01 نوفمبر 2009

ورحل مصطفى محمود!

وداعًا، رجل العقل..والإيمان


تُوفي صباح الأمس (السبت 31 أكتوبر 2009) العالم والكاتب والأديب الكبير مصطفى محمود.

رحل مصطفى محمود! حزنتُ كثيرًا عندما سمعتُ الخبر، رغم علمي بأنه يصارع المرض منذ أعوام، فذلك لا يمنع من الحزن على رحيل عزيز. وأيّ عزيز؟

نشأنا ونحن نشاهد هذا الرجل ذا الشعر الأجعد والنظارة السميكة على شاشة التلفاز يحدثنا عن الحيوانات والأمراض والنباتات والفلك، والموت والوراثة والأمومة والكهرباء والاساطير والحكايات ومئات المواضيع غيرها. كان يشدنا ببساطة أسلوبه ومعلوماته المثيرة، وربط العلم بالإيمان بأسلوب محبب غير متكلف.

وفي أيام المراهقة والدراسة الجامعية تعرفتُ على كتبه. أذكر أنني أول ما قرأتُ له كان "حوار مع صديقي الملحد"، فلم أشعر بنفسي إلا وأنا ألتهم كل ما أجده من كتبه، فقرأتُ "رحلتي من الشك إلى الإيمان" و"لغز الحياة" و "لغز الموت" و"الشيطان يسكن في بيتنا" و "اعترافات عشاق" و "مغامرة في الصحراء" و "الشيطان يحكم" و "غوما" وغيرها في فترة قصيرة جدًا. وما أزال حتى الآن أعير هذه الكتب إلى طلابي ومن يريد أن يقرأ ويفكر. شدّني في هذا الرجل أنه عقل يفكّر قبل أن يصدق، وحين يصدّق فإنه يفكّر أكثر ويتأمل ويحلل. وما شدّني أكثر هو قدرته العجيبة على تطويع أعتى المفاهيم والنظريات وتقديمها للقارئ بأسلوب بسيط واضح لا تكلف فيه ولا فتل عضلات، مع أمثلة يصيغها من واقع الحياة اليومية. وهذه في رأيي مهارة صعبة لا يجيدها إلا القليل من الكتّاب.

رحمك الله يا مصطفى محمود. نعم حزين لموتك، ليس فقط لما تركت وراءك من عشرات الكتب ومئات الحلقات التلفزيونية وجامعا ومستشفى. هذا أمرٌ يعرفه الجميع. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن جزءًا كبيرًا من حبي للعلوم لك الفضل فيه، وجزءًا كبيرًا من متعتي في القراءة وثقافتي ومعرفتي لك الفضل فيها. وما لا يعرفه أحد أن كتبك كانت أول موضوع تحدثت فيه مع إنسانةٍ أكلمها للمرة الأولى، فامتدّ الحوار طويلا مع هذه الفتاة، والتي أصبحت فيما بعد زوجتي.
رحمك الله يا مصطفى محمود!
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

9 comments:

زوّان السبتي يقول...

كانت قراءتي الأولى له (رحلتي من الشك إلى الأيمان) في الإبتدائية .. و بعدها لم أتوقف!

علمني أن لا حاجة للبهرجة لكي توصل فكرة ...
لاحاجة لاستعراض مخزون المفردات لتصوير جمالية مشهد أو فكرةأو مفهوم أو قانون علمي..

علمني أن العقل خلق ليُفكر و يتأمل و يُحاجج، لا ليُخالف فيُعرف وإنما ليصل للحقيقة...

علمني أن العلوم جميلة ...أن الدين هو العقل والعقل هو الدين..

في ذلك البيت الصغير في منطقة الداخلية .. في فنجا تحديدا .. تتلمذت علي يديه من خلال التلفاز ...

كنت آمل أن أراه يوما أمامي!

سهرة تسألك: (هين ناويين تقيموا العزا؟)

غير معرف يقول...

يالله.......لا حول ولا قوة إلا بالله والله زعلت...

الله يرحمه ويغفر له قضى حياة مليئة بالإنجازات والله كان علماً من أعلام هذا القرن وأضاف الكثير الكثير للعالم بأسره

اللهم إغفر له وإرحمه ووسع مدخله وإغسله بالماء والثلج والبرد ونقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وإجعل له في قبره النور والفسحة والسرور الله يرحمك يا دكتور مصطفى :(

may يقول...

غفر الله له ورحمه رحمة واسعة , وألهم ذويه الصبر والسلوان..

غير معرف يقول...

العالم قد فقد عقلا ابى الا ان يخلد ذكره بما خلف من موروث فكري يشهد له الجميع

من منا لا يتذكر صاحب "العلم و الايمان" ... الله يرحمه و يقبل منه كل حرف خطه في رحلته للوصول الى الله...

كم هو جميل ان يمتد عمر الانسان الى ما بعد لحظة الموت...

أحلام المحروقي

غير معرف يقول...

رحمك الله ايها العالم التقي

الطير المهاجر يقول...

يحزنني رحيله ,ادعو له بالمغفرة والجنة. ,ما يحزنني أكثر هو إنعكاف وسائل الإعلام عن هكذا مصاب في أحد علماء هذه الأمة.
لو كان فنانا أو راقصة لرأيت أن شاشات التلفاز تعج بصورته.

رحل مصطفى محمود وقبله بشهر ونصف الروائي العملاق الطيب صالح. ولم يتأثر إعلامنا البتة..

أتذكر في صباي أنني قرأت له (المسيح الدجال) فأفكر واٌقرأه أخرى فأفكر وأنهيه فأفكر.. وأعاود الكرة

مشكلتنا أننا لا نتذكر العظماء إلا بعد وفاتهم
رحمه الله

زوّان السبتي يقول...

وصلني هذا البريد الإلكتروني من زميل عمل سابق ...

Yes it is a big loss and last nite on the 10PM program on DREAM II Channel I was watching till almost 1:30am in the morning as she was having Lewis Grace who is the best friend of the late Dr. Mostafa Mahmoud ... رحمه الله وجزاه على علمه وتثقيفه للعالم الإسلامي ...

نون النساء يقول...

غفر الله له واسكنه في جنات النعيم بإذن الله

DrMostafaMahmoudTV الدكتور مصطفي محمود يقول...

حلقات العلم و الايمان كاملة هنا:-

http://www.facebook.com/DrMostafaMahmoudPage

http://www.youtube.com/DrMostafaMahmoudTV

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.