر !!
أتمنى لو نرى المزيد من الصور للمقهى من الداخل ..
و ..
ماذا تعني " بكيا " على أية حال ؟ =P

أحمد حسن المعيني يقول...

مرحبًا سوسن..
حاولتُ البحث عن موقع المقهى ولم أجد عنوانه بالتحديد، ولكنه في "أحد الشوارع الجانبية في مدينة نصر" كما جاء في هذا المقال الجميل عن المقهى:
http://news.maktoob.com/article/6493896

أحمد حسن المعيني يقول...

Pureness
بكيا اختصار لكلمة "روبابكيا" التي كانت متداولة كثيرًا في مصر، وتعني الأشياء القديمة التي تُعرض للبيع.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.