20 فبراير 2011

إصدارات: ثلاث اصدارات فلسطينية جديدة بدعم من دبي الثقافية



(المصدر: جريدةالاتحاد)

أصدر مركز أوغاريت الثقافي في رام الله بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ثلاثة من خمسة كتب يفترض أن يصدرها استنادا على الدعم الذي تقدمه له مجلة دبي الثقافية سنويا، وذلك ضمن إصداراته التي تتركز على الأدب الفلسطينيّ المكتوب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصا الأدب الذي يكتبه الشباب.

الكتاب الأول بعنوان «القصة القصيرة جدا»، وفيه تنظير لهذا النوع الجديد من الكتابة الأدبية، ومختارات من هذه الكتابة، بأقلام عدد ممن يمارسونها في فلسطين، والوطن العربيّ، والعالم.

والكتاب توثيق لمؤتمر أدبي عقده المركز حول هذا النوع الأدبيّ، وهو المؤتمر الأول الذي تشهده فلسطين لهذا النوع الأدبي، ويعتبر واحدا من المؤتمرات العربية القليلة المشابهة.

يضمّ الكتاب الذي يقع في 160 صفحة من القطع المتوسط، ثلاثة أبحاث في التنظير للقصة القصيرة جدا، الأول كتبه الدكتور باسيلوس حنا بواردي، أستاذ الأدب العربي، المعنيّ بالكتابة النقدية، وكان بعنوان «طروحات عامة حول النوع والأسلوب»، والثاني كتبه الناقد وليد أبو بكر بعنوان «من التبعية نحو الاستقلال». وقد تطرق هذان البحثان إلى الأصول النظرية التي يستند إليها فن القصة القصيرة جدا، وإلى ما يمكن أن تخرج به دراسة نماذجه الناجحة من وضع أصول تنظم الفوضى الحاصلة فيه. أما البحث الثالث فكان حول «القصة الألمانية القصيرة جدا» وكتبه الدكتور إبراهيم أبو هشهش، أستاذ الأدب العربي، الذي يتابع الأدب الألماني بمعرفة واسعة.

ويقول وليد أبو بكر عن القصة القصيرة جدا: إن «أبرز ما يلتصق بها هو كثرة الذين يرونها مركباً سهلاً، فيكتبون ويكتبون، ويشكّلون الغالبية العظمى ممن يدّعونها، مع أن كتابتها الناجحة تكاد تضع شروطها الفنيّة الأساسية، التي تشير إلى أنّها لا تقلّ صعوبةً عن إبداعِ أيّ نصٍّ قصصيٍّ آخر»، أما محمود شقير فيقول: «ثمّةَ فرص أمام القصّة القصيرة جدّاً، تؤهّلها للبقاء، وبإمكانها أن تخطو خطواتٍ أخرى إلى الأمام، في حال انتبه إليها النقاد على نحوٍ صحيح، وقاموا بدراسة نماذجها المتقدّمة، ووضعوا لها التنظير النقديَّ الذي بوسعهِ ترشيد خطاها، تمهيدًا لانطلاقةٍ جديدة».

والكتاب الثاني هو رواية «عتبة ثقيلة الروح» للروائية مايا أبوالحيات، وتقع في 111 صفحة من القطع المتوسط، يمكن القول إن مؤلفته قفزت به كثيرا عن مستوى روايتها الأولى «حبّات السكر»، بالرغم من أنه يدور في السياق ذاته، وهو يتحدّث عن العلاقات الإنسانية المأزومة، بما فيها علاقة الحبّ، بسبب الظروف التي يخلقها الاحتلال، ويحاصر بها روح الإنسان. وتتميز الرواية بالقدرة على تأمل الواقع، وانعكاسه على السلوك الفردي، ومحاولة الخلاص، إضافة إلى السلوك الجمعي في مواجهة الاحتلال، وممارسة الحياة تحديا له.

تقول مايا أبو الحيات في مقطع من الرواية: «كانَ الأمرُ واضحاً ولا يحتاجُ إلى وعيٍ خارق. الرجلُ المشروعُ يملكُ ثلاثينَ مشروعاً على ظهرِ السفينةِ ذاتِها.

مشاريعُ الرجلِ شائكةٌ حادّةُ المِزاج. الأولوياتُ غيرُ واضحة. أيُّ شخصٍ غيرِ خبيرٍ في الاختلافِ بينَ الطبائعِ الذكريّةِ والأنثويّةِ سيقول: الأمرُ بسيطٌ جدّاً، وليسَ بحاجةٍ إلى هذا الفردِ والثرثرة. الرجلُ هو مشروعُ الأنثى الأبديّ، والحياةُ بكلِّ تفصيلاتِها هي مشروعُ الرجل. لكنّني لن أوافقَ على الأمر، لأنّ ذلكَ سيكونُ ممكناً لو كانَ هو أيَّ رجلٍ، ولو كانتْ هي أيّةَ أنثى. كانَ مشروعُ الأنثى رجلاً بثلاثينَ مشروعاً. أي أنَّ الأنثى تملكُ واحداً وثلاثينَ مشروعاً، أحدها معلومُ الأولويّاتِ، والبقيّةُ مبعثرةٌ تعتدي على بعضِها بعضاً، كلٌّ يريدُ أن يكونَ في المقدّمة».

الكتاب الثالث هو «واحدٌ من لا أحد» للشاعر ناصر رباح، وهو واحد من عدد كبير من الشعراء والكتاب الشباب في قطاع غزة. وفي ديوانه يتنقل هذا الشاعر الشاب بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، محاولا أن يعكس الواقع المرّ الذي يعيشه القطاع، مع الاحتلال والحصار الخانق، بين ضيق الإنسان بكلّ ذلك ومحاولته الصمود في مواجهته.

تتميز قصائد الديوان بقدرة واضحة على تحويل الواقع إلى صور شعرية فيها كثير من التأمل الذي يحيل العادي إلى ما يثير الدهشة، ويخلق من المتداول عالما يكاد يطاول الخيال:

في الشارعِ، في الباصِ، على أعمدةِ الضوء،

وفي المقهى، حتى في المقهى.. صورُ الشهداء

تتزاحمُ مثلَ طيورٍ تأوي للنوم

إلى شجرٍ يغرقُ في سردِ حكايتِه فيما ينتظرُ الماءَ

على أطرافِ أصابعِها تمشي كالغيم،

وكالغيمِ يبعثِرُها الوقتُ

أسئلةً شائكةً حولَ حقولِ الصمت، وبينَ تفاصيلِ الأشياء.


لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.