25 فبراير 2011

إصدارات: كتاب "النصف الخصب" لوضحى الجهوري


(المصدر: جريدة "الشبيبة" العمانية، 22 فبراير 2011)


صدور كتاب "النصف الخصب" لوضحى الجهوري

مسقط - ش

صدر عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع كتاب النصف الخصب للكاتبة وضحى بنت سيف الجهورية، جاء الكتاب في 152 صفحة من القطع المتوسط ويتناول العديد من قضايا المرأة سواء على النطاق المحلي أو العربي موزعة على أربعة أقسام، القسم الأول قضايا المرأة في شؤون الأسرة والمجتمع منها مقالة قبل أن نصبح وزيرات ومقالة المرأة العمانية وحقوقها والعديد من المواضيع المرتبطة بالجانب المحلي، والقسم الثاني قضايا المرأة في الفكر والدين منها مقالة مثنى وثلاث ورباع ومقالة المرأة والحكم وغيرها، أما القسم الثالث فعنوانه نصفنا الآخر يتناول نظرة الرجل للمرأة في الحياة والعمل، والقسم الرابع بعنوان النصف الخصب يتناول شخصية وقدرات المرأة.

قام بتقديم الكتاب المفكر العماني صادق جواد سليمان جاء فيه: (في نسق الاهتمام العام بقضايا المرأة قرأت "النصف الخصب" - استلطفت العنوان بوجه خاص- وانطباعي أن الكاتبة تحمل فكرا نسويا بامتياز. أقول هذا لا انتقادا، وإنما من حيث اتساق أطروحتها مع الأطروحات النسوية الداعية إلى ترشيد ما ترى النساء عامة من خلل مستمر في النظرة الذكورية تجاههن، حتى بعد أن أثبتت المرأة جدارتها – علما وأداء بشكل مشهود - بتكافؤ مع الرجل في سائر حقول الحياة المعاصرة.

إن ملاحظات الكاتبة حول تعامل الرجال مع المسألة النسوية - من دون تعميم - ليست ظالمة، ولا هي مفرطة في توصيف ما عليه واقع الحال، لكنها بالتأكيد ملاحظات صميمة ولاذعة.

وأعتقد أنه لا بأس أن تكون كذلك بغية التنبيه والتأثير، لكون صدقيتها تأتي من رصد واقع ملموس- واقع تعيشه الكاتبة فتتحدث عنه من خبرة مباشرة- سواء في محيط الأسرة أو في محيط المجتمع الوطني.

أسلوب الكاتبة في الكتابة مباشر وسلس، إجمالا خال من التعقيد، الأمر الذي يولي العرض حدة في تصوير ما ترى الكاتبة من حيف لاحق بالمرأة جراء استمرار نظرة الرجل لها كإنسان ومواطن من الدرجة الثانية، ومن ثم تقييمه دورها في المجتمع - رغم أهميته المركزية المتكافئة مع دور الرجل - كدور أقل جدارة، لذا يجب أن يخضع للإملاءات الذكورية التي يراها الرجل استحقاقات موروثه له يسنده عرف سائد لا يُساءَل.

كما لكل كاتبة أو كاتب أسلوبه، لوضحى الجهورية أسلوبها في التعبير والتفنيد والتدليل، وتأييد ما تورده بمثل أو رواية شاهدة. كما أن أسلوبها يتسم بالعفوية والحيوية التي تتناسب وجدية نظرتها وصدق إحساسها إزاء وضع تراه مجحفا بحق النساء لذا مستوجبا للانتقاد بغية التصحيح.

إن قضية المرأة من أهم الموضوعات المستحقة لنظر أرشد وتعامل أكثر اتزانا في مجتمعاتنا العربية الناهضة في هذا العصر الحديث بأثر ترافد إسهامات الرجال والنساء بسواء).

كما جاء في الغلاف الخارجي رأي الأديبة د.سعيدة خاطر الفارسي تقول فيه: (هذا الكتاب هو بصمة مميزة لكاتبة ذات ثقافة واضحة ممزوجة بفكر تحليلي ومنطق مقنع، وبرؤية دينية معاصرة تتسم بسعة الأفق والجرأة في رفض الموروث السلبي تجاه المرأة العربية المسلمة، بل وتطالب بتنقية هذا الإرث مما لحق به من افتراءات تضر بصورة المرأة والإسلام لدى الآخر، وهي بهذا الوضوح لم تخرج عن روح الإسلام وجوهره النقي، كما أنها ترفض العادات والقيم الاجتماعية البالية التي تقصي المرأة عن المشاركة الجادة في بناء المجتمعات بحجة العيب والحرام، إنه كتاب يستحق القراءة).

ورأي الدكتورة آسية البوعلي تقول فيه: (وضحى الجهورية في النصف الخصب تقدم لنا صرخة، صرخة تطلقها لتستنطق السؤال وتبحث بها عن منطقية الإجابة التي لن تنزل بفعل خارق على المرأة، بل بالتنمية والبناء، وباستحداث القوانين المراعية لوضعيتها والحامية لحقوقها والمحققة لاستقرارها. يعد الكتاب بوحًا صادقًا يعكس النضج الفكري والموضوعي في الكشف عن المستور والمتناقض المسكوت عنه، فهو يدعو القارئ إلى وقفة عقلية متأنية وعميقة لـتأمل كل ما يحيط المرأة العمانية من أوضاع شائكة).

الجدير بالذكر أن هذا الكتاب يعد الرابع في مسيرة إصدارات الكاتبة حيث أصدرت كتيبين أولهما بعنوان صانع الثقافة وهو عبارة عن مساهمات عدد من الكتاب العمانيين خاص بيوم المعلم وبرعاية صحيفة الوطن والثاني بعنوان المعلم والمدرسة يتناول مواضيع تربوية متعددة برعاية وزارة التربية والتعليم، ثم جاء كتاب حروفي معك قصص ومقالات بينما شكل كتاب ما بعد عصر الحريم نقلة نوعية في اهتمام الكاتبة بالقضايا الفكرية خاصة ما يتعلق بالمرأة العربية.


ملحوظة: صورة الغلاف مأخوذة من منتدى الحارة العمانية


لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

1 comments:

غير معرف يقول...

أخذت الكاتبة تنبش في كومة المجتمع العماني لتظهر بعض التصرفات على أنها ظاهرة .. قبل أسبوع كنت في المستشفى ظللت أنظر في النساء لأحاول أن أطابق ما كتبته الكاتبة عن تماوت المرأ العمانية وعدم حيويتها وهي تمشي .. لم ألاحظ ذلك ... يؤسفني ما وصف الكتاب بأنه رؤية جديدة معاصرة . جمعة الريسي .. شكرا.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.