(المصدر: إيلاف، 10 أغسطس 2011)
مقاه ثقافية سعودية تقضي على قصور الأندية الأدبية
فاطمة محمد العوفي
أسس عدد من المستثمرين الشباب في السعودية مقار ثقافية على هيئة "مقاه" سمّيت بالمقاهي الثقافية، في خطوة أعادت تشكيل هوية المقاهي الحديثة، ويتم فيها عقد لقاءات وحوارات بعيدًا عن رسمية الأندية الأدبية، وفق ما ذكرت المشرفة الإدارية على أندية القراءة السعودية.
وسط حراك ثقافي كبير تشهده السعودية، قام عدد من المستثمرين الشباب بفتح قنوات معرفية جديدة استثمارية وتطوعية، تهدف إلى إنشاء ما يسمّى بـ"المقاهي الثقافية". هذه المقاهي الجديدة ذات الصبغة الحديثة لم تكن هي الأولى، فقبل نحو سنة ونصف سنة أطلقت إدارة المكتبات العامة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام السعودية؛ مشروعًا تم تطبيقه في المنطقة الشرقية، بعنوان "قهوة.. بنكهة المعرفة"، تقوم فكرته على توفير مكتبة صغيرة داخل كل مقهى.
الفكرة تلك سرعان ما تطورت، وأصبحت المدن السعودية تعرف لوناً جديدًا من المقاهي، ربما تعد جديدة على السعودية، لكنها شهدت تاريخًا طويلاً في دول عربية أخرى، فقد بدأت تشق طريقها بسبب ارتفاع عدد الشباب السعودي المثقف، الذين يهربون عادة من المقار الرسمية لها. وانتشرت المقاهي الثقافية السعودية، في عصر يشهد تطورًا كبيرًا للتقنية، التي أصبحت تطغى على أشكال الثقافة الأخرى ومناهلها التقليدية، وتحظى هذه المقاهي بدعم من قبل أندية القراءة السعودية "التطوعية" لمدّها بعدد من الكتب والمحتويات الثقافية الأخرى. هنا يطرح تساؤل عن مدى جذب المقاهي الثقافية لفئة الشباب في ظل عصر التقنية. تقول المشرفة الإدارية في أندية القراءة السعودية مروة فقيه في حديثها لـ"إيلاف" إن المقاهي الثقافية تشكل ظاهرة مميزة في المملكة من نواح عدة، أبرزها استقطابها الشباب الباحث عن سبل جديدة للترفيه.
وتضيف فقيه أن القراءة ليست النشاط الوحيد الممكن ممارسته فيها، فبعضها يقدم عددًا من الدورات الفنية والحرفية، كما إنها باتت تشكل مكاناً للاجتماعات المستمرّة لأندية القراءة؛ فأجواؤها تخدم الاجتماعات المباشرة والموسّعة، وتتيح فرصة للمرتادين للتعرّف إلى أشخاص آخرين يشاركونهم الاهتمامات نفسها.وأوضحت فقيه أن المقاهي الثقافية تعمل على تنويع نشاطاتها، حيث تقيم لقاءات ثقافية. ومبادرة تلك المقاهي تأتي نوعًا من تغطية عجز بعض الأندية الأدبية. مشيرة إلى أن عددًا من تلك المقاهي يقيم عدداً من اللقاءات والديوانيات الثقافية مع الكتّاب والمفكرين بشكل مباشر في أجواء حوارية مفتوحة لا تخلو من العفوية. واعتبرت أنه بإمكان المثقف وغير المثقف من مختلف الأعمار حضورها بدون استحقاقات رسمية، بخلاف ما يحدث في الأندية الأدبية التي تحضرها شريحة فكرية وعمرية مختلفة، وتدار الندوات فيها بلغة حوارية مفخمة وفق وصفها، وهي التي لا يجد الشاب العادي لنفسه موقعاً داخلها، ولا ما هو جاذب. وتضيف فقيه أيضًا أن الأندية الأدبية تملك نقطة تفوق، وهي أنها تعمل تحت غطاء رسمي، بينما لا تزال هذه المقاهي قائمة على الجهود الفردية، مما يجعل مجال حركتها محدودًا نوعًا ما.
تلفت فقيه في حديثها حول الدعم الذي تلقاه هذه المقاهي إلى "أن المشروع غير ربحي، لذا تعد الموارد الماديّة محدودة"، لكن توجد خطة مبنية على أساس "التعاون" من ناحية التّسويق والترويج، وربطهم بالأندية الموجودة على الّساحة فعلياً، ومن هناك تتسع الدائرة، سواء عبر تبادل كتب أو عقد اجتماعات مستمرة وأمور مشابهة.
3 comments:
كم هذآ جميل !
ليتَ عُمان تخطو هذهِ الخطوة قريباً ="
نحتاج بنهم لمثل هذهِ الأماكن ~
هآلة
هالة..
للعلم فقط، فإنّ فكرة هذا المشروع موجودة لدينا في المدوّنة منذ أكثر من سنتين، وتم طرحها على إحدى الجهات الحكومية ولكنها لم تلق ترحيبًا آنذاك. ولكي أكون منصفًا، فإن انشغالي بالدراسة خارج عُمان اضطرني إلى تأجيل الموضوع. بإذن الله سيتحقق يومًا ما سواء بيدنا أو بيد الشباب الآخرين.
رآئع ، إذاً أنا متفائلة !
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.