12 يناير 2011

إصدارات: كتاب "لا أحد يخاف إسرائيل" لفريدة النقاش


(المصدر: جريدة اليوم السابع، 9 يناير 2011)

النقاش ترصد فى كتابها الجديد فوبيا الخوف من إسرائيل

كتب وجدى الكومى

"لا أحد يخاف إسرائيل" عنوان الكتاب الأحدث للكاتبة الصحفية الكبيرة فريدة النقاش الصادر حديثا عن دار العين للنشر، والذى ترصد فيه النقاش فوبيا الخوف من إسرائيل، مؤكدة عبر استعراضها أهم القضايا الفلسطينية ومواقف العرب منها، أن المثقفون لا يخافون من إسرائيل بل نجحوا فى عزلها ومحاصرتها إعلاميا وثقافيا، حتى شكا السفراء الإسرائيليون المتعاقبون من الشعور بالوحدة والانقطاع عن المجتمع الدبلوماسى والثقافى المصرى.

وتناقش النقاش بعض القضايا العربية فى الكتاب بعد الانتصار فى حرب 1973، وهو الانتصار الذى تصفه النقاش بالانتصار المحدود، مشيرة إلى أن اتفاقيات كامبد ديفيد والصلح مع مصر، واتفاقية وادى عربة مع الأردن وأوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، أدت إلى ترسيخ منهج الحلول المنفردة للصراع واستبعاد كل من الحرب وسلاح المقاطعة الرسمية العربية التى كلفت إسرائيل المليارات عبر تاريخها.

وتبدأ النقاش كتابها بالإشارة إلى أن تجربة مقاومة التطبيع فى مصر والوطن العربى، بعد توقيع اتفاقيات السلام، كان فى جانب منها رسالة اعتذار وجهتها القوى السياسية والمجتمع المدنى فى الوطن العربى لفلسطينيى 1948، الذين نبذهم العرب بعد النكبة، وتعاملوا معهم بحذر، ولم يبذلوا جهدا للتعرف على أوضاعهم الصعبة، أو التواصل معهم.

وتؤكد النقاش فى الكتاب على أن سلاح المقاطعة ومقاومة التطبيع، كان أبرز الأسلحة فى أيدى هذه القوى، بعد أن كان العرب قد استخدموا سلاح النفط بكفاءة فى حرب 1973، وعجزوا بعدها عن استخدام كل أوراق القوة التى يملكونها ومنها النفط نفسه، وتشير النقاش إلى أن العرب ازدادوا ضعفا، بعد فقدهم حليفهم العالمى الاتحاد السوفيتى الذى أدى انهياره إلى انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالساحة العالمية، وحرصت فى علاقتها مع إسرائيل أن تمنحها تفوقا استراتيجيا على كل جيرانها مجتمعين.
الكتاب عبارة عن سبع فصول يتكون من المقالات التى كتبتها النقاش بين عامى 1997، و2003، على صفحات جريدة "العرب"، وتناولت فى أولى هذه الفصول الذى يحمل عنوان الكتاب، خوف المثقفين المصريين والعرب من التطبيع الثقافى مع إسرائيل، مشيرة إلى الوثيقة التى أصدرها التحالف الدولى من أجل السلام فى كوبنهاجن، التى دعت المثقفين العرب لتبنيها، والتى أثارت ضجة كبرى فى الأوساط السياسية والثقافية العربية، لا تزال أصداؤها تتردد حتى الآن.

وتؤكد النقاش أن المثقفين والنشطاء لم تراودهم أى أوهام حول نوع السلام الذى قام بين مصر وإسرائيل، بل رأوه تسوية سياسية تنتقص من سيادة البلاد، وهو ما جعل المثقفين المصريين فى غالبيتهم رافضون لإقامة أى نوع من العلاقات مع إسرائيل، ورفضوا مبادرة كوبنهاجن وبيانها، الذى اعتبروه محاولة لاختراق جبهة المثقفين العرب الصلبة ضد التطبيع.

وأشارت النقاش إلى استياء الشاعر الفلسطينى سميح القاسم من موقف المثقفين العرب من التطبيع عامة، مشيرة إلى أنه يرى الموقف من موقع آخر تماما غير موقع المثقفين والسياسيين المصريين والعرب الذين يمسكون بسلاح المقاطعة، ويدافعون عن السلام الحقيقى فى آن واحد.

لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.