02 فبراير 2011

مبادرات: كتب في خزانة تجذب القراء في شوارع فيينا





(المصدر: جريدة القبس)

فيينا (ا ف ب) -روايات وقصص اطفال وكتب تقنية وكتيبات سفر، متوافرة كلها في خزانة كتب في شوارع فيينا ضمن مشروع اطلقه فنان محلي ويلقى نجاحا مدويا.
في عام 2010 وضعت خزانتان تحوي كل واحدة منهما 250 كتابا الاولى في حي نوباو والثانية في سوق بورنينماركت الشعبية التي يزورها مارة من جنسيات مختلفة. يمكن للجميع اختيار كتب او اضافة اخرى في اي وقت ومن دون اي التزام.
وفي دليل على نجاح هذه المبادرة ستنصب خزانة ثالثة مطلع عام 2011 على الارجح.
اراد الفنان فران غراسنر (37 عاما) وهو من سكان فيينا من خلال هذه الفكرة، اعادة جزء من مساحة المدن الى المواطنين.
ويوضح في مقابلة مع وكالة فرانس برس «ما كان يهمني هو القيام بشيء ما في المساحة العامة يخدم الجميع من دون اي اهداف تجارية. وهذا الامر شبه غائب».
رغم الثلوج المتساقطة تتفحص آنا وهي ممرضة (59 عاما) تهرب من المكتبات واشتراكاتها السنوية ومهلة اعادة الكتب، رفوف الخزانة في سوق برونينماركت بحثا عن كتب طبية. وتقول «امر بالخزانة كلما جئت للتبضع فانا قارئة نهمة».
ستيفان الطالب البالغ 24 عاما يلقي بانتظام نظرة على الكتب كلما أتى الى السوق «لا ابحث عن شيء بالتحديد. اترك نفسي اتفاجأ وانجذب» ذاكرا اليوم الذي عثر فيه على دليل استخدام برنامج معلوماتي يعود الى تسعينات القرن الماضي.
كل خزانة لها تصميمها الخاص المتكيف مع موقعها. فخزانة نوباو الموضوعة في زاوية احد الشوارع تشبه مكتبة بابواب زجاجية مائلة وكأنها تسعى الى استمالة المارة الفضوليين. اما في بورنينماركت فتحتل ثلاثة صناديق صغيرة موضوعة على ارتفاعات مختلفة فوق ارجل حديدية مساحة صغيرة قرب مقاعد مناسبة جدا في الصيف لتصفح الكتب.
وتوضح ايرين بريلير وهي مهندسة معمارية ساهمت في تصميم الخزانة في برونينماركت وتهتم بصيانتها قائلة ان الفكرة «تستهوي كل الطبقات الاجتماعية من الشاب المهاجر الى المتقاعدة التي تسكن الحي منذ عقود».
مول فرانك غاسنر المشروع من امواله الخاصة مفضلا التحرك على المفاوضات الطويلة الضرورية للحصول على دعم. وقد فوجئ برؤية بعض المستخدمين يفرزون الكتب ويرتبونها تلقائيا «الناس اكثر رصانة مما نظن».
ورغم المخاوف من تعرض الخزانتين لاعمال تخريب فانهما سلمتا حتى الآن من اي ضرر باستثناء رسم غرافيتي واحد في غضون عشرة اشهر، الامر الذي يعكس الاحترام الذي تثيره هذه المبادرة. وتؤكد ايرين بريلر «لا يحصل تخريب الا عندما يكون الامر غير مناسب او لا يعمل بشكل جيد».
ويبدو ان خزائن الكتب تناسب سكان فيينا كثيرا لان الكتب التي تحويها تتجدد بالكامل تقريبا من اسبوع الى آخر على ما يقول فرانك غاسنر. وقد تجاوزت سمعة المشروع حدود العاصمة النمساوية.
ويقول فريدريك بوكينغر الذي يدير متجرا لبيع اسطوانات الفينيل تطل واجهته على الخزانة «في احد الايام رأيت امرأة مسنة تصل مع حقيبتين تزخران بالكتب لوضعها في الخزانة. وقد اتت في الحافلة خصيصا من كلوستبرنوبرغ» على بعد 15 كيلومترا من فيينا.
وهو شاهد من الصف الاول على «التفاعل الايجابي» للسكان مع هذه المبادرة اذ يرصد «توقف عشرة اشخاص الى 30 شخصا يوميا امام الخزانة».





لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

1 comments:

AmasE°♥ يقول...

تخيلوا معي ان مثل هذه الخزانات وضعت في المراكز التجارية والمناطق الحيوية في مسقط مثل منطقة جوهرة الشاطئ... ماذا تتوقع ان يحدث يا استاذ احمد؟؟؟

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.