02 مايو 2012

إصدارات: كلمة يصدر "أصوات عربية" لجيمس زغبي


(العرب أونلاين، 30 أبريل 2012)

كلمة يعرض لحقيقة خمسة أساطير شائعة في الثقافة الغربية عن العرب

ابوظبي - أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتاباً جديداً بعنوان "أصوات عربية.. ما تقوله لنا ولماذا هو مهم" للإعلامي المعروف جيمس زغبي، ونقله للعربية كل من المترجمتين د.سرى خريس وعبلة عودة.

وباعتبار أنّ فهم الشعوب التي تعيش في العالم العربي بات أكثر من مجرد عملية تثقيفية، وخاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الدور القيادي الذي يلعبه الغرب في عمليتي الحرب والسلام إقليم ما، يقوم جيمس زغبي، عبر كتابه هذا " أصوات عربية" بإبراز النتائج المتعلقة باستطلاع شامل للرأي، جديد من نوعه، طرح من خلاله أسئلة مهمة على آلاف الأشخاص الذين يقطنون ثماني دول تمتد من المغرب وحتى السعودية. وهنا، ومن خلال مشاركته إجاباتهم، يُطيح زغبي بالأنماط الشائعة، والأساطير التي سادت الثقافة الغربية عن العالم العربي وهوية شعوبه.

وخلافاً للعديد من الكتب أو المقالات الأخرى التي كتبت حول هذه المنطقة فإن كتاب "أصوات عربية" ليس إعادة سرد للتاريخ، ولا مجموعة من القصص الشخصية. صحيح أن هذه المقاربات يمكن أن تكون مفيدة، وهناك أمثلة ممتازة ساهمت مساهمة حقيقية في فهمنا على نحو أفضل لدى الآخر؛ ولكنها قد تكون في الوقت نفسه عرضة للانحياز أو ما يسميه زغبي "العلم السيئ" - كما هو في حالة الكُتاب الذين يجنحون إلى رفع ملاحظة أو حوار عارض إلى مستوى الاستنتاج أو الخلاصة العامة القابلة للتعميم.

وقد انطلق زغبي في كتابه من بيانات صلبة مستخلصة عبر أكثر من عقد من استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "زغبي الدولية" في الشرق الأوسط لتفنيد الأساطير المتعلقة بالعالم العربي، ثم دحض الافتراضات والتصورات الخاطئة وراءها ببيانات من استطلاعات الرأي تكشف عما يفكر فيه العرب حقّا.

وفي تعليقٍ ليوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن قال إنّ مؤلف الكتاب، جيمس زغبي، يعبر عن وجهة نظر تستند إلى هويته الأمريكية - العربية، ليوضح أسباب المشاعر المتناقضة التي يكنها المواطن العربي تجاه الولايات المتحدة، ويُعزِي زغبي ذلك بصورة أساسية إلى انعدام التواصل الحقيقي بين المجتمع الأمريكي والمجتمعات العربية، فضلا عن انعدام التواصل بين صُنَّاع القرار في الجانبين والنخب السياسية التي تعتمد في آرائها على كتابات تخلو من الدقة والنزاهة.

ويضيف يوسف العتيبة أن ما يقترحه مؤلف الكتاب هو أن تنتشر ثقافة حوار حقيقية بين الطرفين، وأن ذلك لا يتم وفق تصور المؤلف إلا من خلال الاستماع إلى صوت الطرف الآخر، وتعريف الشعبين بزيف ما يُقال عن الشخصيتين العربية والأمريكية من معلومات لا تعكس حقيقتهما.

*عرض زغبي في كتابه لخمسة أساطير أساسية شائعة في الثقافة الغربية عن العرب ويمكن تلخيصها كالآتي:

1-هل كل العرب من طينة واحدة وبالتالي هل يمكن اختزالهم في "نوع"؟

إن قراءة التعميمات والصور النمطية المغلوطة للعرب التي نجدها في كتاب رافايل باتاي "العقل العربي" أو كتاب توم فريدمان "قواعد شرق أوسطية للتقيد بها" قد تدفع المرء للاعتقاد بذلك؛ ولكن استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة زغبي الدولية تكشف عن رأي مختلف تماماً؛ إذ إنّ ما تجده عندما نستطلع الآراء العامة هو مشهد غني ومتنوع عبر العالم العربي يتحدى الصور النمطية السائدة؛ ذلك أنه ليست ثمة فقط ثقافات فرعية متنوعة وتواريخ فريدة وخاصة تمنح الحياة ميزتها، بل إن هناك أيضاً اختلافات بين الأجيال. فالشباب العربي، على سبيل المثال، يواكب العولمة والتغيير، حيث يشترك في بواعث قلق مختلفة، ويتطلع إلى أهداف مختلفة مقارنة مع جيل الآباء.

2-هل العرب مختلفون جدّاً إلى درجة أنهم لا يشكلون عالماً على الإطلاق؟

تكشف استطلاعات الرأي مرة أخرى العكس تماماً، حيث يُعرِّف العرب أنفسهم عبر المنطقة على أنهم "عرب" ويصفون أنفسهم بأنهم مترابطون بلغة مشتركة "والتاريخ المشترك الذي تنطوي عليه" وبواعث قلق سياسية مشتركة؛ كما تُظهر الغالبية من كل الأجيال وفي كل البلدان تعلقاً قويّاً بقضية فلسطين ومصير الشعب العراقي.

3-هل كل العرب غاضبون ويكرهون القيم الغربية وطرق الحياة في الغرب؟

تظهر الاستطلاعات أن العكس تماماً هو الصحيح، ذلك أن العرب معجبون بالشعب الأميركي ويحترمون التعليم والتقدم التكنولوجي، بل ويحبون أيضاً "الحرية والديموقراطية". أما الشيء الذي لا يحبونه صراحةً، فهو السياسة الأمريكية تجاههم التي تدفعهم للاعتقاد بأن الولايات المتحدة تعاديهم.

4- هل يحرك التعصب الديني العرب؟

الواقع أن العرب، على غرار كثيرين في الغرب، هم "أناس مؤمنون"؛ وقيمهم تؤثر فيها إلى حد كبير؛ غير أن نسبة ارتياد المساجد عبر الشرق الأوسط تعادل نسبة ارتياد الكنيسة في الولايات المتحدة تقريباً. وعندما سُئل العرب عن البرامج التي يفضلون مشاهدتها على التلفزيون، فإن القائمة متنوعة على غرار قائمة المشاهدين الأميركيين. ففي مصر والمغرب والسعودية مثلاً ، كانت البرامج التي تأتي على رأس القائمة هي تحديداً الأفلام والمسلسلات الدرامية؛ أما البرامج الدينية فتأتي في أسفل الترتيب تقريباً. وعندما طُلب من العرب ترتيب انشغالاتهم وبواعث قلقهم، تصدرت اللائحة جودة عملهم ومشاغل عائلاتهم.

5- وأخيراً، هناك الأسطورة التي تقول برفض العرب للإصلاح وبأنهم لن يتغيروا، ما لم يدفعهم الغرب إلى ذلك.

تعد هذه إحدى العقائد الرديئة الأساسية لـ"المحافظين الجدد". وقد شكلت هذه الأسطورة، التي تستند إلى كتابات برنارد لويس، أحد أسباب ومسوغات حرب العراق - فكرة تدمير "النظام القديم" من أجل ولادة "الشرق الأوسط الجديد". غير أن ما أظهرته استطلاعات الرأي في زغبي الدولية هو أن العرب يرغبون في الإصلاح فعلاً، ولكن الإصلاح الذي يريدونه هو إصلاحهم الوطني الداخلي، وليس الإصلاح الخارجي. فأولوياتهم الداخلية هي: وظائف أحسن، ورعاية صحية أفضل، وفرص تعليمية أوسع. كما تُظهر خلاصة الاستطلاعات أن معظم العرب لا يريدون التدخل في شؤونهم الداخلية، ولكنهم سيرحبون بمساعدة الغرب لمجتمعاتهم على بناء القدرة على توفير الخدمات وتحسين جودة حياتهم.

يأمل زغبي أن يسهم كتابه هذا في ردم جوانب من الهوة التي اتسعت بين العالم العربي والإسلامي والغرب وخاصة الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهو أمر مشروط بمزيد من المعرفة العميقة المتبادلة لهوية الشعوب وأفكار أبنائها من أجل تحقيق الازدهار والسلام العالميين.

مؤلف الكتاب جيمس زغبي: أمريكي يتحدر من عائلة لبنانية هاجرت إلى الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين. انهمك زغبي على مدى ثلاثة عقود في شؤون العرب الأمريكيين، وهو مؤسس معهد العرب الأمريكيين "AAI" ومركزه واشنطن، ويدعم هذا المعهد المشاركة السياسية للعرب الأمريكيين في التيارات السياسية في الولايات المتحدة. كما أسس زغبي حملة حقوق الإنسان الفلسطيني في السبعينيات، وأصبح لاحقاً المدير التنفيذي للجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز العنصري، كما أنه فاعل في السياسة الأمريكية، إذ عمل نائباً لمدير الحملة الانتخابية الرئاسية لجيس جاكسون، ويشارك في البرامج الحوارية السياسية على الشبكات التلفزيونية الأمريكية الرئيسية.

يكتب الدكتور زغبي ومنذ عام 1992 مقالاً أسبوعياً حول السياسة الأمريكية في الصحف الرئيسية في العالم العربي، وله عدد من الكتب في مجالات الشرق الأوسط والسياسة الأمريكية منها "كيف يفكر العرب: القيم والمعتقدات والهموم"، و"كيف تفكر الأقليات العرقية الأمريكية".قام بنقل الكتاب للعربية كل من:

د.سرى خريس.. تعمل أستاذاً مساعداً في النقد والأدب الإنجليزي، وقد حصلت على درجة الدكتوراه من الجامعة الأردنية عام 2001، وتعمل حالياً في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة "عمان- الأردن" من أعمالها المترجمة: "الإسلام والاستشراق في العصر الرومانسي: مواجهات مع الشرق" لمحمد شرف الدين، و"المؤلف" لأندرو بينيت، و"تسلق أشجار المانغا" لمادور جافري، وجميعها صادرة عن مشروع "كلمة" للترجمة.

عبلة عودة.. أكاديمية ومترجمة فلسطينية، تعمل في حقل التدريس الجامعي منذ عام 1993. حاصلة على شهادة الماجستير في اللغويات والترجمة من جامعة باث – إنجلترا ، وهي عضو مؤسّس في الجمعية الأردنية للمترجمين واللغويين التطبيقيين في عمان، ولها ترجمات منشورة بعنوان " تكايا الدراويش" و"مذاق الزعتر" وقد فاز الكتاب بجائزة جامعة فيلادلفيا لأحسن كتاب مترجم إلى العربية عام 2010.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.