03 يوليو 2010

مبادرات: عن لويس سوريانو أحدثكم..رجلٌ يتنفس العطاء


كلا، عزيزي القارئ، (لويس سوريانو) ليس لاعبًا في المنتخب البرازيلي، رغم أنّ الاسم يؤهل لذلك. هو من أبناء أمريكا الجنوبية أيضًا، حيث كرة القدم حياة وهواء ورسالة، بيد أنّ لويس سوريانو له ولع خاصٌ وفضاء يتنفس فيه ورسالة يؤديها، تركت أثرًا أزعمُ أنه لا يقل عن أثر المنتخب البرازيلي.

سوريانو كان صبيًا يعيش في قرية (لا غلوريا) في أرياف كولومبيا، لم يجد متنفسًا للترفيه إلا في القراءة، مع الكتب التي كان يحصل عليها في المدرسة. أنهى سوريانو دراسته ثم حصل على شهادة في الأدب الأسباني، وعمل مدرسًا في مدرسةٍ ابتدائية في قريته.

وفي سنوات عمله في المدرسة اكتشف سوريانو أثر القراءة على طلابه، وفي الوقت نفسه اكتشف الصعوبات التي يعاني منها الكثير من الطلاب مع واجباتهم الدراسية لأنهم لا يملكون كتبًا تساعدهم على تطوير مهاراتهم القرائية وإكمال فروضهم. وهكذا قرر سوريانو أن يأخذ على عاتقه نشر القراءة بين أطفال القرى مهما كان الثمن. وفعلا بدأ مشروعه النبيل بطريقةٍ بسيطة جدًا، عميقة الأثر في الوقت نفسه.

ما فعله سوريانو هو أنه أنشأ مكتبة عامة بنفسه. هذه المكتبة تتكون من سوريانو، ومجموعة من الكتب، وحمارين!

منذ عشر سنوات حتى الآن، في نهاية كل أسبوع، يختار سوريانو مجموعة من الكتب ويحملها وينتقل بها مع حماريه (سمّاهما ألفا و بيتو)، ويطوف على القرى بين الهضاب والوديان ليصل إلى الأطفال الذين ينتظرونه هناك كي يوزّع عليهم من كتبه، ويقرأ لهم منها، ويساعدهم في دروسهم.

يقول لويس سوريانو أنه بدأ بمجموعة من 70 كتابًا فقط، أما الآن فلديه حوالي 4800 كتابًا جمعها بنفسه ومن خلال التبرعات التي انهالت عليه بعدما أُذيع برنامج عن مبادرته في الإذاعة.

تعليق: أصدقكم القول بأنني عندما قرأتُ عن هذه المبادرة،أحسستُ بأنني صغير، صغير جدًا، وعندما شاهدتُ مقطع الفيديو كدتُ أبكي. هذا رجل من قريةٍ فقيرة ليس لديه موارد كثيرة ولا راتب كبير، ولكنه أنشأ بنفسه مكتبة متنقلة، ويقوم ببناء مكتبةٍ لقريته. كما تقول صحيفة نيويورك تايمز هي مؤسسة من رجل واحد وحمارين. عظيمٌ أنت يا لويس..عظيم!

لا بد أن نفعل شيئا!


إليكم مقطع الفيديو



للمزيد من المعلومات عن هذه المبادرة، ابحثوا في جووجل بهذه الكلمات:
Luis Soriano
Biblioburro

لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

7 comments:

وئام يقول...

قبل عدة سنوات شاهدت ببرنامج أوبرا مقابلة مع شخص كان يشتغل مديرا تنفيذيا لإحدى الشركات الكبيرة بأمريكا... ثم قام بزيارة منطقة نائية في افريقيا وشاهد هناك الظروف الصعبة التي يعيشها أهل القرية وعندم توفر كتب لديهم...فقرر أن يستقيل من منصبه وأسس منظمة لجمع الكتب وارسالها للمناطق النائية في افريقيا... وأيضا يستعين بحمار ليصل إلى مناطق بعيدة...

Noor يقول...

شي جميل جدا و هذا فقط للتأكيد أن الانسان مهما كانت ظروفه فإنه يستطيع أن يغير العالم من حوله.
شكرا جزيلا لانك شاركتنا بهذه المبادرة و ما تفعله انت شي رائع جدا جعلني انا اكثر من قراءة الكتب العربية و شجعني على ذلك المهم ان نفعل شيئا!
شكرا

إيمان فضل يقول...

نعم لا بد أن نقدم على أمر ما!
هو يملك هدفاً وقد آمن به..

قبضة مدونين جزيرة العرب يقول...

من يقدر قيمة العلم .. يقدر عند من يعظمون العلم.

غير معرف يقول...

دائما أجد ها هنا ما يدفعني لتقديس القرآءة
كل التوفيق لنا جميعا في أقاصي الأرض ومشارقها
أ. أحمد أنت بإفتتاح هذه التدوينه فعلت شيئا جميلا
خلقت عالما جميلا
دمتم بخير

زوّان السبتي يقول...

لله دره.. والفاعلين من أمثاله ..

غير معرف يقول...

ونحن أمة اقرأ
ماذا فعلنا لأجل القراءة ؟


ليس الشيء الكثير الذي يذكر...

مازلنا نسخر ممن يجلس على مقاعد الانتظار ليفتح كتابا ويقرأ
ونتشكى من عدم وجود المكتبات العامة "بالرغم من أن هذه أزمة حقيقية أيضا "

أنا أيضا يا أحمد تأثرت كثيرا بقصة هذا الرجل الرائع...

وفرحتُ بمشهد جميل في بيروت أن الكاتب يحمل الكتب التي تخصه ليودعها بتوقيعه في المكتبات العامة، وعندما تفيض الكتب أن حاجته يتبرع بها ...
أنت تجد كتابا في مكتبة راقية، وتجده نفسه في مكتبة عادية وتجده متاحا على بسطة في الشارع ..

لديّ الآن فكرة لا أدري هل يمكن أن أطرحها هنا..
أم أتركها لإيميلك الخاص

وبعدها نرى إمكانية نشرها هاهنا...

؟؟

أحمد /// أنت تفعل الكثير والكثير بفضل هذه المدونة الرائعة

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.