25 فبراير 2012

مبادرات: "ملجأ الكتاب" في الشارقة




(جريدة الاتحاد الإماراتية، 24 فبراير 2012)

يعيد عرض الكتب المستعملة في مكتبته الخاصة ليستفيد منها الشغوفون بالمطالعة
«ملجأ الكتاب» مشروع في الشارقة يعزز ثقافة القراءة


أزهار البياتي

لطالما كان الكتاب صديق المرء ورفيق دربه، ولا جدال في أن القراءة هي متعة النفس وغذاء العقل وسلوى الروح، ترتقي بالإنسان وتوسع مداركه فتؤثر في فكره وقيمه، وسلوكياته، ومن هذا المنطلق الذي يؤطر علاقة الفرد بالكتاب والقراءة بشكل عام، فقد جاءت مبادرة المشروع الثقافي الهادف “ ملجأ الكتاب” والذي يعنى بتعزيز ثقافة القراءة وحب المطالعة في نفوس أفراد المجتمع الإماراتي، وتشجعه إلى تبني فكرة تقديم الكتب القديمة والمستعملة ممن يستطيع أصحابها الاستغناء عنها تبرعا للملجأ الذي يهتم بإعادة عرضها مرة أخرى في مكتبته الخاصة بالمشروع ليستفيد منها أشخاص آخرين وقراء جدد شغفون بلذة المطالعة.

(الشارقة) - يقول يوسف موسكاتيللو مسؤول المعارض في مركز مرايا للفنون، إن فكرة إنشاء ملجأ الكتاب، بحد ذاتها تعد فكرة نبيلة، تحمل بين طياتها مبادئ قيمّة تدعم الحراك الثقافي في الإمارات، وتعمل على تعزيز التكافل المجتمعي بين أفراده، حيث يقدم المشروع يد المساعدة لإنقاذ آلاف الكتب المستعملة وغير المرغوب بها من الإهمال والنسيان والهدر، ليعيد تقديمها مرة إلى بيوت أو أشخاص جدد هم بحاجة إليها، فيفتح بذلك المجال أمام أكبر شريحة ممكنة من الناس للاستفادة من الكتاب المقروء نفسه، والذي سيعرض من خلال مكتبة خاصة في مركز مرايا الفنون ستكون هي الملجأ الذي يتبنى هذه الكتب المستعملة بين أورقته.

فكرة المشروع

وأوضح أن فكرة ملجأ الكتاب جاءت من قبل سيدتين مواطنتين جمعتهما الصداقة وشغف الثقافة والمطالعة، ويحملان تقديرا خاص للكتاب وقيمته الأدبية والعلمية، و هما مريم الخياط وشيخة عبدالرحمن الشامسي، حيث قامتا معا بتأسيس هذا المشروع اللافت الذي يعمل على إعادة توزيع الكتب المقروءة بين أفراد المجتمع وتشجيعهم على الاستفادة منها، سعيا وراء نشر حب القراءة والترويج لها بشكل أوسع وأشمل بين شرائح المجتمع الإماراتي، بهدف خلق ثقافة مستدامة قائمة بذاتها مستقبلا، من خلال تبني مفهوم إعادة التدوير للكتب المستعملة.
وتتحدث شيخة الشامسي، صاحبة فكرة المشروع عن تفاصيله،: لقد لاحظت وصديقتي مريم أننا شخصيا نمتلك العديد من الكتب المستعملة والقديمة التي قرأناها مسبقا ولا مبرر لعبء الاحتفاظ بها، ففكرنا أن نجمعها ونتبرع بها للآخرين من خلال موقع إلكترونيا أنشأناه لهذا الغرض تحت مسمى (www.booksheltr.ae)، لنجد دعما وتشجيعا كبيرا لفكرتنا من الكثيرين، و الذين قدموا لنا المزيد من كتبهم المستعملة والفائضة عن الحاجة التي ازدحمت بها مكتباتهم، سواء كانت كتبا علمية أو أدبية أو دينية وبعدة لغات كان أهمها العربية والإنجليزية أو الفرنسية، راغبين للتبرع بها وإهدائها لمن يرغب بقراءتها فقط أو حتى الاحتفاظ بها من الصغار والكبار.

وتتابع: نحن بحاجة لتعميم ثقافة إعادة التدوير في مجتمعاتنا العربية، خاصة في مجالات الأدبية والعلمية، فلا مبرر للتمسك بكتب مقروءة ومهمله وعدم تقديمها لآخرين هم أحوج لها، ولما لا نكون جزءا من تفعيل الحركة الثقافية في المجتمع، ويساهم كل منا بما يستطيع ويمتلك من الكتب القديمة والفائضة ليتبرع بها ويفيد عموم الناس، لنشجعهم على حب المطالعة والقراءة ونرتقي فكريا وثقافيا.

وتكمل: لقد بدأنا بالتبرع ب 45 كتابا من مكتبتنا الشخصية لنصل بعد أسبوعين فقط لأكثر من ثمانين كتابا من الأقرباء والمعارف، واليوم نمتلك حوالي 400 عنوان، فعلى سبيل المثال تبرعت إحدى المواطنات ب150 كتابا، وهكذا نتوقع المزيد من الدعم والتبرع من كافة شرائح المجتمع، ولكن نجاحنا الأكبر تحقق حين قدم لنا مركز مرايا الفنون القصباء في إمارة الشارقة مكتبة خاصة بالمشروع، سيتم من خلالها استقبال تبرعات الكتب وتبادلها، كما ستكون مفتوحة للقراء والمهتمين بشؤون الأدب والعلم للاطلاع والاستمتاع، ونفكر حاليا بالتوسع بمشروعنا هذا بفروع جديدة في مدن وإمارات مختلفة، ليكون ملجأ الكتاب، مستقبلا هو أحد الروافد الثقافية الهامة في الدولة.

فكرة ثقافية

وتوافقها في الرأي شريكتها الأخرى في المشروع مريم الخياط، بقولها: القراءة هي حاجة وضرورة فكرية وثقافية ملحة يجب أن تعمم ويروّج لها، لنرتقي بأفكارنا وسلوكياتنا وننهض بمجتمعنا الفتي، وتعزيزا لهذا الهدف فقد انطلقنا بمشروع ملجأ الكتاب، والذي بدأ يخطو بالفعل أول عتبات النجاح الذي أصبحنا نتلمس ملامحه من خلال اهتمام الناس بنبل الفكرة ودعمها، سواء عن طريق تصفح المواقع الإلكترونية الاجتماعية كالفيسبوك وتويتر، أو بواسطة المكتبة الثابتة التي خصصتها للمشروع إدارة مرايا الفنون ، كما إننا نقوم حاليا بعدة فعاليات وأنشطة في المدارس والجامعات المختلفة في الإمارات، كجلسات حلقات القراءة التي تحاكي تراث «الحكواتي»، أو من خلال التبرع بعدد من الكتب والعنوانين المتنوعة لتأهيل بعض مكتبات المدارس الحكومية، كمدرسة المطاف في رأس الخيمة والتي ساهمنا مشروعنا بتقديم 100 كتاب مستعمل لدعم مكتبتها الخاصة باللغة الإنجليزية.

وأشاد راشد الكوس مدير مشروع ثقافة بلا حدود بالشارقة بانطلاقة ملجأ الكتاب والقائمين على رعايته، مؤكدا دعمه الكامل لأي فكرة أو مبادرة تهدف إلى نشر الثقافة وتطوير جيل جديد من القراء والمطالعين، مشجعا على زيادة الوعي بأهمية تبني فكرة إعادة تدوير الكتب المستعملة من خلال تفعيل حملات التبرع وغيرها من الفعاليات التي تسهم بشكل أو بآخر بتقدير الكتاب الورقي وإعادته للصدارة مرة أخرى بعد أن أصبح يواجه منافسة شديدة في ظل انتشار الكتب الإلكترونية ووسائل التكنلوجيا الحديثة .

مختلف اللغات

يقدم ملجأ الكتاب مجموعة متنوعة من الكتب وبمختلف اللغات بشكل مجاني للجميع، على ألا يتعدى عدد الكتب المختارة للشخص الواحد من الملجأ على 4 عناوين شهرياً، علما بأن إدارة المشروع ستتلقى تبرعات الكتب المستعملة بكافة أشكالها ولغاتها في صندوق خاص بالتبرعات متواجد في مركز مرايا للفنون، مع التحفظ على استلام بعض أنواع الكتب كالمجلات والكتب الصادرة عن المجلات، كتب التلوين، الكلمات المتقاطعة والألغاز وكل الكتب التي تخالف تعاليم ديننا الإسلامي، وذلك حرصاً على رفع معايير الكتب المقدمة للجمهور.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.