صدر مؤخرًا عن دار الفارابي كتاب "سلطنة عمان: أربعون عاما من التنمية المستدامة" لمؤلفه (مسعود ضاهر). وفيما يلي نبذة من الكتاب كما جاءت في موقع الدار:
تجاوزت نهضة عُمان أربعين عاماً من النضج في مجال التنمية البشرية والاقتصادية المستدامة. وهي تنهي العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بتوجهات جديدة تؤكد على استمرار نهضتها وانفتاحها على المستقبل بخطى ثابتة ومدروسة.
لكن مشكلات الحداثة السليمة التي نجحت في بناء إنسان عُماني جديد عاش في كنف النهضة العُمانية طوال الأربعين عاماً الماضية تختلف جذرياً عن مشكلات التحديث التي عايشها الإنسان العُماني في بداية حركة النهضة، بقدرات بشرية مالية شحيحة للغاية، وفي ظروف حرب أهلية متفاقمة. لذلك تجري هذه الدراسة تحليلاً معمقاً لمشكلات التنمية البشرية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية، والتربوية، المستدامة التي تشهدها سلطنة عُمان في المرحلة الراهنة.
وبعد بلوغ النهضة مرحلة الاستقرار والنضج، دخل الإنسان العُماني الجديد بصورة سلسة في رحاب العولمة دون خوف أو عقدة نقص. ولديه مشكلات من نوع جديد ذات صلة بطبيعة التنمية المستدامة وليس بطبيعة النمو الذي حلّلنا مظاهره في الكتاب السابق. وهناك فارق نوعي في طبيعة التوثيق لمادة هذا الكتاب، وتحديد كيفية الانتقال من التراكم الكمي إلى التراكم النوعي، وسمات المنهج التحليلي الذي يتجاوز مشكلات النمو إلى إبراز الآليات الكفيلة بالحفاظ على التنمية المستدامة التي تواجهها سلطنة عُمان إلى جانب جميع دول العالم التي تشهد مشكلات حادة بعد انفجار الأزمة العامة للنظام الرأسمالي العالمي منذ أيلول 2008.
قدمت النهضة العُمانية في العقود الماضية نموذجاً بالغ الدلالة في إقامة التوازن بين الأصالة والمعاصرة، وسبل تطوير مختلف قطاعات الإنتاج والعمل والتعليم والخدمات مع الحفاظ عل القيم العُمانية الموروثة. وهي تواجه اليوم تحديات من نوع جديد حيث تتقاطع أحياناً وتتباعد أحياناً أخرى مع مقولات النهضة العُمانية بأبعادها الروحية العربية والاسلامية مع مقولات عصر العولمة وثقافاتها التقنية الوحيدة الجانب التي تحمل مخاطر كبيرة تهدد ثقافات الشعوب في الدول النامية، ومنها الشعب العُماني. فالبعد القيمي والخلقي شديد الوضوح في النهضة العُمانية التي تتلاقى مع مشروع ثقافي آخر لبناء عولمة أكثر إنسانية. كما أن الشعب العُماني الذي عرف كيف يحمي نهضته طوال العقود الأربعة الماضية في ظروف بالغة الصعوبة داخلياً وإقليمياً ودولياً، واقام التوزازن بين الأصالة والمعاصرة، بات اليوم أكثر وعياً بأهمية انجازاته السابقة، وأكثر تصميماً على استكمال مسيرة التنمية المستدامة بخصائص عُمانية.
الدكتور مسعود ضاهر
الدكتور مسعود ضاهر
• حائز على درجة دكتوراه دولة في التاريخ الاجتماعي من جامعة السوربون، باريس الأولى.
• يمارس التدريس في الجامعة اللبنانية منذ العام 1973.
• عين عضواً في المجلس العلمي الاستشاري للجامعة اللبنانية عن كلية الآداب والعلوم الانسانية عام 1996.
• شارك في عدد من المؤتمرات العلمية، العربية والدولية. ودعي مراراً استاذاً زائراً إلى جامعات طوكيو ومعاهدها، وأستاذاً زائراً إلى جامعة جورج تاون بواشنطن.
• انتدب خبيراً في الأمم المتحدة لشؤون التنمية عام 2004 و2008.
• نال جائزة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان للعام 1983.
• نال وسام المؤرخ العربي عام 1993، ثم وسام التاريخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب عام 1996.
• نال جائزة أفضل كتاب عربي في الانسانيات عن العام 2000 من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
• منحه إمبراطور اليابان الوسام الذهبي للثقافة اليابانية من مرتبة "الشمس المشرقة" بتاريخ 29 نيسان 2010 .
من مؤلفاته: "تاريخ لبنان الاجتماعي 1914 – 1926"، بيروت 1974، و"لبنان: الاستقلال والميثاق والصيغة"، بيروت 1977، و"الجذور التاريخية للمسألة الطائفية"، بيروت 1981، و"الهجرة اللبنانية إلى مصر– هجرة الشوام"، بيروت 1986"، و"المشرق العربي المعاصر: من البداوة إلى الدولة الحديثة"، بيروت 1986، و"الدولة والمجتمع في المشرق العربي 1840 – 1990"، بيروت 1990، و"النهضة العربية والنهضة اليابانية: تشابه المقدمات واختلاف النتائج"، عالم المعرفة -الكويت 1999. وقد حاز على جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي كأفضل كتاب عربي في الآداب والفنون للعام 2000، والنهضة اليابانية المعاصرة: الدروس المستفادة عربياً، بيروت 2002،
و"اليابان بعيون عربية"، بيروت 2005" والاستمرارية والتغيير في تجربة التحديث العُمانية 1970 -2005"، بيروت 2008، و"تاريخ اليابان الحديث 1853 – 1945: التحدي والاستجابة". أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة 2009.
0 comments:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.