11 ديسمبر 2011

إصدارات: "ألبير كامي" عن المركز القومي للترجمة




(المصدر: جريدة الشروق، 9 ديسمبر 2011)

ألبير كامي .. فيلسوف العبث هاجم الوجودية

القاهرة - أ ش أ
صدرت مؤخرا عن المركز القومي للترجمة بالتعاون مع دار آفاق للنشروالتوزيع ، الطبعة العربية من كتاب " ألبير كامي " وهو من تأليف " ديفيد شيرمان" وترجمة " عزة مازن" ، وذلك في إطار سلسلة عقول عظيمة.

يعرض الكتاب لكامي " 1913-1960 "، فيلسوف " العبث"، وأحد أعمدة الوجودية الفرنسية، في فترة ما بعد الحرب الثانية.

وكامي بحسب مقدمة المؤلف مفكر يمثل الضمير الأخلاقي لجيله من وجوه شتى وفيلسوف في بعض جوانبه، وإن كان بالطبع ليس بالمعنى الاحترافي، وهو وجودي على طريقته، ومفكر .

وكان كامي يعمل على هوامش الفلسفة ، محاولا تأهيل رغبات البشر من دم ولحم لذلك فأعظم أعماله هي رواياته "الغريب" و"الطاعون" وغيرها، لكن "كامي"، نفسه، لم يكن يعترف بوجود تباينات ثابتة جامدة بين الفلسفة والأدب الجيد، فيرى أن "الروائيين العظماء فلاسفة عظماء"، وأن " الرواية فلسفة تمت صياغتها في صور خيالية، وفي الرواية الجيدة تختفي الفلسفة في ثنايا الصور الخيالية .

و يفند المؤلف في مقدمة الكتاب إدعاء " كامي" بأنه ليس وجوديا ، وهو الذي كان في قلب الحركة الوجودية الفرنسية ، ويرى فيه إدعاء غريبا ، ففي منتصف الأربعينات من القرن الماضي، وفي حوار صحفي أجري معه، هاجم " كامي " فلاسفة الوجودية، فقد كان في ذاك الوقت ينظر إلى الوجودية على أنها مرادفة، بوجه من الوجوه، لبديلها الديني ، الذي كان يرفضه رفضا باتا.

و لا يمنع هجوم "كامي" على الشيوعية السوفييتية زعمه أنه يساري، ولكنه يعكس بشدة كيف تتشابك الجزئيات التاريخية والشخصية العارضة، وتدخلها على المواقف التي يتبناها الفرد. خلاصة القول إن "كامي " المولود في قرية موندوفي /قسنطينة بالجزائر، في العام 1913، كان واحدا من رواد الفكر في عصره، روائي وجودي رفض التخلي عما اكتسبه ليعبر عن رؤية أخلاقية سامية، في عصور ارتفعت فيها الاستقطابات السياسية .

مؤلف الكتاب ديفيد شيرمان، هو أستاذ الفلسفة بجامعة مونتانا، ميسولا، وهو صاحب كتاب " سارتر وأدورنو: جدل الذاتية" 2007، كما شارك في تحرير كتاب " مرشد بلاك ويل للفلسفة الأوربية"2003 ، وهي السلسلة التي أنتجت هذا الكتاب. أما المترجمة، عزة مازن من مواليد القاهرة، ولها العديد من الترجمات، من بينها مشاركتها في ترجمة " موسوعة كمبريدج في النقد الأدبي" و كتاب " مفاوضات مع الموتى : تأملات حول الكتابة" للكاتبة الكندية مارجريت أوتود، التي ترجمت لها أيضا كتاب " القاتل الأعمى".
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.