17 أغسطس 2011

قراءات: كتاب "الوزير المرافق" للقصيبي


فرغتُ قبل قليل من قراءة كتاب "الوزير المرافق" للكاتب غازي عبدالرحمن القصيبي يرحمه الله، والذي كان يوم أمس الأول 15 أغسطس الذكرى الأولى لرحيله. هو كتاب لطيف ظريف، يقع في 209 صفحات من القطع المتوسط، صادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2010، وهو الإصدار قبل الأخير للقصيبي.

الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات دوّن فيها القصيبي ملاحظات حول لقاءاته ببعض زعماء العالم بصفته الوزير المرافق لذلك الزعيم، أو الوزير المرافق للملك السعودي أو وليّ عهده. ويتنوّع الزعماء الذين يتحدث عنهم القصيبي ما بين شرقيّ وغربيّ، فهناك الرئيسان الأمريكيان نيكسون وكارتر، وملكة بريطانيا ورؤساء وزرائها، ومستشار ألمانيا، وأنديرا غاندي، وميتران، والعقيد القذافي، والحبيب بورقيبة، وعيدي أمين، والملك الحسن ملك المغرب.

في كلّ مقال تجد القصيبي يحاول كشف بعض الجوانب في الشخصية التي يقابلها، وقد تكون جوانب غير معروفة (كدور زوجة الإبن لدى أنديرا غاندي، أو سعة الاطلاع الأدبي لدى الملكة إليزابيث)، أو معروفة (كجنون العقيد القذافي ونظرياته الغريبة، وغرابة تصرفات عيدي أمين). وبين هذه الملاحظات الشخصية نجد ايضًا حديثا في السياسة وتطور العلاقات الدبلوماسية أو تدهورها بين السعودية والدول الأخرى، إلى جانب تقييم شخصي من القصيبي لذكاء تلك الشخصية وتمرّسها السياسي وتصرفاتها.

استمتعتُ كثيرًا بقراءة ما كتبه القصيبي عن الحبيب بورقيبة، وعن الحكايات المجنونة التي حدثت مع العقيد القذافي ونظرياته وكتابه الأخضر. والقصيبي لا يفوته أن يذكر الكثير من المواقف المضحكة، كزيارة عيدي أمين للسعودية وهو يرتدي زيا غريبًا يظنّ أنه زي سعودي، ولغة الرئيس الجيبوتي العربية المكسّرة التي دعت الملك فهد إلى أن يشرح له أمرًا ما بالإنجليزية، فقال الأول في احتجاج غاضب: "إنت كلّم انجليزي ليه؟ أنا أربي زيّك! أنا أحكي أربي!".

هو كتاب لطيف وممتع كما قلت، ولكنني مؤمن جدًا أن القصيبي لم يقدّم فيه نصف ما يستطيع فعلا أن يقدّمه، ولا أظنه أضاف الكثير لما دوّنه بعفوية في أوقات تلك اللقاءات، ومردّ هذا النقص قد يكون تدهور صحة القصيبي في السنين الأخيرة. يبقى أن الكتاب يسجّل بعض الشهادات التي قد تكون مثيرة للاهتمام، وقد لا تكون، فعلم ذلك عند المؤرخين والمختصين.



لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

1 comments:

غير معرف يقول...

جميل جدّاً ، أحب قراءة هذا النوع من الكتب !
لم أقرأ للقصيبي سوى رواية واحدة .. أتمنى القراءة له عموماً ،


هآلة

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.