08 مايو 2012

تحقيق: من همّش المكتبات ودور النشر العمانية؟




(ملحق أشرعة-جريدة الوطن العمانية، 6 مايو 2012)

من همش المكتبات ودور النشر العمانية ؟!

طالب الضامري : المكتبات العمانية حتى الآن لم تر أي اهتمام من قبل الجهات المعنية بالسلطنة

سعيد المعمري : معرض سنوي للكتاب لا يكفي ونحتاج لمعارض محلية بين الحين والآخر

عبد الحميد الراشدي : دور النشر العمانية تئن ونرجوا إعادة النظر في قرار التعمين وتقديم الدعم لها و الأقربون أولى بالمعروف

موسى الأغبري : أهم هاجس هو تهميشنا وعدم الالتفاف إلينا من خلال التواصل بنا ومعنا عبر لقاءات واجتماعات تستمع لنا

عبدالله العيسري : أول مشكلة تواجهها المكتبات العمانية بأن الدولة لا يوجد لديها أي مخطط واضح لتحويل هذه المكتبات إلى دور نشر قائمة على أساس استثماري وعلى أساس اقتصادي

رصد ـ جميلة الجهورية وهبة محمود سرحان :
في جولة تستقصي الأمة المعرفية ورصدت اشكاليات الكتاب والقراءة في ظل الانفجار المعرفي التكنولوجي الذي ساهم بدوره في العزوف عن القراءة وتراجع مبيعات الكتاب ، ومدى كفاية إقامة معرض سنوي في تغطية الفجوة المعرفية وترسيخ قيم ثقافة الكتاب في ظل الحراك الثقافي الذي يتصاعد بوسائطه وفكره واتجاهاته ولغته المعاصرة ، حيث اخذتنا جولتنا الى قضية اخرجتنا بعض الشيء عن هدفنا ونقلتنا الى مشاركة دور النشر العمانية والى حيث ازمة الكتاب العماني والناشر العماني اللذين يعانيان تحديات كثيرة ، لم تكن وليدة اللحظة ، بل كانت خلاصة معاناة وتراكمات طويلة الزمن حاولا نفضها دون فائدة ، ليبقيا في دائرة التهميش .. ليتحول الرصد الى رصد خاص جدا ، يسجل أصوات المكتبات العمانية وينقل فيها أزمة الناشر العماني والمشكلات التي تؤثر في حركته ونشاطه وتطوره :

واقع المكتبات العمانية والمشكلات
حول هذا الواقع يقول الشيخ طالب الضامري صاحب مكتبة الضامري : أن المكتبات العمانية حتى الآن لم تر أي اهتمام من قبل الجهات المعنية بالسلطنة .ويشير الى انه يوجد من المؤلفين والكتاب الذين كتبوا ونشرت اعمالهم وشاركوا بها في مختلف المعارض الدولية العربية منها والاجنبية وكانت لمكتبتهم مشاركات مميزة في فرنسا والمانيا وايران ، واول من شارك في السودان .ويقول : المؤلفات العمانية الان في تطور كبير جدا وقد ادرك المثقف والمفكر العماني ادراكا وفهما كبيرا بأهمية عرض الكتاب ، الا انه تواجهه مجموعة من المشكلات والتحديات .ويضيف : مشكلات الكتاب العماني خاصة تتأتى في عدم إقامة المعارض الداخلية إلا من معرضين لدار النشر او المكتبة في السنة ، وهذا خطأ فادح ، والا فيجب الا تحد وليس بحاجة إلى موافقة وزارة الاعلام على اقامة معرض في أي ولاية ومدرسة او مؤسسة اكاديمية بعدما اجيزت هذه المطبوعات من البداية ، كما أن على وزارة التربية والتعليم ان تنتبه وان تحترم عقلية الطالب ، وان تعاد إقامة المعارض في جميع المدارس من المرحلة الأساسية والمرحلة الثانية وبعد الاساسي وغيره ، حتى ينتشر الفكر ويقبل التلميذ على الكتاب ، كما ان على وزارة التربية والتعليم التي تنفق المبالغ الباهظة في شراء الكتاب من مختلف دور النشر العربية والاجنبية ، ان تجل على الاقل نسبة 25 % ، من هذا المبلغ للكتاب العماني ، ولذلك الكتاب العماني عندما يقام المعرض الدولي ، يجب الا يعامل الناشر العماني ويحاسب كما يحاسب الناشر الاجنبي ، حيث اننا شاركنا في مختلف المعارض الدولية وجدنا معظم الدول الخليج العربية تعامل الناشر المحلي الذي من نفس الدولة معاملة خاصة ، حيث لا يؤخذ عليه شيء في المعرض الداخلي ، وبعضهم يحاسبونهم بنسبة 50% ، فلماذا يعامل الناشر العماني في بلاده كما يعامل الناشر الاجنبي ، كما انه يجب ان تزود المكتبات العامة بالمنشورات العمانية وتقوم وزارة التراث والثقافة بشراء هذه الكتب من جميع الناشرين العمانيين لتوزيعها ، كما على المؤلف العماني ان ينظر عندما ينشر كتابه ، هل ينشر كتابه لكي ينتشر او ليقال انه طبعته في الدار الفلانية ونشرته لي الدار الفلانية كذبا وبهتانا ، بيد انه هو من دفع هذا المبلغ ، اما عندما يطبع في عمان يطلب من الناشر ان يدفع المبلغ ، وعندما يطبعه في أي دولة اخرى هو الذي يدفع ولا يستلم الا مئتي نسخة او اقل من ذلك وبقية النسخ تقدم هدية للناشر العربي او الاجنبي ، اما الناشر العماني عليه هو دائما وابدا ان يتحمل كل التكاليف، ويتحمل هذه المشاكل من قبل الجهات المعنية بالثقافة وبالكتاب .وقال : نحن نعلم ان ديوان البلاط السلطاني مؤخرا بدأ بمشروع القراءة للجميع ، ولكنه بحاجة كذلك ان يكون على اتصال مباشر مع الناشر العماني ليذكر له ماذا يريد وكيف يمكن ان ينتج الكتاب .وتساءل الضامري حول النادي الثقافي وقال : الى متى يصرف هذه المبالغ ويدفعها الى الناشر الاجنبي ويترك الناشر العماني ، هل هذا يقصد به هو انه لا فائدة من الناشر العماني ، وانه لا يساوي شيء ، ولا يمد له يد المساعدة ن في حين انهم يستلمون مئة الف ريال عماني من مجلس البحث العلمي ، وعندما ذهبنا الى المجلس العلمي قالوا لنا لكم نصيب وستجدونه في النادي الثقافي ، فأين النادي الثقافي ، وأين المصداقية في التعامل والاجتماعات التي حضرناها معهم في كثير من الاوقات . وقال : نحن نقول ان هذا الموضوع في غاية الاهمية ويجب ان يدرس ويناقش ويطرح ولكن باسلوب يجعل الجميع متفتحا عليه ويشعر بالغيرة نحوه وعلى ابنائنا من كتاب وناشرين عمانيين وقال في المستقبل اذا بقينا على هذا الاسلوب سنجد ابناءنا ابعد ما يكونون عن الكتاب النافع ولا يمكن ان يكون بناء لاي مجتمع بدون الاهتمام بالعماني نفسه ، حيث انه هو الذي سيقوم ببناء عمان ، اما ان يبنى عمان بفكر مستورد ، لتبقى على الرفوف بغير ابناء البلد ، فلن تستقيم .

ويرى الضامري انه من الواجب على العماني ايضا ان يؤلف الكتاب في جميع التخصصات وقال : ولكن مع هذا وان ظهرت هذه والكثير من الكتب في مختلف العلوم والفنون في التاريخ والجغرافيا وعلم النفس والتربية وغيره ايضا في السياحة ونحن اصدرنا مؤخرا كتابا في التربية السياحية بالسلطنة وهو اول كتاب يؤلف في موضوعه على مستوى العالم الا ان وزارة التربية والتعليم المعنية بالتربية لم تشتر منه نسخة واحدة في حين ان مثل هذه الكتب والكتب التاريخية التي تعرف بعمان وتتحدث عن تاريخ عمان وجغرافيا عمان والهوية العمانية لم تؤخذ من العمانيين ومن المؤلف العماني ، هل تؤخذ من المؤلف الاجنبي وفيها من الاخطاء والمغالطات والتناقضات التاريخية وغير ذلك فانا دائما وابدا ادعو الى الارتباط التام بين المناهج والمقررات ، في أن يأتي درس على سبيل المثال عن ابن غضوبة ودخول الاسلام في عمان ولا يكون الا كتاب واحد في ذلك ويستبعد لان الناشر عماني ولو كان غير عماني لاشترى منه آلاف النسخ ، ليرسب الطالب في الدرس عندما تأتي الاختبارات ليتحدث عن اسلام اهل عمان وهم كأنهم لم يدرسوا الدرس وهنا نقول من المسؤول عن ذلك ؟ اين مصادر التعلم ؟ اذا كانت الكتب موجودة وهم لا يريدونها وتستبعد من قبل وزارة التربية والتعليم ، وهذا لا نعرف اسبابه ووراء ذلك ، لكننا نعتقد أنه يمكن أن تحل هذه المشكلة باجتماعات بين الوزارة والناشرين ووزارة التراث والثقافة والاعلام وغيرها من الجهات المعنية ، ليتم تحديد ماذا يريدون من الكتب التي يمكن أن تخدم العملية التعليمية والتثقيفية والدينية وغير ذلك ، ولذلك اعتقد أن الآوان ان لتقام المعارض الداخلية في المدارس كما كانت قبل اكثر من 14 سنة ، حيث كانت مفتوحة وكان التعليم اقوى بكثير من الان فلماذا يتراجع التعليم ، وبالتأكيد بسبب سوء الادارة والتقدير للمدرسين والمدرسات ، عندما يسأل شخص عن تاريخ عمان لا يستطيع ان يتحدث عن مازن بن غضوبة جابر بن زيد واحمد بن سعيد وناصر بن مرشد وغيرهم من رموز عمان وهو لا يعرفهم ولكن عندما يسأل عن أي شيء اخر يتحدث عنها بكل طلاقة .

ويعود ويقول : فلذلك آن الاوان ان تفتح وزارة التربية والتعليم الباب كما كان سابقا في عهد بعض القيادات السابقة التي تعاونا معها وبتوجيهاتهم الى الانتشار فوجدنا شيئا عجبا اما الان فيجب خلاف ذلك ، وما الاسباب وراء هذا التقاطع والتراجع الذي حدث ، لذلك ندعوا الله سبحانه وتعالى ان تفتح ابواب المعارض أكثر ، وندعوا جميع الشباب والفتيات والمثقفين والعلماء ان يبادروا في تقديم مؤلفاتهم الى دور النشر العمانية ، بجميع انواعها ، بحيث تقوم هذه الدور بنشرها وايصالها الى مختلف الدول لأن مشاركتنا في الدول الاخرى بحاجة الى ان نشارك بالكتاب العماني لا ان نشارك بالكتاب المستورد ، وعليه ندعوا الله سبحانه وتعالى ان نكون صادقين مع الله وانفسنا وابناء وطننا ، فالعلم الذي اخذناه من هذه البلاد والفهم الذي فهمناه كان بفضل نتاج اهل عمان .

وقال انهم طبعوا مجموعة من الكتب باللغة الفرنسية والانجليزية وكان لهم الأمل في طباعة كتب باللغة التركية إلا أن كانت هناك المشكلة في التمويل .

وأشار الضامري الى أزمة المعرفة وقال : أتصور ان تخلو المكتبات العمانية من الكتاب العماني وعدم تعويد الطالب على القراءة من الكتاب العماني جعله تسبب في اضمحلال في الثقافة والفكر في معرفة عمان وكنوزها ونحن نستغرب عندما نناقش خارج السلطنة ويتبين لهم ان السلطنة أغنى الدول على الاطلاق من الناحية الفكرية والثقافية والسياسية الشرعية من أي دولة اخرى وان بها الآلاف من المخطوطات حتى الان لم تر النور فمن عليه ان ينفض الغبار عنها ويخرجها للعيان ، أليس العماني ، واين العماني اذا كان متجها اتجاها بعيدا عن الهوية العمانية الذي يمكنه ان يخرجها ويكتب عنها ، يستطيع الان الرجوع اذا أرادوا الرجوع عليهم ان يقوا المكتبات العامة وان تبدأ بالكتب العمانية ، وان تكون المكتبات في وزارة التربية والتعليم من المرحلة الاولى الى ما بعد الاساسي ان تكون المكتبة العمانية شاملة ومتنوعة وواضحة وظاهرة وان تشجع على البحث العلمي والقراءة وعلى ان تجعل هناك مسابقة لافضل ناشر وافضل كاتب ولوخصصت كهذه وتشمل جميع العلوم ، والجائزة مناصفة بين الناشر وصاحب الكتاب في جميع الفنون ، بحيث ان ذلك يساهم في تحفيز وتطوير النشر والتأليف بالسلطنة ، لذلك ندعوا لاقامة مسابقة تختص بالكاتب العماني والناشر العماني والكتاب العماني وبذلك ستظهر الكتب في جميع المجالات وسيقوم الشباب بالاقبال على دور النشر العمانية .

إلى من يهمه الأمر
من جانبه قال عبد الحميد بن يحي بن سفيان الراشدي ممثل مكتبة الاستقامة حقيقة هنالك مشكلات عديدة من اهم هذه المشكلات التي تواجه المكتبات في العشر سنوات المنصرمة تتمثل في واحدة منها وهي قرار وزارة القوى العاملة بخصوص تقليص القوى العاملة الوافدة من المكتبات ، فكما هو معلوم ان تقليص العمالة الوافدة تخدم سياسة التعمين في الدولة ، والجميع يطمح لها وينادي بها ويشجع لها إلا أن هناك مشكلة عانت منها المكتبات ، فاول ما صدر قرار التعمين اغلقت عدة مكتبات ، والاحصائيات تثبت ذلك ، ففي بعض المكتبات كانت لها ما يقارب من 15 فرعا ، وهناك من لها عشرة افرع وبعضها اكثر من ذلك ، ولكن صدور القرار اثر على هذه المكتبات حتى اغلقت ابوابها بسبب عدم توافر عمالة عمانية .

واكد : ونحن بدورنا العمالة العمانية نشجعها ونساعدها الا انها ظروف المكتبات لا يمكن ان توفر لها الامتيازات حسب الشروط والمتطلبات الوظيفية وحسب رغبتهم الا ان هذه هي اول مشكلة والتي نوجه منها رسالتنا الى من يهمه الامر من المسؤولين في الجهات الحكومية اعادة النظر في هذا القرار ومراجعته ، فلو وفر عاملا واحدا او عاملين على اقل تقديرا لكل مكتبة ، فلن تكون هناك مشكلة ولا تمثل ظاهرة مقارنة مع الكم الهائل للعمالة الموجودة بالسلطنة لذلك نرجوا اعادة النظر في هذا الموضوع .

وقال : ايضا من المشكلات الاخرى التي تعاني منها المكتبات دائما وهي تراخيص الكتب فاذا اراد شخص ان يصدر كتابا وطبعا دار النشر تقوم بتخليص الاجراءات من رقم ايداع وترخيص فسوف يجد من العقبات مالا يحصى ولا يعد فقد يأخذ الكتاب شهرين أو ثلاثة أو اربعة أو ستة ، ولكن ما الآلية التي تسير عليها وزارة الاعلام في تخليص هذه الاجراءات فمن العناء الكثير فالذي يعوق الحركة الثقافية في عمان ، وهذا الكلام هو يعكس معاناة اغلب دور النشر ، وقد وجهنا رسائل في عدة مرات وعدة اجتماعات مع عدد من الجهات المعنية للنظر في هذه المعوقات والبحث في آلية معينة .

ويشير إلى اشكالية ضعف الاصدار والانتاج المعرفي وقال : فنحن كمكتبات أصبحنا لفترات طويلة لم نصدر أي اصدارات الا نادرا وبسبب كثرة الاجراءات . وهناك بعض دور النشر توجهت الى خارج السلطنة بحيث انها توصل الكتب عن طريق المطار وفي وقت المعرض واجراءات التسهيل ، لكن في داخل السلطنة نعاني معاناة شديدة .

وقال : كذلك من المشكلات الأخرى التي طالبنا بها اننا كدور نشر عمانية تشارك في المعارض ينبغي أن تراعى ، صحيح ان دور النشر المشاركة لها احترامها وتقديرها ، ولكن بالنسبة لأسعار الاجنحة في بدايتها كان 1085 ريالا عمانيا ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار ، 9 أمتار مربعة ، فالان وفي الفئة الاولى 400 ريال وهذا فرق كبير بالنسبة لنا ، ودور النشر العمانية اذا كانت في الخط الاول او الثاني او الثالث ، فاننا نجدها متبعثرة ، وهذا مؤثر للدور العمانية اثناء مشاركتها بالمعارض وهي ايضا مؤثرة على الزوار عندما يقصدون الدور العمانية ، كانوا يقصدونها في خط معين وهو الخط الأول وهذه شكوى من الزوار ، ومشكلة الخط الاول ان تدفع مبلغ مضاعف او زيادة .

وتساؤلات الزوار وشكواهم تدور حول لماذا لا تكون المكتبات العمانية في الخط الاول او المقدمة ، ونحن نطالب بالدعم الجزئي اذا لم يكن الدعم الكلي .
اما بالنسبة للمشكلة والتي دائما ما نذكرها وهي مشكلة الدعم الحكومي ففي السابق كان الدعم لا يقتصر على المعرض فقط وانما هنالك دعم من خلال شراء الكتب والاصدارات العمانية والتنسيق مع المكتبات بشراء كتب مختلفة العلوم والفنون لدور النشر العمانية ، الا ان هذا الامر حقيقة في الآونة الأخيرة يكاد ينعدم ، وتقلص درجة كبيرة ، فأصبحت دور النشر العمانية تئن حقيقة ، فهي تكاد تكون مغلقة ، حيث لا يتم التواصل معها من قبل الجهات الحكومية ، بل ان الجهات الحكومية اصبحت هي من يتجه لطباعة الكتب وتسند المناقصات ، فلماذا لا يشترى عن طريق المكتبات دعما للثقافة والحركة العلمية في السلطنة .

و يضيف : هذه الملاحظات هي جملة من المشاكل العامة لنا اما على مستوى المعرض فحدث ولا حرج ، فالاقبال الأكثر للدور النشر غير العمانية ، وبأسعار هائلة وكبيرة جدا بخلاف دور النشر العمانية ، وهذه المشكلة تواجهها جميع دور النشر .

دعم حكومي لمؤسسات الثقافة العلمية ، فالحكومة أولى وهي جديرة بأن تدعم المكتبات العمانية أولا ثم المكتبات الأخرى ، فالأقربون اولى بالمعروف ، لذلك نطالب بأن يرى بعين الاعتبار ان المكتبات لها الاولوية ، وألا يتعذروا بان لا يوجد لدينا طباعات حديثة وان طباعاتنا قديمة ، فأغلب المكتبات منها مكتبة الاستقامة تزخر بكتب تاريخية شرعية وأدبية وثقافية لها سوق وقارئ واتجاه ، فهي مازالت قديمة متجددة وتمثل جزءا من التراث الثقافي ومطلوبة .

ويمكن ان تساهم المكتبات العمانية في تزويد المكتبات المدرسية بالكتب والمعارف والجهات الأخرى .
وحول مدى الحاجة لمعارض أخرى محلية وداخلية يقول اذا كنا نعاني من ثقافة ضحلة فهي تعود لمنظومة متكاملة والمعارض تسهم بدور منها والعزوف عن الكتاب والثورة المعرفية أثرت فعلا وللأسف هي أساس الثقافة الضحلة ، والأصل أنها تكون العكس ، ويستفاد منها ومن ثم يكون الكتاب هو الاساس ، اما فيما يتعلق بوجود معارض متعددة بالطبع بلا شك انها تسهم ولكن اذا كانت بدون دعم ، فالمكتبات لا يمكن تنشر اذا أصبحنا من الأساس لا يوجد دعم منظم مستمر ، فالمكتبات كيف لها ان تتواصل في انتاج الاصدارات ، فالمؤلفون يعانون معوقات كثيرة نتيجة المعوقات التي تعاني منها المكتبات وتؤثر في توطيد العلاقة وتجسيرها بين الطرفين وتؤثر على انتاجاتهم ، وهذه خسارة كبيرة لكوادر وطاقات كامنة موجودة عند النخبة من المؤلفين والمفكرين ولا يجد من يخرجها الى الساحة لتبقى أما انتاجاتهم حبيسة الفكر او حبيسة الكتب التي تبقى في الادراج لعدم تبنيها والاهتمام بها .

الاستثمار المعرفي
عبدالله العيسري احد الناشرين والمشاركين بمعرض الكتاب يقول : في رأيي اول مشكلة تواجهها المكتبات العمانية أن الدولة لا يوجد لديها أي مخطط واضح لتحويل هذه المكتبات الى دور نشر قائمة على اساس استثماري وعلى اساس اقتصادي ، مثلها مثل أي نشاط اقتصادي آخر ، حيث ان الدولة بعد رؤية عمان 2020 حددت مجموعة من المجالات او بما يسمى بتنويع مصادر الدخل ، فاصبح هناك توجها مثلا لتحويل السياحة لمصدر دخل ، الان بعض الدول ايقنت ان المعرفة يمكن ان تتحول إلى مصدر دخل تدر مبالغ كثيرة ، فلو ان الدولة كان لها هذا التوجه لعلمت ان المسألة تحتاج الى تسهيل إجراءات وتحتاج لوجود حوافز للاستثمار الاجنبي ولكن الرؤية في هذا الجانب بالنسبة للمؤسسات الرسمية منعدمة تماما ولذلك وانا ازعم انه لا يوجد أي بند مالي واضح لدى أي مؤسسة رسمية في السلطنة مختص بدعم الثقافة العمانية سواء كان للكتاب العماني او سوق النشر بشكل خاص ، فلو وجدت هذه الرؤية ، حيث قابلت مجموعة من المسؤولين وطرحت عليهم هذا السؤال اخبروني ما هو البند الذي يدخل في دعم الثقافة والمعايير التي تريد الحكومة ان تدعم بها الثقافة ، وغياب هذه المعايير جعلنا نبقى على اننا مكتبات ولم نتحول الى دور نشر حتى في الجانب القانوني لا يوجد هذا الدعم .

واذا كانت هذا الاشكاليات موجودة لدى الحكومة فمن باب اولى موجود لدى المستثمرين إن صحت ووجد مستثمرين في قطاع الثقافة .

ويشير العيسري الى الكم الكبير والاقبال على جناحه في المعرض الذي ابتاع منه العديد من النسخ كالطفل والقرآن الذي ابتاع منه اكثر من 900 نسخة بيد ان وزارة التربية والتعليم اكتفت منه بعشرين نسخة .

وقالت وزارة التربية إن شعارها المنتج العماني هو خيارنا الاخير وهذا اذا كان من ضمن خياراتها من الاساس حسب تعبيره وكلامه .

نطمح الى نقاش وحوار
من جانبه ايضا يقول موسى الاغبري من مكتبة الانفال : ان الحكومة لا تسعى لحل مشاكلنا ولا يوجد يوم من الايام أي مؤسسة حكومية كانت لها علاقة بالمكتبات ، دعتنا لاجتماع او نقاش او حوار ، الا مرة واحدة دعتنا غرفة التجارة وقالت لنا نحن لا نتحمل ذلك ولكن سوف نقوم بإبلاغ المسؤولين ، ولم يحدث شيء .

واضاف قائلا : فمشاكلنا مع عدة جهات التربية والتراث والاسكان والتجارة والصناعة والاعلام لا يوجد استثناءات يعاملوننا كالاجانب ، وقد تكون معاملة الاجانب افضل بكثير منا ، وتساءل الاغبري قائلا : لماذا الكثير من الانشطة وزعت لها اراض والمكتبات لم يخصص ويوزع لها أي اراض، وقد طالبنا باراض تجارية ، كذلك نواجه اكبر المشكلات مع قانون القوى العاملة وتعمين عمل المكتبات ، التي أثر على نشاطها وادى الى اغلاقها بل وغيابها ، فلماذا لا يلغى كأنشطة بيع الاسماك وغيرها من الانشطة التي سعت الجهات الحكومية لاعادة النظر فيها بعد تأثر هذه الانشطة بالتعمين .

ومن المشكلات ايضا ان الجهات الحكومية اصبحت تستقل بطباعاتها ، لكن ان اهم هاجس هو تهميشنا وعدم الالتفاف إلينا من خلال التواصل بنا ومعنا من خلال عقد لقاءات او اجتماعات لتباحث مشاكلنا والاستماع لنا ، وطرح الحلول التي يمكن لها ان تساهم في تطويرنا .
وقال نحن في مهنة جدا حساسة ، حيث اننا ننشر العلم والمعرفة والثقافة والدين ، وهذه رسالة جدا مهمة وخطيرة ومن الاولى الاهتمام بنا .

تعزيز ثقافة الكتاب
من جانب آخر يلخص ايضا سعيد المعمري احد الناشرين المشكلات في عدم دعم الكتاب العماني ومصاريف المكتبات العمانية والتي لا تحصل لا على دعم مادي ولا اتاحة المجال للمكتبات لتأخذ مجراها في ممارسة نشاطها .

وهناك 22 فرعا من روافد المعرفة اغلقت بسبب سحب العمالة الوافدة وتعمين المهنة ، واصبح هناك شح في التوظيف بعد القرارات الجديدة ، حيث اننا نطالب الجهات المعنية بعمل دورات لتوظيف العاملين بهذه المكتبات نتيجة سحب العمالة الوافدة .

واكد ان معرضا سنويا لا يكفي ، وان الأمل في فرصة لاقامة معارض محلية داخلية بين الحين والاخر لتعزيز ثقافة الكتاب ودعم النشر .

الخلاصة ...
يأمل اصحاب المكتبات ودور النشر في الاهتمام بهم وبعدم تهميشهم كمؤسسات معرفية ثقافية لها دورها في نشر العلم ، ويطمح هؤلاء الى دعمهم على مستويات عديدة حالهم كحال أي نشاط ثقافي ، كما يطمحون الى الاستماع لهم وعدم تنقلهم بين مكاتب المنسقين والدوائر في المؤسسات الحكومية .

ويرى هؤلاء ان المنتج العماني للاصدار العماني لا بد ان يحظى بالاهتمام ، وان يعاد النظر في تنشيط الحركة الثقافية في المدارس وفتح المجال لاقامة المعارض في المدارس والمؤسسات الاكاديمية .

كما لهم الاحقيقة في الحصول على امتيازات عند اقامة المعارض الدولية المحلية واقامة الفعاليات الثقافية ، ولهم حقوق اخرى يتطلعون لها كامتيازات إضافية وأن يرتقي هذا النشاط إلى نشاطات اوسع بحيث ان تستثمر المعرفة كمورد ثقافي واقتصادي ، وأن تجد الثقافة العمانية أهمية تنافسية للارتقاء بالمؤلف العماني والاصدار العماني ودور النشر العمانية .
أضف إلى ذلك إعادة النظر في موضوع تعمين المكتبات للآثار السلبية التي عادت على بعض المكتبات وإغلاقها .


لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.