02 أغسطس 2010

قراءات: Fifty-Nine Seconds


قرأتُ في اليومين الماضيين كتابًا في تطوير الذات بعنوان "59 ثانية: فكر قليلا وغيّر كثيرًا Fifty-Nine Seconds: Think a Little Change a Lot" للبروفيسور البريطاني (ريتشارد وايزمان). صدر هذا الكتاب عام 2009 في 357 صفحة من القطع المتوسط.

في الحقيقة كنتُ دومًا أتجنب كتب تطوير الذات والبرمجة اللغوية العصبية وما شابهها، ولا أعطي قيمة كبيرة لما يأتي فيها، لأنها من وجهة نظري نادرًا ما تكون مستندة على بحوث وحقائق علمية، بل عادة ما تكون مبنية على التجارب الشخصية والحكايات وبعض المشاهدات. ما لفت نظري إلى هذا الكتاب هو ما جاء على غلافه بأنّه مستند على دلائل وحقائق وأبحاث علمية، وبأنه يفنّد الكثير من النصائح التي طالما روّجها مؤلفو كتب تطوير الذات. وهكذا اقتنيتُ الكتاب وبدأتُ في قراءته.

يقول المؤلف أنّ ما دفعه إلى كتابة هذا الكتاب كان سؤال من صديقة له اسمها (صوفي) عندما طلبت منه رأيه في كتب تطوير الذات، فأبدى تحفظه عليها، فسألته أن يقدّم لها نصائح بديلة، فراح يجترّ عليها ما تعلّمه من المراجع والبحوث الأكاديمية. قاطعته وقالت له إنها تريد شيئًا سريعًا غير معقد، وفي الوقت نفسه علميّ. ومن هنا جاءت فكرة الكتاب. راح المؤلف يبحث في مئات الأوراق البحثية فيما يتعلق بالسعادة والتحفيز والإقناع والإبداع واتخاذ القرار والتوتر وما إلى ذلك، ثم خرج باستنتاجات وطرق بسيطة يُمكن للمرء أن يتبعها في أقل من دقيقة.

كتابٌ ممتع جدًا جدًا، يبدأ في كل فصل بنقد ما جاء في كتب تطوير الذات حول قيمةٍ ما (الإبداع، الدافعية، الإقناع، الخ) ثم يسرد نتائج الأبحاث التي تثبت عكس النصائح المتداولة، وبعدها يقدّم طرقا بسيطة يمكن للقارئ أن يتّبعها ويلحظ التغيير على نفسه.

من النتائج المثيرة التي جاء بها الكتاب:
- التفكير الفردي يثمر نتائج أفضل وأكثر مما تثمره جلسات العصف الذهني.
- إن كنت تريد الخروج بأفكار إبداعية لمشكلة ما، شاغل عقلك بتمرين ذهني، ودع عقلك الباطن يفكر في المشكلة، وستجد بعدها أن أفكارا جديدة مبدعة ظهرت.
- الكتمان ليس أفضل الطرق لتحقيق تغيير في حياتك. من الأفضل أن تُعلن قراراتك أمام الملأ حتى تشعر بمسؤولية الالتزام بها.
- تخيّل صورة رائعة من الإنجازات (وهي نصيحة شبه دائمة في كتب تطوير الذات) لا ينفع في تحقيقها، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية.


للأسف لا أملك الوقت الكافي حاليًا لكتابة المزيد عن هذا الكتاب، ولكنني أنصح بقراءته.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

1 comments:

غير معرف يقول...

مرحبا أحمد،،، يبدو الكتاب ممتازا
ربما أنا على عكسك لأني أحب متابعة كتب تطوير الذات منذ أن كنت صغيرة، وأعتقد أن فضولي تجاه الحياة هو ما دفعني لذلك. وأصدقك القول ان معظم تلك الكتب لم تمنحني شيئاُ، فبدأت أدقق في خياراتي وبالفعل وجدت بعص الكتب الجيدة التي قد لا تعلمك الكثير بقدر ما تكون داعما لك، وفي بعض الأحيان تكون كيد توقظك من نوم طويل. وقد وجدت ان معظم الناس تتجنب قراءة هذه الكتب وتجدها تافهة، وأعتقد السبب في ذلك هو بنية الشخصية العربية التي تؤمن بان الكمال ذاتي وفطري. ومن حسن حظي ان صديقتي مواظبة على هذه الكتب وتدفعني لها دائما ونساعد بعضنا فيها. هذا النوع من الكتب بالنسبة مرجعية أكثر منها تثقيفية.

أزهار أحمد

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.