جوخة الحارثي كاتبة من سلطنة عُمان ، حاصلة على ماجستير لغة عربية 2003م و دكتوراه في الشعر العربي القديم من جامعة أدنبرة بالمملكة المتحدة.
الإصدارات:
1- مجموعة قصصية "مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل" عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة 2001م.
2- رواية "منامات" عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2004م.
3- مجموعة قصصية "صبي على السطح" عن دار أزمنة 2007م.
4- نصوص "في مديح الحب" عن دار ميريت 2008م.
5- رواية "سيدات القمر" عن دار الآداب 2010م .
6- قصة للأطفال "عش للعصافير" عن النادي الثقافي 2010م.
7- دراسة "دراسات في أدب عمان والخليج" بالاشتراك مع مؤلفين آخرين 2003م.
8- دراسة "ملاحقة الشموس: منهج التأليف الأدبي في كتاب خريدة القصر للعماد الأصفهاني": قيد النشر.
9- دراسة "الجسد في الغزل العذري"، لم تنشر بعد (باللغة الانجليزية).
حصلت على عدة جوائز محلية وعربية،ولها عدة مقالات ودراسات في الصحافة العربية والالكترونية ، كما ترجمت بعض نصوصها إلى الانجليزية والألمانية. *
(المصدر: موقع الكاتبة جوخة الحارثي)
------------------
المجموعة القصصية : صبي على السطح ، صدرت عام 2007م عن دار أزمنة – الأردن
تحملُ بين طياتها 19 قصة ، (المحبوب ، العرس ، الخيول الراكضة ، صبي على السطح ، زجاج ، ما لن يأتي عبر النافذة ، بستان الزيتون ، فراشة البحر ، سأصلح القطار ، التيمينة ، نقط خضراء في فستان أبلة فتحية ، جنان ، ماء غير آسن ، حبة الفاصوليا ، الأشياء ، قصص قصيرة جداً ، لوحة لماتيس ، مشوار لسيتي سنتر ، على الكرسي الخشبي في الحديقة ..جلسنا )، تتقاطع مع مناخ المجتمع العُماني لتنطلق إلى ما يمس الروح الإنسانية بما في ذلك من مسارات فقد ، حب ،فرح ،ألم ومرض فالحارثي لا تميل إلى الأدب النسوي بل ترى بأن أفق الكتابة أكثر رحابة من أن يتقيد فالأدب ، أدب إنساني عند الحارثي .
لقد ساهمت جوخة الحارثي على مدى العشر سنوات المنصرمة في إثراء الساحة الثقافية العُمانية ، واستطاعت بما تملكهُ من تقنيات الكتابة الإبداعية والخيال الموغل في سبر المجتمع من أن تصل بمادتها الإبداعية إلى هذا المدى من الدهشة والإبهار الذي تصطدم به وأنتَ بين سطور مجموعتها القصصية : صبي على السطح ، وهي كما أشار الكاتب عبدالحكيم عبدالله في تحقيق أعدته الصحفية المبدعة : هدى الجهوري تحت عنوان : أتوسلُ إليكِ يا سنة 2010م أن تكوني أكثرَ قراءة ، نُشِر في ملحق الشبيبة التابع لجريدة عُمان الأربعاء 30 ديسمبر 2009م ، وضمّ ملفاً كاملاً عن أفضل ما قرأ الكتّاب العُمانيون عام 2009 ، ذكر عبدالحكيم عبدالله بأن صبي على السطح كان من أفضل ما قرأ عام 2009 وأشاد بتجربة الحارثي حيث ، (عملت بصبر وذكاء على تطوير أدواتها دون الوقوع في إغراءات النشر المتعجل والظهور الباهت الذي يقع فيه الكتّاب الشباب ) ، كما أشار إلى الهدوء الذي صبغ المجموعة في السرد ، وتصاعد الأحداث المثير لدهشة ، مؤكداً على أن الحارثي جمعت في شخصيتها الكاتبة بين حماس الشباب وحكمة الكبار .
والأمر المُبهج في صبيّ على السطح التي على - المستوى الشخصي - اعتبرها نجاحاً للقصة العُمانية ، أنها حظيت بأكثر من قراءة نقدية ، وباهتمام لا بأس به ، وإن كان كالمعتاد خارج الساحة الثقافية العُمانية أكثر منه عن الداخل ، جاءت قراءة زينب عساف للمجموعة بعنوان :زجاج يحول دون قطف النجوم ، والتي نشرت في النهار اللبنانية، كما نشرت المستقبل قراءة راسم المدهون التي جاءت بعنوان : التقاط غرائب الواقع وواقعية الغرائب ، وفي سبتمبر- أكتوبر 2007م أعدت مجلة القافلة الصادرة عن شركة آرامكو السعودية دراسة حول المجموعة القصصية .
للحارثي فلسفة خاصة في الكتابة نجدها حاضرة بقوة في قصص هذه المجموعة ، حيث مالت نصوص المجموعة إلى البناء التقليدي للقصة ، فكل قصة جاءت بحكاية ملتزمة بأساسيات كتابة القصة في البناء التقليدي ، رغم طابع الحداثة ، معتمدة على السرد ، مكثفة للسؤال في بعض القصص مثل : الخيول الراكضة ، والتي في حوار أعده خالد شحاته نشر على بوابة المرأة بتأريخ 18-1-2010م ،سأل شحاته الحارثي عن تكثيفها لسؤال في هذه القصة ، فأوضحت الحارثي (بأن صيغة التساؤل تحمل من الثراء أكثر مما تحمله الإجابة في صياغتها التقريرية أو الإخبارية بالإضافة إلى أن الصبغة الاستفهامية تمثل دعوة مفتوحة للقارئ لأن يفكر على عكس الجواب النهائي القاطع الذي يحمل – بالنسبة لي على الأقل – ركوداً ويجعلنا نغرق في حالة من السبات) .من حوار شحاته للحارثي
الحارثي في هذه المجموعة تنقل لنا صورا لشخصيات مهمشة من خلال اللغة المكثفة التي ببراعة استطاعت التمكن منها دون الوقوع في التداعيات المتكلفة ، لا لكي تغير المجتمع ، فالأدب في رأي الحارثي ليست وظيفته تغير المجتمع وإنما إثارة النقاش وتسليط الضوء على القضايا وحسب ، ( فالأدب غير مطالب بالبحث عن حلول لمشكلات المجتمع ، لأننا بذلك نحمله ما لا يطيق ، هو فقط يطرح الأسئلة ويلفت الانتباه )، كما ظهر الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة في لغة مكثفة نجحت في إثارة القارئ وإدهاشه فجاء العمل شبيه بالبورتريهات حيث يمتد إلى التفاصيل الصغيرة ، و الحارثي ترى بأن اللغة عنصر أساسي في القصة ( فالإنسان يمكنه رسم ذاته من خلال اللغة وهذا يكفي لتحقيق الحضور الممتع في الحياة ) ، ابتعدت الحارثي في جميع نصوص المجموعة عن الذاتية والرومنطيقية لكي ؛ تقصي القارئ عن الربط بين شخوص المجموعة وبين شخصها .
اعتمدت صبي على السطح على السرد والسؤال الذي يثير الأفكار في ذهن القارئ مما جعل القصة أكثر ثراءً ، كما جاءت لغة النص كثيفة لتسمح للفرد بإظهار الغربة التي يدور في حلقاتها مع ذاته ومع المجتمع وأفكاره .
من نصوص المجموعة :
المحبوب ... العجز عن امتلاك المحبوب
في هذه القصة تعرض الحارثي تفاصيل موغلة في حقيقة الحُبْ ، وعجز المُحب عن امتلاك الحبيب ؛ فرغم مرور السنوات ، هنالك همس لم يفهمه رجب العالي بعد .
العرس ... سلومة
في بهجة العرس وفوضاه تلتقط لنا عدسة الكاتبة ، سلومة ، التي تجلس على الكرسي بثقة الملوك ، هذه المرأة التي تزوجت على مدار حياتها بعشرة أزواج ، تبدو تفاصيل حياتها رغم بساطتها مليئة بالكثير من الدهشة ، تغرق الكاتبة في سبر التفاصيل الدقيقة للمجتمع ولسلومة بالتحديد ، كأن تستمد سلومة ثقتها؛ (لأن دجاجاتها التسع نائمات الآن).
صبي على السطح ...اسم المجموعة
تبدو الحكاية بسيطة ، صبي في الثالثة عشرة ، يتسلق خلسة إلى السطح ليتلصص على النسوة الراقصات في العرس ، إلا أن الحدث يتصاعد عندما تنفتح عيناه بكل اتساعهما على ذلك الجسد الذي انفصل عن العالم ليرقص بتلك الخفة التي تثير شهوة الصبي المراهق ، وتجعله يتفاعل مع النغمات مع الرقص ، مبهرة هنا الحارثي عندما تحبس أنفاسك بلا مبالاة في سردها العميق ( انساب العرق من مفرق شعرها إلى رقبته )؟!
زجاج ... يفصلك عن الحياة
سعادة الموظف قاسم الذي يعمل في السجلات الطبية بالمركز الصحي بسبب نقل سعيد بن سالم ، زميله في العمل ، لم تكتمل ، خنقه الصمت ، هذا الزجاج البغيض يحيله إلى شئ جامد تماما كالجهاز الماثل أمامه ، أمسك بيد مراجع ، ضغطها بقوة ، باحثاً عن اليقين بأن هذا الزجاج لا يفصله عن العالم ، لحسن الحظ كانت يد رجل ، وليست يد فتاة حسناء كما فعل - لسوء الطالع- سعيد بن سالم من قبل .
الخيول الراكضة ... رتابة الحياة رغم تجدد الأحداث
ناصر العبد ، الحارس ، العسكري ، لا فرق ، القابع منذ زمن في هذه الغرفة في بيت الوالي ، يتغير الوالي ، تتغير الوجوه ، ولكن تبقى الحياة رتيبة ، تتبخر كل الأحداث التي عاشها في زيارته الأخيرة لأهله ويبقى لون الماء الفضي الذي سكن فؤاده ، تماما كما تبقى التماعات أساور ندى التي كبرت فجأة ، في عينيه ، حسب بأنه لم يتغير كرسم الراكضة في الجدار لن يتمكن منه الزمن ، لكنه انتبه فجأة إلى انطفاء ألوان لوحة الخيول الراكضة ، وأوضحت الكاتبة في حوار لها أن هذه القصة جاءت سوداوية لأنها ؛ (كتبت هذا النص في لحظة انكسار نتيجة حصار داخلي مارسته ضد نفسي، "ناصر العبد" بطل القصة يلزم غرفته رغم التطور المتسارع للحياة من حوله وهذه السلبية ما هي إلا هروب من المواجهة ) ؛ لذا جاء النص سوداوياً (فإنسان هذا الزمن يعيش عصر اغتراب الذات وأصبح مهمشاً لا رأي له فيما يحدث من حوله، كما أن الهزائم المتتالية والنكبات تحاصره طوال الوقت).
وأما في قصة بستان الزيتون وفراشة البحر ، يبدو المزج بين الخيال والواقع واضحاً مما يكسب النص عمقا أكبر . وتحت عنوان : قصص قصيرة جدا ، أربع قصص ، منها هذه القصة : (وقف الرجل الأسمر النحيل جداً في الشرفة ، وحين مدَّ ذراعيه على وسعهما ليقطف النجوم اصطدمت يداه بالزجاج .
الزجاج النظيف لدرجة الشك بوجوده كان يُسوَّر الشرفة .
والرجل الأسمر النحيل جداً نسي ذلك كما يفعل كل مساء .).
صبي على السطح ... مجموعة قصصية ممتعة وشيقة ، وغنية بالإثارة ، ممتزجة بتفاصيل المجتمع العُماني ومنطلقة إلى أفق رحب في إثارتها للانفعالات الإنسانية .
2 comments:
بالفعل مجموعة "صبي فوق السطح" تجذبك بقصصها ولغتها الجميلة، ويمكن للجميع قراءتها من موقع الكاتبة جوخة الحارثي.
تصحيح: الأخت مريم، الملحق الثقافي الذي يصدر مع جريدة عمان اسمه "شرفات"، وليس الشبيبة.
تحياتي
العزيزة وردة شكراً عاطراً على التنويه.
مريم
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.