16 أغسطس 2011

إصدارات: كتاب "نظرية العلم عند أبي نصر الفارابي"


(المصدر: بوابة الأهرام، 15 أغسطس 2011)

كتاب: اهتمام الفلاسفة المسلمين بالمنطق سبب تخلف العلوم التجريبية في العالم العربي

محمد سعد

يعرض كتاب صدر حديثا رؤية مختلفة، بأن اهتمام الفلاسفة المسلمين بالمنطق والمعرفة اليقينية أحد أسباب تخلف المعرفة بالعلوم الطبيعية لدي العرب حتي الآن.

وبحسب كتاب "نظرية العلم عند الفارابي" فإن هذه المعرفة منعت العرب من تقدير المعرفة العلمية التجريبية التي تهتم بالوقائع التجريبية وهي المعرفة التي قادت الثورة العلمية في الغرب، بينما كان هذا النقص عاملاً من عوامل ضعف المعرفة والفكر الإسلامي وهو أمر زاد وتمكن من الفكر العربي في عصر النهضة الغربية بعد أن اكتفي المسلمون بالقياس المنطقي الذي لا ينتج معرفة جديدة.

وصدر الكتاب عن دار رؤية بالقاهرة وهو من تأليف حمو النقاري، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة فاس بالمغرب.

ويبحث الكتاب في نظريات العلم لدي أبي نصر محمد الفارابي وهو أحد أهم الفلاسفة المسلمين، ولد عام 260 هجرية بمدينة فاراب بتركمانستان وتوفي في دمشق عن عمر يناهز 80 عاماً ولقب ب"المعلم الثاني"، لما كان له من إسهامات في شرح منطق أرسطو "المعلم الأول" لدي الفلاسفة المسلمين.

فالفارابي ليس مجرد حلقة من حلقات الفلسفة الإسلامية ولكن حلقة استأنفت تعاليم أرسطو وشرحتها وجددتها وتميزت فيها عن أرسطو نفسه بمعرفة جديدة في مجال المنطق ومن أهم كتبه "آراء أهل المدينة الفاضلة" و"كتاب الموسيقي الكبير" وكتاب "البرهان" وتنوعت أفكاره بين فلسفة السياسة والمنطق والطبيعيات والإلهيات.

ويوضح النقاري أن نظريةالفارابي في العلم، ليست ترجمة لنظرية أرسطو، بل لها ما يميزها من عناصر تجديدية لم يأت بها أرسطو، كما أن نظريته لا تستمد عناصرها من الفلسفة اليونانية فقط وإنما تعود أصولها إلي التراث الإسلامي العربي أيضاً.

ويكشف النقاري عن نقطة هامة لدي الفارابي وهي إيمانه بأن مهمة الفيلسوف أو صاحب الفكر النظري لا تنحصر في مناقشة أفكاره النظرية مع غيره من المفكرين ولكن مد جسور التواصل مع الجمهور ومشاركتهم أفكاره وتبسيطها وإقامة علاقات معهم تعود بالنفع علي الجانبين، إذ يؤكد الفارابي علي أنه ليس صحيحاً أن العلم ينبغي أن يبقي مضنونا به علي غير أهله ولكن الصحيح من وجهة نظره هو الإجتهاد لترويج العلم داخل المجتمع وبين العامة من الجمهور.

كما يلح الفارابي علي مسئولية العلماء داخل مجتمعهم والتي تقتضي ألا يكونوا معزولين عنه ومسئوليتهم في أن يكشفوا له عن الصواب والخطأ في أفكارهم.
الكتاب صدر في نحو 200 صفحة من القطع المتوسط.


لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.