16 أبريل 2012

مقالات: عشاق القراءة (أحمد المغلوث)


(جريدة اليوم السعودية، 13 أبريل 2012)

عشاق القراءة

أحمد المغلوث

من ذكريات ليالي الماضي المحببة للنفس تلك التي لها علاقة بالقراءة وكنا مجموعة من الفتية عشاق القراءة والاطلاع وكثير منا من هواة المراسلة والتعارف في زمن .. لم تصل فيه الكهرباء لكل البيوت في مدينتنا الصغيرة .. كنا نجتمع في غرفة في سطح منزلنا التي حولناها الى شبه مكتبة عامة.. لها سجلها الوثائقي بما تشتمل عليه من مجلات وكتب محدودة وروايات متناثرة تآكلت أغلفتها من فرط الاستعارة والقراءة ..

وتفاديا لما تتعرض له مجلاتنا من تمزق خصوصا وان أغلفة المجلات في ذلك الزمن من نفس نوع الورق الداخلي مما يجعلها سريعة التمزق فقد خصصنا مبلغا من المال من ميزانية تأجيرنا لما لدينا من كتب ومجلات وذلك لندفعه لكلفة تجليدها ( حبكها ) لدي احد المتخصصين في هذا المجال .. وكان ذلك بقروش معدودة .. كنا نتسابق في القراءة وكان يشرف علينا فتى ( عتوي ) من أعضاء مكتبتنا العامرة بات ما شاء الله من سنوات من حملة الدكتوراه .. فكان يحسب لنا كم من الوقت استغرقنا في قراءة جزء عم ..كم كانت تلك الأيام والليالي جميلة وموحية .. تعلمنا فيها الكثير .. كيف نستطيع خلال ساعة من الزمن أن نقرأ مجلة الأداب اللبنانية .. والهلال المصرية . إضافة الى صحيفتي البلاد والمدينة .. وعلى الهامش مجلة المصور .. او حفظ بعض السور القصيرة وبعدها .. نبدأ في قراءة الروايات وفي صمت بعدما يسجل رقم الصفحة التي بدأنا القراءة منها .. وهكذا .. كان يوم مناوبته في الإشراف على إدارة المكتبة يعتبر يوما مشهودا فكان والحق أقول دقيقا ومنظما ولا يجامل أحدا حتى أكبرنا او من كان من المجموعة من له صلة قرابة أونسب .. كم كانت تلك الأيام والليالي جميلة وموحية .. تعلمنا فيها الكثير .. كيف نستطيع خلال ساعة من الزمن أن نقرأ مجلة الأداب اللبنانية .. والهلال المصرية . إضافة الى صحيفتي البلاد والمدينة .. وعلى الهامش مجلة المصور .. كان يقول لنا ألا تعلمون أن العقاد كان يقرأ وهو يأكل .. وهو متمدد على فراشه .. وكيف كان يحفظ الدكتور طه حسين ما يروى له خلال جلسة واحدة .. وكان يؤكد لنا زميلنا (العتوي ) أهمية عدم الكسل في القراءة مع التركيز وان يكون الذهن صافيا حتى يستوعب الواحد منا ما يقرأه .. لقد كانت ليالي الماضي في زمن المراهقة والفتوة .. غنية بالبركة والفائدة والعطاء بعيدة عن قنوات الفضاء..
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

2 comments:

Unknown يقول...

لقد استمتعت كثيراً عند قراءتي لهذا المقال،،،
بارك الله فيكم ولكم وعليكم
حقاً، كانوا يحبون القراءة بشكل غير طبيعي، أما الآن فنادراً ما نجد أحد الأطفال يقرأ حتى قصة ...

وردة يقول...

في الماضي، وبالرغم من قلة الكتب، كان الناس يحبون القراءة ويبحثون عن الكتاب الجيد، لذا رغم أن الكثيرين منهم لم يدرسوا في المدارس النظامية، لكنهم مثقفين جدا، ولديهم معلومات واسعة في مختلف المجالات، والبعض منهم علم نفسه لغات أجنبية ايض، حتى يقرأ كتب بهذه اللغات.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.