18 ديسمبر 2012

فن القراءة: أكبر متجر كتب في العالم

(المصدر/ موقع العلم اليوم)

 من النادر أن تجد شخصاً جرب الشراء على موقع الإنترنت لا يعرف موقع شراء الكتب الشهير «أمازون. كوم» الذي يعد أكبر موقع على شبكة الإنترنت لبيع الكتب، والموسيقى والأفلام، فهو يعرض ما يزيد على 4.7 ملايين منتج، يتنوع بين كتب وموسيقى وألعاب وغيرها من المنتجات، وشعار موقع أمازون يصور السهم بين A to Z لإعطاء تصور أنك ستجد كل ما تريد في الموقع من الألف إلى الياء.

 «أمازون دوت كوم»، شركة أميركية مختصة بالتجارة الإلكترونية، يقع مقرها في سياتل بولاية واشنطن. وكانت «أمازون» أولى الشركات الكبرى التي تقدم على بيع السلع عبر شبكة الإنترنت حتى أصبحت رمزاً لازدهار شركات تكنولوجيا المعلومات في أواخر التسعينات. وفي أعقاب تفجر فقاعة الإنترنت، واجهت «أمازون» شكوكاً قوية بشأن إمكانية استمرارها، إلا أنها سرعان ما عادت بقوة لتعلن عن تحقيق أول أرباح سنوية لها في عام 2003.

تأسست الشركة في عام 1994 من قبل جيف بيزوس، لتبدأ أول نشاط لها في عام 1995، من خلال العمل بمثابة مخزن لبيع الكتب عبر الإنترنت. واستطاعت بعد فترة وجيزة أن تنوع خطوط نشاطها لتشمل بالإضافة إلى الكتب أشرطة وأقراص فيديو وأقراص موسيقى وبرامج كمبيوتر وألعاب فيديو وأجهزة إلكترونية، والألبسة والأثاث والمواد الغذائية وألعاب الأطفال وسلع أخرى.

وقد أسست الشركة مواقع منفصلة على الإنترنت، في كندا والمملكة المتحدة وألمانيا والنمسا وفرنسا والصين واليابان. بدأت «أمازون» بيع الكتب على الإنترنت، لكنك الآن تستطيع شراء كل شيء تقريباً من موقع أمازون. وهذا التوسع لم يأت بشكل مفاجئ وسريع، كما أنه لم يكن منذ البداية. فمع الوقت ومع اكتساب الخبرة، يمكن التوسّع بشكل ذاتي أو بعقد تحالفات أو مذكرات تفاهم مع جهات أخرى تتعاون معها، تماماً كما حصل مع أمازون والشركات التي قررت عرض منتجاتها.
 كانت أمازون في ذلك الوقت، قد أسست بنية تحتية قوية جداً ومستودعات، وقبل ذلك خبرة في مجال التجارة الإلكترونية، وذلك جعلها قادرة على تحمّل هذا التنويع في المنتجات.
قصة تأسيس موقع (أمازون دوت كوم) قصة نجاح، بها الكثير من الدروس في تحدي الصعاب والأفكار الخلاقة. فالشاب جيف بيزوس، الذي كان يعمل في شارع «وول ستريت» مديراً لشركة استثمارات كبرى قرر فجأة الاستقالة من عمله ليفتح موقع انترنت بفكرة إبداعية غير مسبوقة، كانت فكرته العبقرية وحلم مشروعه، أن يجعل كل بضائع العالم تكون بين يديك خلال ثوان عن طريق الانترنت. وقد اتهمه أصحابه حينها بالجنون، لكونه ترك العمل في أكبر شركات نيويورك المالية، إذ لاحظ هذا الفتى العبقري في أوائل التسعينات، أن شبكات الانترنت تنمو بمعدل خيالي: 2300% سنوياً.بحث جيف في عالم تجارة البيع عبر البريد من خلال القوائم المطبوعة (mail-order) عن الشرائح والطبقات الغنية في المجتمع من المشترين، والتي تقف كأفضل فئة منتفعة من خدمات القوائم الإلكترونية.
 وجد جيف قطاعاً كاملاً غير مستهدف من أي نشاط تجاري: الكتب المطبوعة في هذا الوقت، لم تكن لتجد مكاناً واحداً يحوي قائمة شاملة وكاملة لكل الكتب المنشورة والمطبوعة. كان السبب بديهياً، لا يمكنك أن تجد مخزناً أو مستودعات تكفي لتخزين كل الكتب المنشورة وقتها، وحتى لو فعلت، فكيف ستجعل مثل هذا النشاط مربحاً؟ لذا شرع جيف في تأسيس وإطلاق موقعه، وكان باسم «كاديرا» في عام 1994. وكانت كبرى دور النشر توفر نسخاً إلكترونية من قوائم كتبها، وكان جل ما ينقص هو جمع هذه القوائم في مكان واحد على شبكة انترنت.

 اعتمد جيف على ثلاثة أجهزة كمبيوتر من صنع شركة «صن»، وضعها على طاولة خشبية في غرفة معيشته. وبدأ التسويق لموقعه (متجره) الإلكتروني الجديد. لاحظ جيف أنه كلما أخبر أحدهم عن موقعه، أخطأ في كتابة حروفه مع كلمات أخرى قريبة في النطق، لذا قرر اللجوء إلى اسم رنان يصعب الخطأ فيه، وكان اسم «أمازون» هو الاسم، تيمناً بأنه أكبر أنهار أميركا والعالم من حيث مساحة الماء.

 التأجير للطلبة:
 أعلنت شركة «أمازون» لطلبة التعليم في جميع المراحل، ممن يملكون جهاز القراءة الإلكتروني Kindle عن خدمة، يسمح فيها للطالب بعملية تأجير الكتب المدرسية، واعدةً بخصومات تصل إلى 80 بالمئة مع سهوله في عملية التأجير على حسب المدة التي يريدها، وغالباً ما يكون حدها الأقصى سنة كاملة. وتعتمد عملية الخصم على المدة التي تريد فيها استعارة هذا الكتاب.

الكوب الثاني:
 ربما كان موقع أمازون الأستاذ والمعلم الأول لفن تقديم الكوب الثاني، فهو ينصحك ماذا تشتري، ويخبرك عما اشتراه غيرك مع الكتاب الذي تبحث عنه، ويقدم لك عروضاً سعرية خاصة، إن اشتريت كتابين معاً أو أكثر. كما يراقب خياراتك في الكتب ليقترح عليك عناوين كتب، مدحها غيرك من المشترين، وكل هذه الأفكار الذكية.

المشاركة في الربح:
 كانت تقديرات حجم سوق الكتب بالمليارات، واستطاع «أمازون» الحصول على حصة كبيرة منها عبر الخدمة الأفضل التي يقدمها. كذلك عمد الموقع إلى زيادة نسبة انتشاره عبر نظام العمولة (المشاركة) في الربح، عبر توفير رابط شراء من موقع ما لكتاب أو منتج ما من «أمازون». وكلما تمت عملية الشراء بنجاح، حصل هذا المرشد على عمولة من سعر البيع. وفي عام 2003 كان لدى «أمازون» أكثر من مليون مرشد مبيعات، يدرون 40% من مبيعات أمازون وقتها.

 180 ألف كتاب حصري:
  قبل إعلانها عن الجهازين اللوحيين «كيندل فاير إتش دي» والقارئ «كيندل وايت بايبر»، كشفت شركة أمازون عن بعض الإحصائيات المرتبطة ببعض الخدمات التي تقدمها الشركة في موقعها. وجاء في هذه الإحصائيات أن الموقع يملك أكثر من 180 ألف كتاب حصري، له فقط. كما أضاف المدير التنفيذي للشركة أن عدد التحميلات المرتبطة بهذه الكتب تجاوزت الـ 100 مليون تحميل، وهي تعتبر أرقاماً كبيرة جداً، لكنها ليست بالغريبة على موقع كبير اسمه «أمازون».
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

0 comments:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.