(المصدر: جريدة اليوم السابع، 14 أغسطس 2011)
"صورة العرب والإسلام فى مرايا الاستشراق" كتاب جديد لحميش
كتب وجدى الكومى
صدر حديثا عن دار الشروق كتاب جديد للروائى المغربى بن سالم حميش وزير الثقافة المغربى بعنوان "العرب والإسلام فى مرايا الاستشراق".
يتناول حميش فى الكتاب صورة العرب والإسلام فى مرايا الاستشراق لافتا فى مدخل الكتاب إلى قلة المراجعات النقدية الجادة للتراث الاستشراقى فى أوساط المستشرقين، مشيرا إلى خلو الموسوعات المتخصصة من مادة استشراق مثل الموسوعة البريطانية وموسوعة الإسلام.
ويعرف حميش الاستشراق بأنه واقع معرفى مارسته أوروبا على الشرق طوال القرون الوسطى، ويشير حميش لأول تعريف ظهر للمستشرق بأنه العالم المتخصص فى معرفة الشرق ولغاته وآدابه.
ويلفت حميش إلى أن الاستشراق هو المعرفة التى تراكمت وترسخت فى تقليد، وانتظمت فى نسق له مقدمات ونتائج .
ويحوى الكتاب خمسة فصول يتناول المؤلف فى أولها المحطات المختلفة للاستشراق التى تناولت العرب والإسلام، ويبدأها المؤلف بالإشارة إلى أن المسلمين عند أقطاب الكنيسة والطبقة المثقفة وإن ظلوا أعداء دينيين فهم نافعون علميا وفلسفيا لأن بواسطتهم وفضلهم يتسنى لأوروبا الاطلاع على تراث العهد القديم وخاصة علوم اليونان وفلسفتهم.
ويلفت حميش إلى أن فشل الحروب الصليبية المتوج بإسترجاع المسلمين لعكا لم يعوض عنه نجاح حرب الاسترداد بالأندلس الذى ترجمه هزيمة المغاربة فى معركة طريقة بمضيق جبل طارق عام 1291، وهو ما أدى لبروز الدعوة إلى استبدال نهج الحرب على الإسلام بالجهد التبشيرى وتهوين الخوف من انتقال عدوى المحمدية بالإقدام على تعلم العربية.
ويشير حميش فى ثالث فصول الكتاب " فى مرآة الاستشراق التقليدى" إلى أن الإسلاميات احتلت مركز الصدارة فى الاستشراق التقليدى مؤكدا على أن ذلك ما جعل المستشرقين يسعون لمحاورة الإسلام من موقع المحورية المسيحية بقصد ترويضه واحتوائه أى رده فى آخر التحليل إلى دين المسيح، ومعاداة الإسلام على اعتبار أنه دين تلفيقى قام وانتشر بالغزو وحد السيف، وتميز أكثر من سواه من الأديان بالروح الرجعية المتحجرة ويشير حميش إلى أن الاستشراق الإسلامياتى رغم اختلاف أصنافه من حيث البواعث والمقاصد، يلتقى كله عند استعمال مناهد متقاربة تهدف إلى تثبيت موضوعها ضمن طبائع ووظائف قارة منمطة.
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.