12 يونيو 2009

الاستراتيجية الاسرائيلية لتطبيع العلاقات مع العرب

قراءات: كتاب "الإستراتيجية الإسرائيلية لتطبيع العلاقات مع البلاد العربية" لـ(محسن عوض)


صدر هذا الكتاب عام 1988 عن مركز دراسات الوحدة العربية ضمن سلسلة الثقافة القومية في 280 صفحة من القطع الصغير.

الكتاب رغم أنه قديم، ولا بد من كتب أو طبعات جديدة ترصد الجديد في مجال استراتيجية التطبيع الاسرائيلية، إلا أن المعلومات التي جاءت فيه مفيدة ومثيرة للغاية.

من المثير التعرف على العلاقات القديمة بين إسرائيل والأسرة الهاشمية في الأردن منذ بدايات وجود الكيان الصهيوني، ومن ثم التطبيع القهري في الأراضي المحتلة، وبعدها النقلة التاريخية مع زيارة أنور السادات لإسرائيل وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد، وبعدها الاختراق إلى العمق اللبناني. يلقي الكتاب الضوء على كثيرٍ من اللقاءات السرية بين العرب وإسرائيل، والاتفاقات غير المعلنة للتعاون الاقتصادي والأمني بينها.

بالطبع يعلم الجميع عن هذه العلاقات، ولكن ما وجدته شخصيا مثيرا هو العلاقات الإسرائيلية مع المغرب والتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة مع حكومة النميري في السودان لتهجير اليهود الإثيوبيين من السودان. والغريب أنه لا توجد مواجهات عسكرية ولا ضرورات استراتيجية للتطبيع هنا. استهجنتُ كثيرًا هذه العلاقات كما استهجنت التعاون بين بعض الجماعات اللبنانية مع إسرائيل لتحقيق أغراض سياسية.

كما يورد الكتاب الطرق التي اتبعتها الدول والشعوب العربية للمقاطعة ومقاومة التطبيع، حتى في مصر رغم جميع الاتفاقيات. فهناك المقاطعة السلمية وهناك المظاهرات وحتى المقاومة المسلحة.

أورد لكم هنا هذا المقطع من خاتمة الكتاب:
"ليس علينا أن نعتذر لقاتلينا، وليس علينا أن نقول لها مرحبًا بكم في أوطاننا، ليس علينا أن نستقبل مفكريهم وأدباءهم، وأن نفتح لهم أبواب منازلنا ومتاجرنا، وهم يزرعون الخراب في كل ركن من أركان وطننا العربي الكبير. هذه ليست واقعية ولكنها استسلام، ليس علينا أن نرفع رايات "الاعتدال" لنكسب الرأي العام الغربي، فالرأي العام الغربي يحترم الذين يتمسكون بحقوقهم أيضًا، والضمير الغربي انتصر في النهاية لديغول ولم ينتصر لحكومة فيشي، والرأي العام الغربي قد يسعده استسلام المنطقة لاسرائيل لكنه لا يحترم المستسلمين بالتأكيد. وعندما حظر العرب نفطهم لمرة وحيدة عن الولايات المتحدة، ظهرت-ولمرة وحيدة أيضًا- لافتات تقول: "إنك لا تستطيع أن تملأ خزان سيارتك بيهودي""

أعجبني الكتاب وأودّ قراءة شيء شبيه عن التطبيع بين إسرائيل والدول الخليجية.
لنشر الموضوع على الفيس بوك والتويتر Twitter Facebook

2 comments:

غير معرف يقول...

عجيب والله أعتقد قراءة هذا الكتاب باعتباره يغطي البعد الاستراتيجي سيساعد كثيرا في تفسير المبادرات والمواقف الحالية من بعض الرموز
لكن أختلف نسبيا مع بعض ما ورد في المقطع المنشور فعندما اختار الشعب الفلسطيني حكومته عبر صناديق الاقتراع وبنزاهة شهد عليها الجميع
قررت "حكومات" الدول الغربية مقاطعة الحكومة المنتخبة وكادوا لها المكائد
غير أننا شهدنا قرار "شعبيا" من قبل شريحة من المثقفين والساسةالغربيين ممن أيد ذلك بل وناصر المظلوم حتى شهدنا بعضهم يقطعون الأميال عبر البحار ليوصلوا مساعادات انسانية في اشارة إلى موقف انساني مسؤول..
أبوصبا

أحمد حسن المعيني يقول...

أبو صبا..
أتفهم جيدًا تحفظك على ما جاء في المقطع، ولكنني أعتقد أن ظروف الحكومة الفلسطينية مختلفة واستثنائية. على أية حال، هل يوجد شيء غير استثنائي في هذه المعضلة؟ إنها حالة غير إنسانية غير مسبوقة!

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.