06 مايو 2012

ساجد العبدلي يصدر الكتاب الصوتي "كيف تصبح قارئا ذكيا"




(جريدة الأنباء الكويتية، 5 مايو 2012)

طلق أول إصدار من نوعه في الوطن العربي خلال مؤتمر صحافي
د.العبدلي يلاحق الهاربين من القراءة في كتابه الصوتي «كيف تصبح قارئاً ذكياً؟»

-أسلوب الكتاب الصوتي أصبح أساسياً لدى الغرب ولا يصدر هناك كتاب مطبوع إلا وبجانبه نسخة صوتية رديفة
-الرفاعي: مجال الكتاب الصوتي يفتح آفاقاً جديدة للكاتب ودار النشر
-العالم العربي يفتقر للقراءة بشكل عام ومن الصعب فعلاً إقناع الناس بفكرة الكتاب الصوتي ومميزاتها
-الشيحي: دار الكتاب ستنشئ مكتبة في «الأبل ستور» تقوم بتوفير الكتاب بطريقة مختلفة

عادل الشنان
د.ساجد العبدلي الكاتب المعروف بكتاباته الراقية وطرحه المستنير، والمغرد الناشط الذي يستحق لقب «الداعية التكنولوجي» نظرا لاهتمامه الكبير بالتكنولوجيا ودعواته المستمرة لمجاراتها والاستفادة منها، لم يقصر نشاطه على الدعوة النظرية بل أقرنها امس الأول بتوقيع «كتابه الصوتي» بعنوان «كيف تصبح قارئا ذكيا؟» خلال مؤتمر صحافي بمكتبة آفاق.

العمل يعتبر أول إصدار من نوعه في الكويت ومن التجارب القليلة جدا على مستوى الوطن العربي لأنه كتاب «مسموع» وليس مقروءا هدفه الى جانب جعل القراءة جزءا من حياة الإنسان، تدريب الأفراد على أسلوب القراءة الذكية وانتقاء الكتب والاستفادة منها لبناء حصيلة معرفية وثقافية وأيضا يهدف أسلوب الكتاب الصوتي إلى تناول الوسائل المؤدية إلى تحفيز النفس للإقبال على القراءة والأدوات والأساليب المتاحة في هذا المجال لجعلها أساسا من أساسيات سلوكيات الفرد وممارساته الحياتية.

وفي هذا السياق، قال د.ساجد العبدلي إن الكتاب الصوتي يعتبر منتجا ذا طبيعة جديدة على عالم الكتاب العربي والتجارب في هذا النطاق محدودة نوعا ما وأبرزها كانت تجربة دار المدارك للنشر في أبوظبي إلا أنها توقفت عند حد معين لأسباب غير معلومة إذا كانت تقنية او بسبب عدم إقبال القراء على الفكرة وقد بدأت في إصدار «نحن جوقة العميان» وكان موجها إلى شريحة المكفوفين، مبينا أن أسلوب الكتاب الصوتي أصبح أساسيا لدى الغرب ولا يصدر هناك كتاب مطبوع إلا وبجانبه نسخة صوتية رديفة وهي تجربة ناجحة في أوروبا بشكل ممتاز والدليل على ذلك اعتماد هذا الأسلوب في دور النشر الأوروبية وهي بطبيعة الحال مؤسسات ربحية.

وتابع د.العبدلي أن العالم العربي يفتقد إلى القراءة بشكل عام لذلك من الصعب إقناع الناس بفكرة الكتاب الصوتي ومميزاتها لأنهم من الأساس لا يهتمون بالقراءة، مضيفا أن فكرة «الكتاب الجيد يفرض نفسه» غير موجودة في واقعنا الحالي وإنما الدعاية والتسويق هي التي تفرض نوع الكتاب على الناس ولو تذكرنا عندما طرحت فكرة «الاي بود» حكم عليها بالفشل من الغالبية حتى ان البعض أطلقوا عليه مسمى الجهاز الهجين ولكن بتسويق الشركة المصدرة للمنتج وإيضاح الفكرة وإقناع المستهلك بها أصبح ذلك الجهاز لدى الغالبية لا يمكن العيش بدونه ولا تكون متكاملا من غيره.

تعاون مع دار الكتاب في الإمارات

وبين د.العبدلي أن فكرة إصدار وإنتاج هذا النوع من الكتب جاءت بالتعاون مع دار الكتاب في دولة الإمارات العربية المتحدة وبقبول مديرها جمال الشيحي للفكرة ونشرها وتم البدء بأول عمل وهو كتاب «كيف تصبح قارئا ذكيا؟» الذي يحوي خمسة أبواب بالإضافة إلى المقدمات والفهارس والمقولات، ويتناول الباب الأول أهمية القراءة وعلاقة حياة الإنسان المسلم بها بالإضافة الى دلائل الكرم الإلهي للأمم القارئة وكيف يتم تكوين ملكة القراءة، أما الباب الثاني فيطرح خماسية القراءة والرقابة على الكتاب والأهداف الرئيسية للقراءة ومواصفات الجلسة السليمة لها، في حين ان الباب الثالث يحصر أساليب وتساؤلات القراءة وأسباب احتياجنا لها بالإضافة الى تطوير سرعة القراءة بشكل عام، ونجد في الباب الرابع فضل القراءة الذكية من خلال عرض الارشادات والأساليب الخاصة بها ودراسة الكتب الكبيرة (المراجع) بالإضافة الى القراءة الجادة والقارئ المفكر والقراءة التفاعلية وصفاة القارئ الجيد، والباب الخامس والأخير يعرض انواع واصناف القراءة بالإضافة الى مجموعات القراءة وكيفية انتقاد الكتاب.

وأشار د.العبدلي الى ان الكتاب الصوتي يهدف لجذب الأفراد الذين لا يحبذون القراءة التقليدية وهم الشريحة الأكثر استهدافا مع عرض المضمون من خلال الصوت بأسلوب تمثيلي لروح الكتاب ومحتواه، مستذكرا كتاب «مذكرات الولد الشقي» الذي أنتج بصوت الفنان عبدالرحمن أبوزهرة وكانت من اجمل الكتب الصوتية من خلال الاداء المختلف الذي قدمه الفنان بصوته، مضيفا: هنا نجد اهمية ان يكون الكتاب الصوتي منتجا بصوت قارئ قادر على القراءة الصحيحة ومتمكن من مخارج الحروف.

وأشار إلى أن المكتبة العربية بشكل عام بحاجة لمن يشجع على مجال الكتاب الصوتي والى انه يحرص من خلال جميع مؤلفاته المقبلة على ان تحوي نسخة رديفة صوتية، مضيفا ان كتاب اقرأ وكتاب القراءة الذكية نزل في معرض الكويت الدولي للكتاب وبعد الافتتاح بيوم واحد كان قد انتشر على شبكة الانترنت ورغم «قرصنة» الكتاب الا ان هذا الأسلوب حقق اثرا كبيرا في نشر الدعاية الخاصة بالكتاب وكان له اثر كبير في بيع النسخة المطبوعة.

تنفيذ الفكرة

واضاف العبدلي ان فكرة الكتاب الصوتي جاءت بعد طلب عدد كبير من الافراد لإقناعهم بالقراءة والجلوس امام الكتاب بهدف تحفيزهم من خلال نسخة للكتاب متوافرة في أي وقت حتى اثناء قيادة السيارة ونحن نعلم اننا سنواجه مشاكل في دخول مثل هذه الفكرة لعالم القراءة العربي الا اننا عكفنا على انتاجها واتخاذ خطوة جريئة بهذا المجال بالتعاون مع دار الكتاب الاماراتية لأن العالم اجمع فيه العديد من المتغيرات والمستجدات لابد من مواكبتها ولن تكتشفها الا بخوض غمار التجربة لذلك تم التعاون مع م.احمد اسماعيل من «غزة» وهو مهندس صوتيات قام بتحويل الكتاب صوتيا وقد تم التعرف عليه من خلال الانترنت والاتفاق معه على العمل رغم اننا لم نلتق به شخصيا بعد، مبينا ان تسارع الانترنت وسرعات التحميل أعطى فرصة من لديه ملكة الكتابة او الحديث للبروز وخوض غمار التجربة دون تكاليف او الحاجة لزاوية في احدى الصحف بفضل التكنولوجيا الحديثة والتقنيات والهواتف الذكية التي تعتبر كمبيوترات مصغرة وقد اكتشفنا من خلالها وجود افراد تفوقوا بمراحل كبيرة على الأسماء المشهورة والمعروفة وايضا تسبب في إحراج الكبار الذين ليست لديهم القدرة على التعامل مع الحداثة في هذا المجال.

واختتم العبدلي حديثه بذكر التجربة الدينية الصوتية للوعاظ واساتذة الشريعة والفقه التي لو احتسبت ضمن عالم الكتب الصوتية لأصبح لدينا رصيد كبير في هذا المجال منذ القدم وتوجه بالشكر الى كل من حضر حفل افتتاح كتابه الصوتي الأول قائلا: «اشكر حضوركم واهتمامكم الذي افتخر به واعتبره وسام شرف على صدري رغم انني اعلم ان مساء يوم الخميس يعتبر بدء الإجازة والكل يحرص عليها ليرتاح من عناء اسبوع عمل».

خطوة جريئة

من جهته أشاد الأديب طالب الرفاعي بهذه الخطوة الجريئة في مجال الكتاب الصوتي التي ستفتح آفاقا جديدة للكاتب ودار النشر وهي تجربة معاصرة مستشهدا بعدة نجاحات عبر التاريخ من خلال التجارب الصوتية كما حدث إبان الثورة الايرانية عندما اعتمد الخميني على تسجيل صوته على شرائط كاسيت ونشرها للشعب الايراني وايضا في السابق كان المغتربون يحرصون على تسجيل اصواتهم على شرائط الكاسيت وارسالها لذويهم كنوع من انواع الاطمئنان أي لان التجربة الصوتية قادرة على الوصول للأهداف المرجوة منها وفي العصر الحديث نجد الناشر الغربي حريص كل الحرص على ارفاق نسخة صوتية لما يقوم بنشره، فالمستقبل لهذه التقنية شئنا ام أبينا لذلك يجب علينا ان نخوض غمارها لنكتشفها ونتقنها.

تجربة أولى

بدوره أكد مدير عام دار الكتاب الاماراتية جمال الشيحي ان هذه التجربة تعتبر الأولى من نوعها لدار الكتاب وتمت الموافقة عليها بعد تقدم الكتاب بهذه الفكرة غير الموجودة تقريبا في الوطن العربي الا في نطاق محدود جدا بهدف مواكبة التقدم ولطغيان النشر الالكتروني رغم اننا على يقين بأن العالم العربي بطيء بطبيعة حاله كاشفا عن قيام دار الكتاب خلال الاسبوع المقبل بإنشاء مكتبة في «الأبل ستور» تقوم بتوفير الكتاب بطريقة مختلفة للجميع لنشر الفائدة وتعميمها.

خمسة أبواب و مقدمات وفهارس ومقولات

يحتوي الكتاب الصوتي «كيف تصبح قارئاً ذكياً» بالإضافة إلى المقدمات والفهارس والمقولات على خمسة أبواب هي : الأول عن أهمية القراءة وعلاقة حياة الإنسان المسلم بها، والثاني يطرح خماسية القراءة والرقابة على الكتاب، أما الثالث فيحصر أساليب وتساؤلات القراءة، فيما يتحدث الباب الرابع عن فضل القراءة الذكية، والخامس والأخير يعرض انواع واصناف القراءة بالإضافة الى مجموعات القراءة وكيفية انتقاد الكتاب.

لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

2 comments:

Unknown يقول...

رائع جداً
:)
لقد استمتعدت بقراءة هذه المقدمة

أماندا يقول...

من الرائع جداً دعم الكتاب الصوتي اللعربي ويسعدني جداً وجود توجه ونشر صوتي للكتب العربية والتي كنا نتمنى انتشارها في الدول العربية وإنني كعربية أفتخر بإنجازات العرب ومبادراتها وأثمن جهودكم والجدير بالذكر وجود شركة عربية متخصصة بإنتاج ونشر الكتب العربية صوتياً بجودة عالية وأسلوب ممتع هي شركة "مسموع" www.masmoo3.com وقد قدمت للغة العربية خدمة بإدخال الكتب العربية ولأول مرة على إحدى أكبر المواقع العالمية للكتب الصوتية التابع لأمازون وهذا انجاز تحمد عليه ومن الرائع حقاً مواصلة العمل في انتاج ونشر الكتب صوتياً ونشر الوعي وثقافة الكتاب المسموع عند العرب جزاكم الله خيراً على ماتقدموه.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.