كتاب أطفال على قائمة أكثر الكتب المعترض عليها في أمريكا
عندما نتحدث عن الكتب الممنوعة (banned) المُعترض عليها (challenged)، فربما أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ العربي رواية "أولاد حارتنا" أو "وليمة لأعشاب البحر"، أو كتب نصر حامد أبو زيد، أو غيرها من الكتب التي تتناول الدين والسياسة والجنس بما لا يقبله الرقيب. ولكن غالبًا لا نتخيل أن يكون من ضمنها كتاب أطفال.
هذا ما حدث مع قصة الأطفال "And Tango Makes Three" وهو كتاب صدر عام 2005 في أمريكا من تأليف بيتر بارنل وجستن ريتشاردسن. المثير هو أن هذا الكتاب أثار حفيظة الكثير جدًا في أمريكا ودفع بأولياء الأمور إلى الطلب من مدارس أطفالهم أن يمنعوا استعارة هذه الكتاب في مكتبة المدرسة. ولكثرة الشكاوى والاعتراضات (الخطية) التي جاءت على هذا الكتاب، فقد ظلّ الكتاب على قائمة أكثر الكتب المعترض عليها والممنوعة منذ 2006، وهي قائمة يصدرها الاتحاد الأمريكي للمكتبات.
ما قصة هذا الكتاب؟
الكتاب يحكي قصة بطريقين وتعاونهما على تربية فرخ بطريق يتبنانه، وفي ذلك بطبيعة الحال قيمة تربوية للأطفال حول أهمية التبني وكفالة الأطفال في المجتمع. إذن أين المشكلة؟
المشكلة هي أن البطريقين ذَكَران! نعم، فهما يربيان فرخًا ليس لهما لأنهما ليسا ذكرًا وأنثى بحيث تكون لهما فروخهما. إذن فالقيمة التي يستخلصها الطفل من قراءة هذا الكتاب هو إمكانية وجود عائلةٍ من أبوين من جنسٍ واحد (ذكرين أو أنثيين). يقول مؤلفا الكتاب: "لقد كتبنا هذا الكتاب لمساعدة الآباء والأمهات على تعليم أطفالهم عن العائلات ذات الأبوين من الجنس نفسه. والكتاب ليس عبارة عن حجةٍ لصالح العلاقات البشرية الشاذة جنسيا مثلما هو ليس دعوة للأطفال كي يبتلعوا السمك كاملا أو يناموا على الصخر".
وللعلم فإن هذا الكتاب مبني على قصة "حقيقية"، للبطريقين روي و سيلو في حديقة حيوان سنترال بارك في نيويورك. شكّل هذان البطريقان ثنائيًا متلازمًا، ولقد لاحظ المسؤولون في الحديقة أن البطريقين كانوا يحاولان تفقيس صخرةٍ تشبه بيضة البطريق، ولأنهما ذكران فقد أُعطيا بيضة ليفقساها ويربياها. وبالفعل حدث ذلك وفُقست البيضة وخرجت منها البطريق "تانغو".
شيء ناقص
تقول المحللة التربوية كاندي كوشمان أن القصة التي في الكتاب ليست مبنية على القصة الحقيقية تمامًا، فلقد تجاهل المؤلفان أن البطريق بطل القصة الذي يزعمان أنه شاذ جنسيا قد تزاوج مع أنثى بطريق لاحقًا. كما قال المسؤولون في الحديقة أنهم لم يروا البطريقين في حالة التقاء جنسي أبدًا.
يا تُرى ما الذي أراده المؤلفان من هذا الكتاب؟ هل هو شكل من أشكال "تطبيع" العلاقات المثلية في المجتمع الأمريكي لدى الجيل الجديد منذ صغره؟ هل أولياء الأمور محقون في معارضتهم لهذا الكتاب أم أن الأمر مبالغ فيه؟
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر
عندما نتحدث عن الكتب الممنوعة (banned) المُعترض عليها (challenged)، فربما أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ العربي رواية "أولاد حارتنا" أو "وليمة لأعشاب البحر"، أو كتب نصر حامد أبو زيد، أو غيرها من الكتب التي تتناول الدين والسياسة والجنس بما لا يقبله الرقيب. ولكن غالبًا لا نتخيل أن يكون من ضمنها كتاب أطفال.
هذا ما حدث مع قصة الأطفال "And Tango Makes Three" وهو كتاب صدر عام 2005 في أمريكا من تأليف بيتر بارنل وجستن ريتشاردسن. المثير هو أن هذا الكتاب أثار حفيظة الكثير جدًا في أمريكا ودفع بأولياء الأمور إلى الطلب من مدارس أطفالهم أن يمنعوا استعارة هذه الكتاب في مكتبة المدرسة. ولكثرة الشكاوى والاعتراضات (الخطية) التي جاءت على هذا الكتاب، فقد ظلّ الكتاب على قائمة أكثر الكتب المعترض عليها والممنوعة منذ 2006، وهي قائمة يصدرها الاتحاد الأمريكي للمكتبات.
ما قصة هذا الكتاب؟
الكتاب يحكي قصة بطريقين وتعاونهما على تربية فرخ بطريق يتبنانه، وفي ذلك بطبيعة الحال قيمة تربوية للأطفال حول أهمية التبني وكفالة الأطفال في المجتمع. إذن أين المشكلة؟
المشكلة هي أن البطريقين ذَكَران! نعم، فهما يربيان فرخًا ليس لهما لأنهما ليسا ذكرًا وأنثى بحيث تكون لهما فروخهما. إذن فالقيمة التي يستخلصها الطفل من قراءة هذا الكتاب هو إمكانية وجود عائلةٍ من أبوين من جنسٍ واحد (ذكرين أو أنثيين). يقول مؤلفا الكتاب: "لقد كتبنا هذا الكتاب لمساعدة الآباء والأمهات على تعليم أطفالهم عن العائلات ذات الأبوين من الجنس نفسه. والكتاب ليس عبارة عن حجةٍ لصالح العلاقات البشرية الشاذة جنسيا مثلما هو ليس دعوة للأطفال كي يبتلعوا السمك كاملا أو يناموا على الصخر".
وللعلم فإن هذا الكتاب مبني على قصة "حقيقية"، للبطريقين روي و سيلو في حديقة حيوان سنترال بارك في نيويورك. شكّل هذان البطريقان ثنائيًا متلازمًا، ولقد لاحظ المسؤولون في الحديقة أن البطريقين كانوا يحاولان تفقيس صخرةٍ تشبه بيضة البطريق، ولأنهما ذكران فقد أُعطيا بيضة ليفقساها ويربياها. وبالفعل حدث ذلك وفُقست البيضة وخرجت منها البطريق "تانغو".
شيء ناقص
تقول المحللة التربوية كاندي كوشمان أن القصة التي في الكتاب ليست مبنية على القصة الحقيقية تمامًا، فلقد تجاهل المؤلفان أن البطريق بطل القصة الذي يزعمان أنه شاذ جنسيا قد تزاوج مع أنثى بطريق لاحقًا. كما قال المسؤولون في الحديقة أنهم لم يروا البطريقين في حالة التقاء جنسي أبدًا.
يا تُرى ما الذي أراده المؤلفان من هذا الكتاب؟ هل هو شكل من أشكال "تطبيع" العلاقات المثلية في المجتمع الأمريكي لدى الجيل الجديد منذ صغره؟ هل أولياء الأمور محقون في معارضتهم لهذا الكتاب أم أن الأمر مبالغ فيه؟
2 comments:
لفت انتباهي أن للقصة مؤلفان، ويبدو لي أنهما (ميل)!
الغريب هذ الدعم المجنون لحركات المثليين ..
المنطقي أن حركات المثليين لن تتوارث ..
من الصعب أن يتوقع المرء أن المثلية متوارثة ..
كس بيتهم على كس بيت اللي جابهم ..
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.