صدرت مؤخرًا الترجمة العربية لكتاب "In the Service of the Sultan" من ترجمة ليلى الحضرمي وسلطان البوسعيدي. وإليكم نص الخبر كاملا من جريدة الرؤية العمانية:
"في خدمة السلطان".. رواية مباشرة لحرب ظفار بترجمة عمانية
الترجمة وشراء الحقوق والطباعة تمت بجهود ذاتية وشخصية
كتب- محمد بن سيف الرحبي
"إننا نعلنها على مسامع العالم أجمع إننا لن نتردد أبدا في الدفاع عن سلامة هذا الوطن الغالي ضد أي اعتداء بكل الوسائل الممكنة.. إننا نضع العالم أجمع أمام حقيقة لا تقبل الجدال إننا ماضون في سياستنا ضد هذا المبدأ البغيض الهدام مصرون على تطهير أرضنا من رجس الشيوعية وأذنابها.
إننا نمد للسلام يدا من موقف قوي.. إننا قادرون بعون الله على ردع العدوان.. أيا كان حجمه.. لأن رجال قواتنا، حماة عقيدة.. إننا نحمل السلاح دفاعا عن العقيدة.. والوطن والكرامة.. ونمد أيدينا للسلام حرصا على الوئام.. وحسن الجوار.. ورابطة الدم"
هذه الكلمات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه لم تكن مفتتحا لكتاب "في خدمة السلطان .. رواية مباشرة لحرب ظفار" ولكنها منشورة على الغلاف الأخير من هذا الكتاب، لكنها جاءت شعارا لمرحلة من مراحل المسيرة العمانية منذ أن تولى جلالته الحكم في عام 1970، وما تضمنته من تحديات في تلك المرحلة.
وكتاب "في خدمة السلطان" صدر قبل أيام في نسخته العربية حيث قام بترجمته ليلى بنت عبدالله الحضرمية وسلطان بن سعيد البوسعيدي جاء في طبعة جميلة ليقدم قصة من الواقع لحرب قال عنها المؤلف أنها شبه مجهولة، ووضع المترجمان الإهداء "إليك يا قبسا من نور أطل على عمان فأشرقت الأرض بنور ربها فأزهرت الآمال وتحققت الطموحات.. إليك يا سيدي سلطان السلام".
يقول المترجم سلطان البوسعيدي أن الكتاب الذي ألفه إيان جاردنير - وهو ضابط بريطاني شارك في مجريات حرب ظفار في مطلع السبعينيات - يروي تفاصيل ووقائع الحرب الميدانية التي كان يخوضها رجال قوات السلطان المسلحة ويصف سير المعارك ضد في جبال ظفار، مشيرا إلى أن أهمية هذا الكتاب منبعها من قيمة تلك الحرب الاستراتيجة ودور جلالة السلطان المعظم الرئيسي في كسب الحرب وكيف استطاع بذكاء وفطنة من غرس التنمية المدنية جنبا الى جنب مع مواصلة العمليات العسكرية وصد هجمات المتمردين حتى تحقيق النصر.
ومن خلال قراءة الكتاب يتبين للقارئ حجم وأهمية حرب ظفار الإستراتجية والسياسية والاقتصادية وحقيقة الأطماع الشيوعية خلال تلك الفترة وخطورة الوضع على المنطقة بأسرها فيما لو خسرت عمان حرب ظفار.
لكن .. لماذا اختار المترجمان ليلى الحضرمية وسلطان البوسعيدي هذا الكتاب للترجمة فيشرحه الأخير بقوله: كانت تراودنا فكرة ترجمة كتاب يخص السلطنة وتاريخها العريق منذ ان تخرجنا من جامعة السلطان قابوس تخصص أدب انجليزي, فكان اختيار هذا العنوان محاولة منا للإثراء المكتبة العمانية خصوصا بعد أن رأينا ندرة الكتب والمصادر التي تناولت موضوع حرب ظفار، كما كانت ترجمة هذا الكتاب عرفانا منا لجلالة السلطان قابوس وإبرازا لدور قوات السلطان المسلحة في تثبيت دعائم الأمن والأمان في ربوع السلطنة حيت أصبح المواطن العماني ينعم بنعمة الأمن والأمان في كل مناطق السلطنة بلا استثناء.
أما عن تواصلهما مع المؤلف فيقول سلطان البوسعيدي أنه بعد قراءتهما للكتاب وعزمهما على ترجمته بدأت عملية التواصل مع المؤلف فكان أن "تواصلنا معه عبر بريده الالكتروني وطرحنا عليه فكرة ترجمة كتابه إلى العربية وأبدى المؤلف حماسا وتعاونا جميلاَ معنا, بعد موافقة المؤلف تم الاتفاق مع دار النشر صاحبة حقوق النسخة الانجليزية على حصولنا على الحقوق الحصرية لترجمة ونشر النسخة العربية من الكتاب" مشيرا إلى أن عملية التواصل استمرت مع المؤلف طوال عملية الترجمة التي امتدت لسنة كاملة من اجل الحصول على ترجمة دقيقة والتأكد مما يشكل علينا من المؤلف مباشرة.
يقول سلطان أن تجربة ترجمة الكتاب جميلة جدا، يضيف: حرصنا خلالها قدر الإمكان على اتقان الترجمة فكانت ان مرت عملية الترجمة بمراحل عديدة منها المراجعة اللغوية والتاريخية وتدقيق المصطلحات العسكرية، ويؤكد البوسعيدي عملية الترجمة وشراء الحقوق والطباعة تمت بجهود ذاتية وشخصية.
مؤلف الكتاب إيان جاردنير أهداه "إلى الجنود والبحارة والطيارين من دول عديدة الذين خاضوا غمار الحرب في ظفار في الفترة من 1965 – 1975 م وأخص بالذكر العريف حامد بن خميس الذي استشهد في المعركة في الثالث عشر من مارس 1974 م والرائد جوني براديل – سميث الذي قتل في المعركة في الخامس والعشرين من ديسمبر 1974م
يقول عن إصداره أنه كتاب مبسط، يتناول "حربا صغيرة لم يعرف عنها إلا القليل، حدثت منذ عهد طويل، بين أناس من بيئات مختلفة في بلد محافظ جدا، لكي لا يصل الأمر إلى خسارة بعض القيم المهمة، وكانت نهاية سعيدة، ومن حسن الحظ أن هذا الجزء البسيط من القصة لن يضيع هو الآخر بعد الآن.
الكتاب جاء في أكثر من مائتي صفحة وتضمن في قلبه نحو أربعين صورة بدأتها بصورة عسكرية لصاحب الجلالة المعظم يستمع لإيجاز عن سير العمليات في ميدان المعارك عام 1975
، إضافة إلى صورة أخرى من المواقع العسكرية والطائرات والمدافع المستخدمة في القتال، ورجال قوات الفرق والسكان المحليين،
في تقديمه للكتاب يقول الفريق أول ركن طيار سير / جوك ستيراب عام 2004 أنه حينما قاد سيارته خارج بوابات مطار صلالة، "وجدنا أنفسنا في شوارع مدينة مزدحمة صاخبة، وحينما تطلعت حولي في الناس الذين تعج بهم الطرق الفرعية وفي الرخاء المزدهر الذي كان باديا للعيان عادت بي أفكاري ثلاثين سنة إلى الوراء، إلى وقت كنت فيه أنا والبيئة المحيطة بي مختلفين تماما".
يستعيد جوك ستيراب اللحظة التي وطئت فيها قدماه صلالة أواخر عام 1973 للميلاد: "لقد كان السفر من المطار إلى قرية الصيد الصغيرة والفقيرة صلالة بعيدا نوعا ما في تلك الأيام فهو يمر عبر طرق متربة ودروب وعرة" لكنه في عام 2004 يصف المشهد بقوله: "أنظر إلى مدينة عمانية حديثة تمتع باقتصاد قوي وبنية أساسية متينة، وإلى أناس يتصفون بالحيوية والمودة، ويتطلعون إلى المستقبل بصحة واضحة، يا له من تغير شهدته العقود الماضية، وما أن شاهدت المكان حتى خطر ببالي أولئك الذين حاربوا في هذه المنطقة في السبعينيات من القرن الماضي، الزملاء الذين استوفوا الآن حظهم من الحياة وأصبحوا كبارا في السن.. وأولئك الذين لم تتح لهم الفرصة لأن يبقوا ليكبروا، والذين كانت ظفار بالنسبة لهم المعركة الأخيرة، وبدا لي أن أهالي صلالة في القرن الحادي والعشرين كانوا بمثابة مبررنا ودليلينا فالحياة التي استطاعوا أن يحيوها والوعد الذي حمله المستقبل لهم ولأولادهم كانا نتيجة لنجاحنا في حرب ظفار".
يرى جوك ستيراب أن العمل العسكري لم يكن وحده كافيا "لتحقيق هذا النجاح، يشير إلى "برامج المساعدات المدنية المعدة من قبل جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم لضاعت جهود القوات المسلحة في النهاية، فقد كان التنسيق الناجح بين الحملة العسكرية وحزم الأنشطة الأخرى السر الحقيقي وراء نصرنا وهو أسلوب نتابع البناء عليه في وقتنا الحاضر".
يضيف بالقول أن هذا الكتاب "يعد أكثر من مجرد قصة مسلية عن حرب مجهولة شيئا ما" بل "قصة شعب تعيّن عليه أن يتعامل مع أنواع من المشكلات الوثيقة الصلة بنا اليوم، وهي قصة الكيفية التي قاموا فيها – كبارا وصغارا – بحل تلك المشكلات وساعدوا على إيجاد مستقل أمة بأسرها.
في مكان بالكتاب يقول المؤلف عن علاقته بالسكّان : رغم الظروف القاسية فإن العيش مع العمانيين أمر رائع، فهم يتصفون بقدر عال من الأمانة فلم يحدث أبدا أن سرق مني أي شيء أثناء وجودي هناك رغم توفر الفرص لذلك، وهم كرماء إلى أبعد الحدود، ويمتلكون ذلك العنصر الأساسي الذي تنطلق منه روح المرح والنكتة والتواضع وعدم التعامل مع الأمور بجدية فائقة، ناهيك عن أنهم متسامحون للغاية.
يذكر أن المؤلف عيّن آمرا لسرية البنادق الملكية البريطانية في حرب الفوكلانتد بعد انتهاء حرب ظفار، كما عمل مرافقا شخصيا لدوق أدنبره، وبعدها سكرتيرا للجنة العسكرية لحلف الناتو في بروكسل حيث شارك في مهام القيادة الإستراتيجية لأزمة كوسوفو، وأنهى خدمته في البحرية الملكية عام 2001 برتبة عميد ركن جوي، وهو الآن متحدث رئيسي في مجالات القيادة وصنع القرار.
5 comments:
خبر رائع،،
سنترقب وصولها للمكتبات بالسلطنة، أو نيل وفرات
شكراً أحمد
بوردرز في صدد إقامة حفل تدشين للكتاب
I got the book and i was lucky to read it :)
الكتاب رائع ، لا تفوتكم فرصة قراءته ،، مع خالص تحاياي..
( أبو إياد الهاشمي)
الكتاب رائع ، لا تفوتكم فرصة قراءته ،، مع خالص تحاياي..
( أبو إياد الهاشمي)
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.